استراتيجية جديدة لبلد جديد: الصندوق يدعم الشباب في جنوب السودان

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

استراتيجية جديدة لبلد جديد: الصندوق يدعم الشباب في جنوب السودان

المقدر للقراءة دقيقة 5
© UNICEF South Sudan/Mark Naftalin

لا يمكن للصندوق تحويل الحياة الريفية والمجتمعات المحلية الريفية دون فهم عميق للبلدان التي يعمل فيها. ومن أمريكا اللاتينية إلى جنوب شرق آسيا، تعتمد اختياراتنا الاستراتيجية على شيء واحد: برنامج الفرص الاستراتيجية القطرية

وبرنامج الفرص الاستراتيجية القطرية هو وثيقة تلخص استثمار الصندوق في بلد ما. وهو يساعدنا على تحديد التمويل وتيسير الإدارة بالنسبة لأفرقتنا. وتؤكد هذه الخطة التي تغطي ست سنوات على التزامنا تجاه الحكومة المحلية وهي تعالج الاحتياجات، وتعمل على تحقيق التنمية المستدامة، وتستجيب للصدمات. 

وتكتسب هذه العملية أهمية خاصة في الدول الهشة مثل جنوب السودان. فبعد تأسيسه قبل اثنتي عشرة سنة، واجه أحدث بلد في العالم والذي يحتل المرتبة الثالثة من حيث الهشاشة مجموعة كبيرة من التحديات، بما في ذلك الكوارث الطبيعية المتكررة، وانعدام الأمن الغذائي، والنزاع، والتأثيرات طويلة الأمد لجائحة كوفيد-19، والتي فاقمت مجتمعة بشكل كبير من وضع إنساني مريع بالفعل. 

ومنذ عام 2011، يقوم الصندوق بالمساعدة على تحسين حياة الآلاف من الأسر المعيشية الريفية في جنوب السودان. ولكن في بلد يعيش فيه كل ثمانية أشخاص من أصل عشرة في المناطق الريفية ويعتمدون على زراعة الكفاف، ما زال هناك الكثير مما يتعين عمله. ولهذا السبب يقوم الصندوق بوضع أول برنامج للفرص الاستراتيجية القطرية لجنوب السودان، والذي يشكل خطوة هامة في الاتجاه الصحيح بالنظر إلى حضورنا المتنامي في البلد. 

إذا كيف يمكن لهذه الاستراتيجية تحقيق ذلك؟ 

الإصغاء إلى أصحاب المصلحة 

أولا، نجري مشاورات مع أصحاب مصلحة مختارين على المستوى الوطني ومستوى الولايات – من الشركاء الإنمائيين والمجتمع المدني إلى القطاع الخاص. نحصل على آرائهم وخبرتهم بشأن سياق التنمية الحالي، بالإضافة إلى مقترحاتهم بشأن ما ينبغي للصندوق أن يركز عليه في المستقبل. 

ولكن برامج الفرص الاستراتيجية القطرية تعتمد بشكل كبير على ذات الأشخاص الذين وضعت المشروعات المدعومة من الصندوق من أجلهم: المجموعات الريفية الضعيفة. ولهذا السبب، نجري مشاورات معهم لتجميع آرائهم بشأن ما يصلح وما لا يصلح، وما يودون منا التركيز عليه بشكل أكبر. 

وتعطينا هذه المناقشات فهما أفضل حول أين نستثمر ونعبئ الأموال. ونحن نتأكد من كون هذه المجموعات ممثلة للخلفيات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة ونوفر لها مساحة آمنة للمشاركة التفاعلية. 

نداء موجه إلى جميع الشباب 

في جنوب السودان، سبعة من أصل كل 10 أشخاص تبلغ أعمارهم بين 18 و35 سنة، لذلك كان هؤلاء الشباب من الجمهور الهام الذي تشاورنا معه ونحن نضع برنامج الفرص الاستراتيجية القطرية الجديد. وكما قالت لنا غريس التي تبلغ 18 سنة من العمر: "التنمية تبدأ معنا".   

في وجه معدلات البطالة العالية، يتدبر الشباب في جنوب السودان أمرهم بفضل الدعم الأسري، والعمل المنزلي، وشراء وإعادة بيع السلع في السوق. ولكن الحياة صعبة بالنسبة لهم. وتقول تيب ك. البالغة من العمر 28 سنة: "أحيانا نتمكن من العمل ليوم واحد فقط في الشهر لنكسب مجرد 000 3 جنيه من جنيهات جنوب السودان (حوالي 23 دولارا أمريكيا). 

وتشرح أليث م. البالغة من العمر 19 سنة خلال مشاورة معها: " الأمر يتوقف على من تعرف ومن يعرفك، حتى وإن درست وتخرجت، ستحتاج إلى ما يسمونه واسطة." 

شباب جنوب السودان متحمسون لأن يصبحوا رواد أعمال ويبنوا أعمالهم الخاصة بهم ولكنهم يحتاجون للحصول على الائتمان والتدريب للقيام بذلك. ومع كون أربعة في المائة فقط من الأراضي الزراعية للبلد تجري زراعتها، هناك إمكانات زراعية هائلة وغير محققة إلى حد كبير. 

ومتى استكملت المشاورات، ندمج آراءهم في سائر استراتيجيتنا، بما في ذلك إطار التمويل وكيفية تنفيذنا لرصد وتقييم المشروع. 

وبعد ذلك، نتعاون من الحكومة بالعمل معا على صياغة الاستراتيجية، التي تُستعرض وتعرض في النهاية في حلقة عمل تثبيتية من أجل المصادقة عليها من قبل الحكومة. 

وبرنامج الفرص الاستراتيجية القطرية هذا يضع خطط الصندوق حتى عام 2029 – وسنواصل خلال هذا الوقت الاستثمار في مستقبل قادر على الصمود. وسنعمل من أجل تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي والحد من الفقر من خلال المشاركة والتعلم من الشباب والمجموعات الضعيفة الأخرى، بالإضافة إلى الشركاء الإنمائيين والحكومة. ومن الهام بشكل خاص أن نواصل القيام بهذا، نظرا إلى أن البلد يبقى متأثرا بشدة بتغير المناخ، والهشاشة، والركود الاقتصادي، وعدم الاستقرار بعد مرور أكثر من عقد على استقلاله.