IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

على خلفية النزاع وكوفيد-19، الصندوق يساعد المزارعين على الزراعة في اليمن

المقدر للقراءة دقيقة 7

لقد تركت سنوات النزاع في اليمن أثرها – وفي وسط كل الدمار الذي وقع، كان القطاع الزراعي واحدا من أشد القطاعات تأثرا.

في السابق، شغّل قطاعا الزراعة ومصايد الأسماك أكثر من نصف القوى العاملة في البلد. واليوم، تعطلت الآلات الزراعية في الحقول، بعد أن دمرتها الغارات؛ وهُدّمت نظم الري ومرافق التخزين؛ وهلكت قطعان الماشية. كما دُمرت السلاسل اللوجستية بالكامل، مما يجعل من الصعب الحصول على البذور، والأسمدة، والإمدادات الأخرى.

مع الإضعاف الشديد للإنتاج المحلي للأغذية، أصبحت البلد معتمدة بشكل متزايد على الواردات – التي هي أغلى بكثير من الأغذية المنتجة محليا. كما زادت جائحة كوفيد-19 في تدمير اليمن، مضيفة المزيد من الضغوط على نظام الرعاية الصحية المرهق بالأصل، ومقيدة الإنتاج الزراعي بشكل أكبر.

وإضافة إلى النزاع وكوفيد-19، بدأت الحرب في أوكرانيا تؤثر على اليمنيين بشكل كبير، دافعة بتكاليف الأسمدة عاليا، وفارضة قيودا جديدة على واردات الحبوب.

ومع تأثر ما يصل إلى 78 في المائة من اليمنيين بالفقر الآن، يعاني العديد من الأسر من أجل الحصول حتى على الكميات الدنيا من الأغذية، وينتشر الجوع وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع.

وعندما بدأ ممثلو مشروع حماية سبل العيش وقدرة الزراعة على الصمود تقديراتهم للوضع على الأرض، كانوا يدركون أن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به – ولكنهم كانوا متفائلين بالنتيجة.

سحر (إلى اليسار)، مشاركة في مشروع حماية سبل العيش وقدرة الزراعة على الصمود، تناقش مواد التدريب مع مستشار للإرشاد الزراعي.

الحياة في مناطق اليمن الأكثر انعداما للأمن الغذائي  

يقوم مشروع حماية سبل العيش وقدرة الزراعة على الصمود، وهو مبادرة يمولها مرفق الصندوق لتحفيز فقراء الريف، وينفذها الصندوق الاجتماعي للتنمية، بمساعدة الأسر الريفية اليمنية من أصحاب الأراضي من خلال بناء سلاسل القيمة الزراعية التي يمكنها المشاركة فيها. وتعطى الأولوية للأسر دون خط الفقر، وتلك المتأثرة بشكل مباشر بالنزاع أو الجائحة، أو التي تستضيف نازحين، أو التي يرأسها شباب أو نساء.

ويعمل المشروع في منطقتين هما الأشد معاناة من انعدام الأمن الغذائي، تعز ولحج، حيث يخفض كل شخص عمليا بطريقة ما من نفقاته – من تخفيض كمية الطعام التي يضعها على المائدة إلى إعادة النظر في رسوم مدارس أطفاله. ومع ذلك، بدأ العديد من هذه المجتمعات المحلية باستضافة أسر مثل أسرة صابرين التي تبحث عن ملجأ في المناطق الريفية.

فرّت صابرين مع أطفالها إلى مجتمع محلي صغير في تعز لتصبح بين ليلة وضحاها المعيل الوحيد لأسرتها. وكان والدها يرسل لها بعض المال بشكل دوري، ولكنه لم يكن كافيا لتغطية نفقاتها. ونظرا لانقطاعها عن بقية أفراد أسرتها، وقلة فرص إيجاد عمل في محيطها الجديد، كانت صابرين قلقة على الدوام بشأن كيفية تلبية احتياجات أسرتها.

العمل مع المجتمعات المحلية من القاعدة إلى الأعلى

مثل العديد من المشروعات التي يدعمها الصندوق، بدأ مشروع حماية سبل العيش وقدرة الزراعة على الصمود بالاجتماع مع المزارعين المحليين لمعرفة أهم الأمور لديهم. وفي تعز ولحج، أراد المزارعون اختيار محاصيل مألوفة لا تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه، وذات فترة نمو قصيرة (لتسهيل التسويق والبيع)، والتي يرتفع الطلب المحلي عليها. وقرروا معا اعتماد أربعة محاصيل: الطماطم، والفلفل، والببايا، والكوسا.

وأدركت صابرين أن مشروع حماية سبل العيش وقدرة الزراعة على الصمود هو أفضل فرصة لكسب دخل لائق لها ولأسرتها، ولكنها لم تكن تملك أرضا – وهذا شرط للمشاركة في المشروع. فأقدمت على مخاطرة وأنفقت بعض مدخراتها الضئيلة لاستئجار قطعة أرض بحيث تتمكن من المشاركة في المشروع.

وزود المشروع المزارعين بما يحتاجون إليه من المدخلات والتدريب لكي يبدأوا عملهم، مغطيا كل شيء من دورات الزراعة والجداول الزمنية للأسمدة إلى كيفية التعرف على أمراض المحاصيل الشائعة ومعالجتها.

وفي موسم الحصاد التالي، شهد المزارعون فرقا لا يصدق في محاصيلهم، من حيث الكمية والنوعية على السواء. وحصدت صابرين غلة غنية من الطماطم حصلت على سعر جيد في السوق كان أكثر من كافٍ لتغطية نفقاتها المعيشية، بما في ذلك تكاليف استئجار الأرض.

صورة لصابرين بين أشجار ببايا أسرتها.  

بناء القدرة على الصمود في مواجهة التحديات المستقبلية

في الأشهر الأخيرة، وجدت أسرة صابرين والكثير غيرها من الأسر الاستقرار بفضل دعم مشروع حماية سبل العيش وقدرة الزراعة على الصمود. وشهدت أكثر من 000 1 أسرة عوائدها الزراعية تنمو بنسبة تصل إلى 70 في المائة، وأتاحت لها الزيادة في الدخل الوصول إلى الأغذية والرعاية الصحية عالية الجودة، وكذلك إرسال أطفالها إلى المدارس.

بالطبع، ما زال هناك العديد من التحديات في المستقبل. وخلاف التهديدات المزدوجة للنزاع الأهلي المستمر في اليمن والجائحة، يعمل تغير المناخ على تحويل أنماط هطولات الأمطار، مما يتسبب بزيادة شح المياه أكثر فأكثر.

وكما يقوم مشروع حماية سبل العيش وقدرة الزراعة على الصمود بدعم صغار المنتجين اليمنيين خلال الجائحة، فإننا مستعدون للقيام بذلك مرة أخرى في وقت تواجه فيه البلد الأسعار المرتفعة للأغذية، والأسمدة، والوقود، والتي زادت من ارتفاعها الحرب في أوكرانيا. واليمن هو أحد البلدان ذات الأولوية العالية في مبادرة الاستجابة للأزمات التابعة للصندوق، والتي أنشئت لبناء القدرة على الصمود في مناطق العالم الأشد تأثرا بالحرب.

وفي الأشهر القادمة، سوف نقدم تدخلات مصممة خصيصا لمساعدة المزارعين على الوصول إلى المدخلات، وتأمين التمويل، وإيجاد الأسواق – كطريقة لتكريم العمل الجاد للمزارعين أمثال صابرين، والقيام بدورنا في حمايتهم من حالات عدم اليقين في المستقبل.

اطلع على المزيد عن عمل الصندوق في اليمن.