Amplifying rural needs and voices: A conversation with Helene Papper

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

إعلاء الأصوات الريفية واحتياجات الريف: محادثة مع Helene Papper

المقدر للقراءة دقيقة 10
©IFAD/G.M.B. Akash

بات الأمر أوضح من أي وقت مضى: بغية التصدي للأزمات العالمية، يجب إشراك المجتمعات التي تنفذ الحلول، وإسماع أصواتها، وإدماج معارفها. ولكن كيف نقوم بإسماع الأصوات من أبعد مناطق العالم؟ وكيف نهيئ المشاركة اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة عبر التجمعات المنعزلة، من القطاع الخاص إلى المستثمرين وصناع السياسات والقادة العالميين؟

دخل الصندوق هذا العام في شراكة مع Farm Radio International في سلسلة من البرامج الإذاعية لمشاركة المجتمعات الريفية في شواغلها الخاصة والحلول الممكنة لها. وستغذي هذه البرامج المناقشات العالمية في مؤتمر قمة النظم الغذائية.

واستمع حوالي 12 مليون شخص، حوالي 8 ملايين شخص منهم في المناطق الريفية، إلى هذه البرامج. وشارك ما يقرب من 7 000 شخص من النساء والرجال والشباب العاملين في الزراعة في بوركينا فاسو، وغانا، وتنزانيا وأوغندا عن طريق المكالمات الهاتفية والتفاعلات عبر الأجهزة المحمولة والمشاركة باستخدام التطبيقات لتشاطر وجهات نظرهم حول سبل تطوير نظم غذائية صحية ومستدامة وعادلة.

وتعرف Helene Papper، مديرة شعبة التواصل العالمي والترويج الخارجي في الصندوق، قوة الإذاعة. وفي فترة سابقة من حياتها المهنية، عملت في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي والسودان وجنوب السودان وهايتي حيث أطلقت محطات إذاعية وطنية لدعم العمليات الانتخابية وتنفيذ السلام.

وطلبنا منها أن تخبرنا المزيد عن أهمية هذه الحوارات عبر الأثير.

لماذا يعتبر من الهام الاستماع إلى أصوات سكان المناطق الريفية النائية، ولا سيما النساء والشباب منهم؟

يعيش حوالي نصف سكان العالم في المناطق الريفية من البلدان النامية. ويتمتع هؤلاء السكان البالغ عددهم 3.4 مليار شخص بالمعرفة والخبرة اللازمتين لإنشاء نظم غذائية مستدامة وقادرة على إطعام العالم.

ويتواجد السكان الريفيون في الخطوط الأمامية لتغير المناخ غير أنهم يفتقرون إلى الخدمات والبنية التحتية أو يفتقرون ببساطة إلى القدرة الاقتصادية على الصمود اللازمة لتحمل الصدمات.

غير أنه نادرا ما تُسمع أصواتهم في دوائر صنع السياسات. وبغية الوصول إلى حلول ناجحة، علينا جلب معارفهم المكتسبة بشق الأنفس إلى طاولة المفاوضات، وبناء قراراتنا وأعمالنا بالاستناد إلى احتياجات السكان ورغباتهم.

ويجري الاستماع إلى أصوات النساء والشباب بشكل أقل. وعلى الرغم من أن النساء يشكلن غالبية قوة العمل الزراعية، إلا أنهن غائبات عن عملية اتخاذ القرار.

ويعتمد مستقبل نظمنا الغذائية على بقاء الشباب في المناطق الريفية باعتبارهم الجيل القادم من المنتجين. ومن خلال الاستماع إليهم، يمكننا فهم طرق تزويدهم بسبل العيش اللائقة والحفاظ على استدامة النظم الغذائية المستقبلية.

علينا الاستماع إلى هذه الأصوات الريفية. وعلينا بعدئذ أن ننفّذ.

من واقع خبرتكِ في الإذاعة، كيف يمكن لهذه الوسيلة أن تساعد سكان المناطق الريفية على تحويل حياتهم؟

يستخف الناس أحيانا بأهمية الإذاعة، وهي إحدى أقوى أدوات الاتصال المتوفرة لدينا. وتجلب الإذاعة المعلومات بصورة فورية إلى الأماكن التي تتمتع بموارد شحيحة، وتربط المجتمعات المحلية الريفية بالعالم ومع بعضها البعض.

والإذاعة، في المقام الأول، صوت بشري موثوق به. وقد وجدت ذلك في جنوب السودان، حيث كان السكان يرسلون تقارير عن إطلاق النار عبر الإذاعة، وكنا نقوم بتحليلها بحثا عن مؤشرات على نشوء صراع ونتوجه إليها منعا لوقوع حوادث أشد خطورة. وما كنا لنتلقى هذه التقارير لو لم يثق السكان بالصوت في الإذاعة.

ويمكن للإذاعة إعلام السكان، وكان ذلك ضروريا خلال أزمة جائحة كوفيد-19. غير أن الإذاعة وسيط ذو اتجاهين أيضا. وذلك لأنها تجذب أشخاصا إلى المحادثة ممن لا تُسمع أصواتهم بطريقة أخرى، مثل النساء في المناطق التي يُمنعن فيها من التحدث علنا. وتكون الهويات في الإذاعة محمية ويمكنهن التحدث بصراحة. وعندما يجري الإصغاء إلى الناس، يصبح لديهم أمل، وتنشأ لديهم الرغبة بالإنجاز.

ويُظهر هذا التقرير أن للسكان الريفيين آراء واحتياجات ورغبات يجب الاستماع إليها. ويشكك صانعو السياسات أحيانا بـ "الاستماع إلى الناس"، غير أنه إذا أُجري ذلك بشكل جيد، وعلى نطاق واسع، فإننا نحصل على بيانات سياقية وحلول ذات مغزى تلبي الاحتياجات التي يحددها السكان بأنفسهم.

بالنسبة إلى تقرير "الحوارات على الهواء: الاستماع إلى السكان الريفيين"، ما الذي فاجأكِ بشأن النتائج؟

كانت هناك بعض النتائج التي وجدتها رائعة، على الرغم من أنني لن أقول إنها كانت مفاجئة بالضرورة.

أولا، ترى الأغلبية الساحقة من المستجيبين مستقبلا في الزراعة لأطفالهم. وشعر شخص واحد فقط من أصل كل عشرة أشخاص أن على الشباب اختيار مهنة أخرى. غير أن أكثر من الثلث قالوا أيضا أن التغيير ضروري كي يتمكن الجيل القادم من المزارعين من تحقيق النجاح. ويتناقض ذلك مع الحكمة المقبولة لدى صانعي القرار بأن السكان لا يرون مستقبلا للعمل في الزراعة. ويُظهر التقرير أن السكان الريفيين يرغبون في البقاء في مجال الزراعة، ولكن يجب تغيير النظم الغذائية بغية جعل المداخيل المعيشية ممكنة.

ثانيا، في حين يؤثر تغير المناخ بشكل متزايد على صغار المزارعين، فإن عددا قليلا منهم يعتبر الهجرة أمرا مرغوبا فيه. وهم يريدون، عوضا عن ذلك، بناء القدرة على الصمود.

ثالثا، شعر معظم المستجيبين بالقلق بشأن آثار المبيدات والأسمدة الكيماوية على الصحة وعلى سلامة الأغذية.

رابعا، كان المشاركون واضحين في رغبتهم بالحصول على القروض والائتمان، وهم يريدون معلومات بشأن ممارسات زراعية ومدخلات أفضل. وتدخل هذه الطلبات المحددة في صميم مهمة الصندوق.

كيف يستجيب الصندوق لاحتياجات السكان الريفيين ورغباتهم؟

يعتمد عمل الصندوق على الإصغاء لما يقوله السكان الريفيون حول ما يريدونه ويحتاجون إليه كي يزدهروا، والعمل مع الحكومات من أجل توفيره.

ونحن نقوم، من خلال برنامج التأقلم لصالح زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة، بتوجيه التمويل المناخي والبيئي إلى أصحاب الحيازات الصغيرة ونضمن مشاركتهم الفعالة في عملية صنع القرار.

ونقدم الحلول القائمة على الطبيعة التي تساعد في الاستعداد لتغير المناخ وتحمي في الوقت نفسه التنوع البيولوجي وصحة الإنسان. وفي لاوس، قمنا بتعريف المزارعين بالكائنات الحية الدقيقة الفعالة كبديل عضوي منخفض التكلفة عن الأسمدة الكيماوية.

وندعم الشباب لإيجاد عمل هادف، ونستفيد من حماسهم وانفتاحهم للتعريف بالابتكارات. وفي كينيا، تقدم مشروعات الأعمال الزراعية التي يقودها الشباب أفكارا جديدة إلى الأعمال القديمة، وذلك من تطوير خلطات حبوب مغذية للأسواق المحلية إلى آلات بيع الحليب الآمنة من جائحة كوفيد.

ونحن نعمل مع الحكومات والمنتجين لضمان حصول المزارعين على القروض وتسهيلات التأمين للتعامل مع أزمة المناخ، فضلا عن المهارات والمدخلات لأغراض الزراعة المستدامة.

وليست هذه سوى بعض الطرق التي يستجيب الصندوق من خلالها لشواغل مثل تلك التي أُثيرت في الحوارات على الهواء. ويكمن الأمر الأهم في مواصلة الإصغاء والثقة بأن السكان الريفيين يعرفون ما يحتاجون إليه.

ما الذي يود الصندوق أن يلتزم به قادة العالم في أعقاب مؤتمر قمة النظم الغذائية؟

في أعقاب مؤتمر قمة النظم الغذائية، يدعو الصندوق قادة العالم إلى تحويل نظمنا الغذائية لتصبح مستدامة ومنصفة، مع الحفاظ على موقع صغار المنتجين في صميم هذا التحول.

ويعني ذلك التمويل والإرادة السياسية كي يتمكن السكان الريفيون من الوصول إلى المدخلات، والأسواق، والخدمات المالية، والتكنولوجيا والمعلومات من أجل تنمية الأعمال التجارية والتكيف مع تغير المناخ وحماية البيئة والتنوع البيولوجي واكتساب القدرة على الصمود. ويعني ذلك جعل النظم الغذائية أكثر عدلا وإنصافا، وتوفير سبل عيش لائقة.

وتكمن فحوى مؤتمر القمة هذا في الاتفاق على إجراءات محددة وقابلة للقياس، مدعومة بالتمويل. وهي تعتبر فرصة سانحة لتهيئة الظروف التي يحتاج إليها السكان الريفيون ليحققوا النجاح.

ونريد من القادة إطلاق العنان لقوة مصارف التنمية العامة، وفتح باب التمويل وإزالة المخاطر من الاستثمارات الخاصة في الزراعة.

وندعو القادة إلى دعم السكان الريفيين للتكيف مع تغير المناخ، وجلب التمويل الأخضر والاستثمار الشمولي إلى النظم الغذائية.

وتُعدّ النظم الغذائية الصحية والمستدامة أساسية لعالم متحرر من الجوع أو الفقر، وللتنوع البيولوجي وكوكب صحي. وتعتبر جزءا لا يتجزأ من القدرة على الصمود والسلام العالميين.

لقد سمعنا من السكان الريفيين ما يتعين علينا القيام به. وسوف نستمر في الإصغاء. غير أن الوقت قد حان لكي يبدأ قادة العالم بالإصغاء والعمل.