IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

تغيير الخطاب بشأن هايتي

المقدر للقراءة دقيقة 6
© WFP Haiti/Theresa Piorr

تنضم النساء إلى الجهود المجتمعية لإصلاح الطرق التي دمرها الزلزال في جنوب غرب هايتي.

Paolo Silveri هو المدير القطري للصندوق في هايتي.   

في العام الماضي، تسبب زلزال بقوة 7.2 درجة في جنوب هايتي بأكثر من 200 2 من الوفيات، وبأضرار قدّرت بقيمة 2 مليار دولار أمريكي. وفي فبراير/شباط 2022، انعقد مؤتمر للمانحين من أجل تعبئة الدعم المالي والسياسي لإعادة الإعمار وإعادة إنعاش المنطقة. وعلى الرغم من نطاق الدمار وحاجة الهايتيين الملحة للدعم، مرّ المؤتمر إلى حد كبير دون اهتمام يذكر من قبل وسائل الإعلام العالمية، التي طغت عليها أزمات تعتبر أكثر أهمية. ومع ذلك، فإن زيادة الدعم لا بد أن تُحدث فارقا كبيرا في حياة الكثيرين من الهايتيين بين الوقت الحالي وعام 2025.

في مطلع القرن التاسع عشر، أصبحت هايتي أول دولة مستقلة في إقليم أمريكا اللاتينية والكاريبي. ومنذ ذلك الوقت، عانت هايتي من عدم الاستقرار السياسي، وسلسلة من الكوارث الطبيعية الكبيرة. وهايتي هي بين الدول الـ 13 الأشد هشاشة في العالم، والبلد الوحيد في الإقليم الذي يعاني من انخفاض التنمية البشرية. والزلزال المروع الذي ضرب هايتي في يناير/كانون الثاني 2010 وقتل أكثر من 000 300 شخص ما هو إلا مجرد مثال من الأمثلة الكئيبة العديدة على مدى تعرض البلد للصدمات الطبيعية، في الوقت الذي تبقى فيه قدراتها على الوقاية والاستجابة بين الأسوأ في العالم.

في فبراير/شباط 2021، عُيّنت مديرا قطريا للصندوق في هايتي في وقت مضطرب من تاريخ البلد. واغتيال الرئيس Jovenel Moïse في يوليو/تموز 2021 عمّق الأزمة السياسية المستمرة في البلد، والتي ما زال الهايتيون يحاولون الخروج منها. وبعد أسابيع من الاغتيال، ضرب زلزال عنيف هذا البلد المنكوب.

وتلت هذه الأحداث عواصف مدارية، التي يفاقم من غضبها وتواترها بشكل متزايد تغير المناخ. وقد زاد هذا في تدهور الوضع الاقتصادي، والسياسي، والأمني الهش، مما أدى إلى نقص في الوقود، وتفاقم الاضطرابات المدنية.

وفي هذه الأشهر الأولى لي كمدير قطري ميداني، سألت نفسي: "كيف يمكن للصندوق أن يُسهم بصورة جوهرية في الجهد الجماعي لتخفيف المعاناة الآنية للهايتيين، وأن يقدّم في نفس الوقت حلولا طويلة الأمد للسكان الريفيين، وسبل عيش كريمة للشباب؟"

على مدى 45 عاما، كان الصندوق يعمل في هايتي للحد من الفقر وتحسين قدرة المجتمعات الريفية على الصمود في وجه تغير المناخ. وفي عام 2022، سوف تساعد ستة مشروعات جارية وجديدة على تحقيق هذه الأهداف:

تؤدي جهود الصندوق، الموجهة والمملوكة من قبل السلطات المحلية، إلى زيادة الاستثمارات في التنمية البرية والبحرية. وضمن سياق عالمي يُولي الأولوية للمعونة الإنسانية في الاستجابة للأحداث، يركز الصندوق بدلا من ذلك على المبادرات الاقتصادية الشاملة، والمبتكرة، والقادرة على الصمود التي تبتعد عن المعونة التي تركز على الإغاثة نحو التنمية المستدامة.

وفي كثير من الأحيان، تصور هايتي على أنها محكوم عليها بالفشل واليأس. وبالنظر إلى التحديات التي لا يمكن تصورها في حياتهم اليومية، فقد يتفق الكثيرون من الهايتيين مع هذا التصور.

وأنا أعتقد أننا بحاجة لتغيير هذه النظرة. نحن بحاجة للتركيز على خلق الفرص الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الريفية، بحيث يجد الشباب الهايتي بدائل عن الهجرة، ويكون لأولئك الذين تركوا بالفعل سبب للعودة.

وتغييرات كهذه لا تحدث بين ليلة وضحاها، بل تتطلب عملا شاقا وتصميما. ولكني بدأت أشاهد مؤشرات إيجابية. ومن هذه أن مؤتمر المانحين استطاع تعبئة 600 مليون دولار أمريكي من الالتزامات الجديدة على الرغم من الطلبات المتضاعفة وتزايد "إرهاق المانحين". وقد كان الصندوق وسيواصل كونه مساهما نشطا في هذا الجهد.

ولهذا السبب الصندوق موجود هنا في هايتي: من أجل العمل دون كلل أو ملل مع الشركاء لبناء فرص متاحة، وشاملة، وقادرة على الصمود للهايتيين. وسوف نواصل عمل ذلك حتى يصبح التحول الريفي منظورا، ويعيد العالم، ولا سيما الهايتيون أنفسهم، النظر في البلد وقدَرها. ولن نتوقف عن العمل حتى تصبح هايتي خالية من اليأس، ويمكنها أخيرا، رغم كل المصاعب، أن تنعم بنور جديد من الأمل.

تعرف على المزيد عن عمل الصندوق في هايتي.