IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الوفاء بالوعود: التأمين على المحاصيل يُحدث فرقا لصغار المزارعين في كينيا

المقدر للقراءة دقيقة 9
© IFAD/Petterik Wiggers

في هذه الأيام، أصبح العديد من الناس أكثر حذرا من عمليات الاحتيال – ولا يختلف صغار مزارعي العالم عن غيرهم في هذا الأمر. فقد تعلموا وهم يعملون في بيئات محفوفة بمخاطر عالية أن يكونوا حذرين من الفرص التي تبدو مغرية جدا لدرجة يصعب تصديقها.

لذا عندما جرّب برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ المدعوم من الصندوق بوليصة تأمين في عام 2020، اعترى الشك العديد من المزارعين المشاركين في البرنامج.

وكالكثيرين غيرها في كوالي، المقاطعة الصغيرة في جنوب شرق كينيا، كانت المشاركة فاطمة رشيد مترددة في التسجيل في البداية. فقد أخبرها آخرون بأنه ليست هناك أية ضمانة بأنها ستحصل على أي شيء لقاء قسط التأمين، لذلك كان من الصعب تصور الاستغناء عن بعض دخلها الذي تكسبه بشق النفس.

وكانت Rose Goslinga، الرئيسة التنفيذية لشركة تقنيات التأمين Pula Advisors التي وفرت بوليصة التأمين، متفهمة لأسباب حذر المزارعين.  

وهي تقول: "التأمين يتعلق بوعد. فعندما تشتري البذور، يمكنك أن تلمسها. وعندما تشتري السماد، يمكنك أن تلمسه. ولكن عندما تشتري التأمين فلا يمكنك لمسه. فأنت تشتري وعدا."

وفي نهاية المطاف، وبفضل جهود التوعية والتواصل التي قام بها وكلاء الإرشاد ومنظمات المزارعين، قرر الآلاف من مزارعي برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ التسجيل، ودفع ما متوسطه 200 1 شلن كيني (حوالي 11 دولارا أمريكيا) للشخص الواحد.

وكما كان الحال، لم تأت بوليصات التأمين الجديدة مبكرة للحظة واحدة قبل أوانها.

مواغارو، إحدى مزارعات برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ، تتحدث عن النجاحات التي حققتها من خلال البرنامج.

شراء وعد

لقد صُممت بوليصة التأمين تحديدا لتلبية احتياجات صغار المزارعين في منطقة برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ – الأراضي القاحلة وشبه القاحلة في كينيا – ولحماية محاصيلهم البعلية ضد الجفاف، والفيضانات، والآفات، والأمراض. وقد وضعت ونفذت من قبل شركة Pula Advisors، بدعم من برنامج الصندوق للمساعدة التقنية، برنامج التأمين من أجل الصمود الريفي والتنمية الاقتصادية، لتوسيع نطاقها.

وفي عام 2021، السنة التالية لبدء تجربة بوليصة التأمين، وقعت موجة جفاف. وكما هو الحال مع جميع موجات الجفاف، كان من الصعب إدارة التأثيرات الفورية: مع نضوب الإمدادات الغذائية للأسر وتهديد سبل العيش، وجد العديد من المزارعين أنفسهم على حافة الجوع والفقر. وتكبد العديد من مزارعي برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ خسائر فادحة.  

ولكن الجفاف يمكن أن يتسبب في أكثر من فواقد في المحاصيل لموسم واحد: إذ يمكن لتأثيراته أن تتردد في الأجل المتوسط والطويل أيضا. ويمكن للزراعة أن تصبح استثمارا محفوفا بالمخاطر: فالمزارعون غالبا ما يشترون البذور، والأسمدة، والمدخلات الأخرى بالدين، مع استحقاق السداد في وقت الحصاد. فإذا كان الإنتاج منخفضا مرة أخرى، يمكن أن يجد المزارعون أنفسهم يجاهدون من أجل سداد القروض وغير قادرين على شراء المدخلات للموسم القادم لمحاولة الوقوف على أقدامهم من جديد.

ويمكن لتأمين المحاصيل أن يحمي من أسوأ هذه التأثيرات، ويسمح للمزارعين بتجنب دوامة الديون والإنتاج المنخفض.

ويقول Francesco Rispoli، المدير القطري لكينيا في الصندوق: "بحماية المزارعين ضد المخاطر الخارجة عن سيطرتهم، يمكن أن يستخدم التأمين لتسهيل الانتقال من حالة انعدام الأمن الغذائي المتكررة إلى الزراعة الموجهة نحو السوق، والمساعدة على تعزيز سبل عيشهم."

وهذا صحيح بشكل خاص عندما يتوافق منتج التأمين بشكل جيد مع الظروف المحلية. وهذا هو الحال مع بوليصة التأمين التي توفر من خلال برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ: فهي بمثابة منتج مالي يُعرف بتأمين مؤشر غلة المنطقة الذي يتم بموجبه أخذ عينات المحاصيل وقياسها وفقا للمعايير التاريخية، وصرف دفعات التعويض عندما ينخفض الإنتاج دون عتبة غلة محددة.

ولحسن الحظ، هذا تماما ما حدث هنا. ففي أوائل عام 2022، مُنح حوالي 500 11 مزارع ممن اشتروا التأمين تعويضا بلغ مجموعه أكثر من 85 مليون شلن كيني (حوالي 000 750 دولار أمريكي). وشكلت النساء نسبة 57 في المائة من أولئك الذين تلقوا دفعات تعويض.

شيك احتفالي يقدم إلى المزارعين الحاصلين على التأمين في حفل دفع التعويضات.

© Pula

الاحتفال بالنجاحات

لقد قُدمت بوليصة التأمين كجزء من مبادرة القسيمة الإلكترونية المبتكرة لبرنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ، وهي حزمة تجمع بوليصة التأمين مع منتجات وخدمات مالية أخرى. وقد تم إيداع المدفوعات مباشرة في المحافظ الإلكترونية للمزارعين، بحيث يكون المال متوفرا لموسم الزراعة القادم.

ولتحقيق أقصى استفادة من التعويض، وزيادة وعي المزارعين وأصحاب المصلحة الآخرين بفوائد التأمين، نظمت شركة Pula وبرنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ حفلا لتقديم التعويضات. وحضر أكثر من 400 مزارع الاحتفال الذي استُثمر لغرض إضافي كمعرض زراعي عُرضت خلاله أصناف، ومدخلات، ومنتجات جديدة.

ومن بين من حضروا الاحتفال Rose Goslinga، الرئيسة التنفيذية لشركة Pula، التي قالت: "اليوم يتعلق بإظهار أن الوعد قد تم الوفاء به."

ووافقها الرأي السكرتير الأول للزراعة البروفيسور Hamadi Boga الذي ترأس المعرض، مضيفا أن تعويضات التأمين سوف تحمي المزارعين من الصدمة التي تسببت بها الأمطار غير الكافية، وتقدم لهم أموالا ليشتروا بها المدخلات من أجل الموسم القادم.

أما بالنسبة للمزارعين الحاضرين، فقد كان الحفل بمثابة فرصة للاحتفال بما حققوه.

وقد قررت فاطمة رشيد شراء بوليصة التأمين في النهاية، وهي تعلم أنها اتخذت القرار الصحيح، كما أخبرتنا. وهي تقول: "إني سعيدة جدا لأنه سيتم تعويضي."

كما حضر الحفل موسى عمر ملامبا. ومع أنه لم يشتر بوليصة التأمين، إلا أنه أشاد بالفوائد التي شاهدها نتيجة لمشاركته في برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ. وقد استطاع بفضل الدعم الذي تلقاه من شراء ماعز للرعي، وزيادة إنتاجه من الذرة خمسة أضعاف.

وهو يقول، بعد سماعه عن بوليصة التأمين من جار تلقى تعويضا، إنه سيقوم بالتسجيل في المرة القادمة.

منذ عام 2015، يقوم برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ بمساعدة صغار المزارعين الكينيين على بناء قدرتهم على الصمود وتحويل أعمالهم الزراعية. ويشارك في تمويله الصندوق، والاتحاد الأوروبي، والمؤسسات المالية المشاركة، وحكومة كينيا، كما يتلقى دعما ماليا إضافيا من مبادرة الصندوق الرائدة برنامج التأقلم لصالح زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة. كما يدعم البرنامج شراكة بين القطاعين العام والخاص تضم منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمي. وقد ساعد برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ أكثر من 000 180 من صغار المزارعين حتى هذا التاريخ، بمن فيهم أكثر من 000 103 من النساء، و000 37 من الشباب.

اقرأ المزيد عن عمل الصندوق في كينيا.

اطلع على المزيد من المعلومات عن مجموعة أدوات التأمين في الصندوق، وهي مجموعة من الموارد لمساعدة مصممي المشروعات على إنجاح التأمين ضد المخاطر الزراعية والمناخية لصالح صغار المزارعين.