Forging new connections through the “tree of life”

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

إقامة روابط جديدة من خلال "شجرة الحياة"

المقدر للقراءة دقيقة 6

لطالما شعر سكان بريخو دويس إيرماوس بالعزلة. فبريخو، التي تتكون من مجتمع صغير، تقع في الإقليم الشمالي الشرقي شبه القاحل من البرازيل ويصعب الوصول إليها: الطريقة الوحيدة لدخولها والخروج منها هي عبر طريق ترابي طوله 12 كيلومترا يمر في مستنقع يصعب على معظم المركبات اختراقه. ودون أي وسيلة لبيع أهم محاصيلها - بوريتي (الموريسيا المتعرجة)، وهي شجرة نخيل محلية – غالبا ما شعرت الأسر الـ 200 التي تعيش هناك أنها منسية من قبل العالم الخارجي.

بوريتي تعني "شجرة الحياة" بلغة السكان المحليين توبي جواراني. وكل جزء من الشجرة له استخدامه: فالجذع والأوراق يستخدمان في البناء؛ والألياف في صنع الحبال؛ والثمار الحلوة المشحمة، الغنية بفيتامين سي، في صنع العصائر اللذيذة، والمشروبات الكحولية، والآيس كريم، والمربيات، والحلويات. ويستخرج من البذور زيت غني بفيتامين أ، يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل والمنتجات الطبية.

غير أن البوريتي لم تكن له قيمة اقتصادية خارج بريخو. فعملية تجهيزه تتطلب عمالة كثيفة، وأصعب من ذلك تسويقه. لذلك تحول المزارعون إلى قصب السكر، الذي كان أقل ربحية بكثير ولكن أسهل للبيع. غير أنه تبين أن قصب السكر غير مستدام، ويضر بالتربة، ويستنزف مورد المياه الشحيحة بالفعل.

طريق جديد يُفتح أمام بوريتي

في عام 2017، أتى مشروع التنمية المستدامة الريفية في الإقليم شبه القاحل في ولاية باهيا المدعوم من الصندوق إلى المنطقة. وبدأ الموظفون يتحدثون مع السكان عما يمكن للمشروع تقديمه وكيف يمكنه المساعدة.   

وفي نهاية المطاف، قرر الموظفون والسكان المحليون معا بشأن خطة عمل: سيقدم المشروع التدريب، والمعدات، والمساعدة التقنية اللازمة لجعل إنتاج قصب السكر أكثر استدامة؛ ويدخل تربية النحل كطريقة لإضافة دخل آخر؛ وأهم من كل شيء، سيساعد السكان على تحسين كيفية تجهيز البوريتي وتسويقه.

Maiara de Souza Nascimento (إلى اليسار)
و Eliane das Virgens Ribeiro (إلى اليمين) تغسلان وتقشران ثمار البوريتي في معمل التجهيز.
©William Franca/PSA

تمثلت الخطوة الأولى في مساعدة السكان المحليين على رؤية البوريتي من منظور جديد.

وتقول Cosme Alves de Sousa، الرئيسة السابقة للرابطة المجتمعية في بريخو دويس إيرماوس: "عندما وصل المشروع، كان الجزء التربوي، التدريب، مهما جدا. وكنا نشارك في دورة أو دورتي تدريب في الأسبوع، وقد ساعدنا هذا على فهم قيمة ما لدينا هنا."

وكما لاحظ موظفو المشروع، فإن البوريتي مثال ممتاز على نوع محلي مهمل وغير مستغل استغلالا كاملا – أي نوع قادر على توفير فوائد جمة من التغذية وسبل العيش (وزيادة الدخول) بالنسبة لحُماته، بالإضافة إلى حفظ النظم الإيكولوجية المحلية، ولكن إمكاناته غير مستغلة.   

بداية جديدة لتجهيز البوريتي

لإيصال منتجات بريخو من البوريتي إلى العالم، كان على المشروع بعد ذلك أن يحسّن كيفية تجهيز الثمار. وكان هذا تقليديا نشاطا للنساء، وشكّل عملا شاقا.

وتقول لنا Eliane das Virgens Ribeiro، رئيسة الرابطة المجتمعية في بريخو دويس إيرماوس: "لقد كان العمل صعبا ويستغرق وقتا طويلا. فكنا نمضي اليوم بطوله ونحن جالسات على الأرض: نقشر الثمار واحدة فواحدة، ونخرجها إلى الشمس لتجف، ثم نعيدها، ونغسلها مرة ثانية، ونضعها في الشمس من جديد ..."

وبمساعدة من المشروع، اشترى المجتمع المحلي آلات تجهيز بسيطة لتقشير، وعصر، وسحق الثمار دفعة واحدة، واستخراج البذور والعصير، وتحويل اللب إلى عجينة كثيفة، جاهزة للاستخدام في المربيات والحلويات. وفجأة، ما كان يستغرق أياما من العمل أمكن إكماله في سويعات.

وتضيف إليان، ومزيج من الرضا والراحة يعلو وجهها، قائلة: "إنه تحسن هائل بالنسبة لنا."

منظر من الجو لمعمل التجهيز الجديد. ©William Franca/PSA     

وفي وقت لاحق، ساعد المشروع المجتمع المحلي على إنشاء معمل للتجهيز. كان البناء صعبا على تربة رملية، وبسبب بعد بريخو، كان القليل من الموردين مستعدا لتزويد مواد البناء. وأحيانا، كانوا يتركون المواد في منتصف الطريق، وكان على أفراد المجتمع المحلي ترتيب جمعها. ولكن المعمل كان جاهزا في النهاية. وهو يجهز الآن 40 طنا من الثمار سنويا، وسوف يزيد ذلك قريبا إلى 50 طنا في السنة.

وأخيرا، ربط المشروع بريخو بشبكة الإنترنت، وبدأ المنتجون يستخدمون شبكة التواصل الاجتماعي لإنشاء واجهة متجر افتراضية لمنتجاتهم. ومع اكتسابهم للشهرة، وافقت Slow Food Foundation، المناصرة العالمية للأغذية الصحية والمستدامة، على أن تصبح شريكا للمشروع، وأن تروج للبوريتي. وقد أثبتت الأطعمة المتأنية أنها حليف
لا يقدر بثمن في إعطاء منتجات بريخو المزيد من الظهور واستكشاف قيمتها الغذائية والثقافية.

تحول شامل

اليوم، يشارك المجتمع المحلي بأكمله في أنشطة المشروع. وتنظم الاجتماعات والدورات التدريبية في المدرسة المحلية. وقد استثمر المشروع في التدريبات على استخدام الكمبيوتر، وإدارة الأعمال، والإدارة، والتسويق. ولم تعد بريخو تشعر بأنها معزولة عن باقي العالم.   

لقد زاد تجهيز البوريتي دخل الأسر بنسبة 30 إلى 40 في المائة، وعادلت الإجراءات المحدّثة إلى حد كبير العمل المعني. وفي الواقع، وبعد أن أظهر كيف يمكن لمنتج تنتجه النساء تقليديا أن يفيد المجتمع بأكمله، اتخذ المشروع المزيد من الخطوات لتعزيز المساواة بين الجنسين.

والآن، تلعب النساء دورا نشطا في عمليات صنع القرار في المجتمع: فرئيس، ومحاسب، وسكرتير رابطة المنتجين المحلية جميعهم من الشابات اللاتي يقدن دمج مجتمعهن الريفي في النظم الغذائية العالمية.

وكما تقول Litercina Serra، وهي مزارعة بوريتي ذات خبرة طويلة: "حمدا لله الذي جمعنا بمن جعل هذا الشيء الجميل والرائع ممكنا."

تعرف على المزيد عن عمل الصندوق في البرازيل.