Four ways nature-based solutions benefit rural people and communities

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

أربع طرق تُفيد بها الحلول القائمة على الطبيعة سكان الريف والمجتمعات المحلية الريفية

المقدر للقراءة دقيقة 7
©IFAD/Susan Beccio

قد تبدو "الحلول القائمة على الطبيعة" وكأنها كلمة طنانة، ولكن هذه التقنيات هي بعض من أكثر الأدوات فعالية في ترسانتنا الدفاعية ضد تأثيرات تغير المناخ.

وتتناول الحلول القائمة على الطبيعة المشكلات المعقدة من خلال مجموعة إجراءات مرنة وقابلة للتخصيص لها فوائد مشتركة للطبيعة والبشرية. وهذه النُهج تعالج تحديات متعددة في وقت واحد – بما في ذلك التنوع البيولوجي، والنظم الإيكولوجية، والتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، ورفاه البشر.

وتستخدم الحلول القائمة على الطبيعة والمصممة جيدا عمليات النظم الإيكولوجية الطبيعية بطرق تفيد الشعوب؛ وتعزز التنوع البيولوجي المحلي؛ وتحافظ على النظم الإيكولوجية، بل وتستعيدها؛ وتكفل اتخاذ خطوات فعالة للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها.

ولذلك، قد تكون هذه الحلول جزءا من التغييرات التحويلية التي نحتاج إليها لمكافحة آثار تغير المناخ على أرواحنا وبيئاتنا. وهذا هو السبب في أن الصندوق يوجه 30 في المائة من تمويله المناخي إلى الحلول القائمة على الطبيعة.

وفيما يلي أربع طرق تفيد بها الحلول القائمة على الطبيعة الشعوب والمجتمعات المحلية التي تعيش فيها.

1-         تساعد سكان الريف الفقراء على تحقيق الأمن الغذائي والحصول على الغذاء المُغذي

يزرع صغار المزارعين 60-80 في المائة من الأغذية المُنتَجة في البلدان النامية. وبالتالي، فإن قدرة سكان الريف الأشد فقرا على الحصول على نظام غذائي متنوع ومغذٍ تعتمد على المحاصيل التي يزرعونها والماشية التي يربونها.

وتساعد الحلول القائمة على الطبيعة على جعل إنتاج الغذاء قادرا على الصمود أمام تغير المناخ، وتمكين المزارعين من التكيف بفعالية وإدارة وتحسين جودة موارد المياه والأراضي والتربة المتاحة لهم. ويتيح نهجها الشامل أيضا إدماج الشواغل المتعلقة بالتغذية والأمن الغذائي.

ففي منطقة تانا العليا في كينيا مثلا، تمكّن المزارعون من مضاعفة إنتاجهم من الحليب والبيض من خلال التحول إلى الأبقار والماعز والدواجن التي جرت تربيتها لتكون أكثر إنتاجية. واعتمدوا أيضا ممارسات الزراعة الحافظة للموارد، بما في ذلك الحد من اختلال التربة وتطبيق تدوير المحاصيل للحفاظ على صحة التربة، مما أدى إلى تحسين إنتاجية أراضيهم والعمالة لديهم مع الحد من التكاليف بدرجة كبيرة.

2-         تحدّ من أثر الكوارث الطبيعية على المجتمعات والبيئات التي تعيش فيها

تحدث ظواهر الطقس المتطرفة بشكل أكثر تواترا وشدة بسبب تغير المناخ، وغالبا ما تؤدي الفوضى التي تخلفها هذه الظواهر إلى معاناة شديدة لصغار المنتجين. ولحسن الحظ، يمكن للحلول القائمة على الطبيعة أن تساعد على التخفيف من آثار هذه الصدمات.

ويمكن أن تساعد الحلول القائمة على الطبيعة على منع حدوث أسوأ هذه العواقب من خلال الجهود النشطة الرامية إلى زيادة قدرة النظم الإيكولوجية والمجتمعات المحلية على الصمود. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتخذ ذلك شكل زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل للحد من أثر الإخفاقات، أو زيادة التنوع البيولوجي الزراعي كوسيلة لتخفيف الآفات، أو الاستفادة من المعرفة والممارسات التقليدية.

فمثلا، ساعد مرفق مساعدة الشعوب الأصلية التابع للصندوق مجتمعات باباناكيرا في جزر سليمان على الحد من آثار هبوب العواصف من خلال إعادة زراعة المناطق الساحلية واستعادة أشجار المنغروف. ودعم المرفق أيضا جهود هذه المجتمعات المحلية لتنويع محاصيلها واستخدامها للقيود التقليدية المفروضة على الإفراط في قطع الأشجار وصيد الأسماك من أجل إدارة مصايد الأسماك ومناطق الصيد على نحو مستدام.

3-         تحدّ من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لتغير المناخ على سكان الريف

تتغير أنماط الحياة الريفية بالفعل نتيجة تغير المناخ، وتؤدي هذه التغيرات إلى زيادة مخاطر فقدان سبل العيش وانعدام الأمن الغذائي في المناطق الريفية الفقيرة أصلا. وإذا لم يرَ الشباب أي مستقبل في هذه المناطق، فمن المحتمل أن يهاجروا. والهجرة، علاوة على أنها تحرم هذه المناطق من الحيوية، قد تؤدي إلى بناء ضغوط مجتمعية وتساهم في مخاطر النزاعات في أماكن أخرى.

وقد تساعد الحلول القائمة على الطبيعة أيضا في هذا الصدد. فمن خلال تعزيز الممارسات الرامية إلى تنويع الإنتاج والحد من الهدر الغذائي ومن خلال تشجيع نمو صناعات تجهيز الأغذية المحلية، قد تدعم الحلول القائمة على الطبيعة نظاما إيكولوجيا للمنتجين "الوسطيين" في بيئة اقتصادية نابضة بالحياة ترتبط بالأسواق المحلية والوطنية.

وتمتد هذه الحلول حتى إلى مستوى السياسات: فهي تشمل تعزيز هياكل الحوكمة لإدارة الموارد الطبيعية، وتوليد فرص عمل مراعية للبيئة، وحماية الحقوق في الوصول إلى الأراضي والموارد. وعند القيام بذلك، فإن هذه الحلول تراعي احتياجات المجموعات المهمشة تاريخيا، مثل النساء والشعوب الأصلية.

وفي السودان مثلا، وضع مشروع التنمية الريفية المتكاملة في البطانة الذي يدعمه الصندوق إطارا للمجتمعات لإدارة أراضيها ومواردها المائية وحل النزاعات سلميا.

وفي الوقت نفسه، في ولاية باهيا في البرازيل، يساعد مشروع التنمية المستدامة الريفية في الإقليم شبه القاحل في ولاية باهيا المزارعين، ولا سيما النساء والأقليات الإثنية، على زراعة أصناف بذور الكريول (التقليدية) المتنوعة للغاية والحصول على شهادات لإنتاج أغذية متنوعة بيولوجيا. وقد أدى ذلك إلى تحسين تنوع المحاصيل، وإضافة القيمة لها، وتحسين وصول المزارعين إلى الأسواق.

4-         تُثبت صفة صغار المنتجين الريفيين والشعوب الأصلية كحماة البيئة الطبيعية

قد تكون الزراعة الصغيرة أكثر استدامة من المنظور البيئي من الزراعة الصناعية. فصغار المزارعين لا ينتجون أغذية أكثر تنوعا فحسب، بل إنهم أكثر انسجاما مع المناظر الطبيعية المحلية التي يعتمدون عليها. وبالمثل، تتمتع الشعوب الأصلية بخبرة طويلة الأمد في الإدارة المستدامة لبيئتها الطبيعية، وهي ملتزمة بذلك.

وتثبت الحلول القائمة على الطبيعة المصممة جيدا ما اعتاد صغار المنتجين والشعوب الأصلية على معرفته: فمعرفتهم المحلية وممارساتهم التقليدية تقدم حلولا ناجحة.

ففي بوركينا فاسو مثلا، ثمة مشروع يدعمه الصندوق عمل مع المزارعين لاستخدام تقنية أحواض زاي الأصلية، التي تُحفر فيها حُفر خاصة قبل موسم المطر لجمع المياه واستعادة التربة. وفي غضون ذلك، توصّل مُزارع محلي إلى إدخال تعديل على هذه التقنية يتضمن إضافة سماد إلى التربة. وإجمالا، أدت هذه التغيرات إلى زيادة الغلة بمقدار يصل إلى خمسة أضعاف.

ونشر الصندوق مؤخرا تقريرا عن تجاربنا مع الحلول القائمة على الطبيعة. ويمكن قراءة التقرير الكامل هنا.