Groundwater can help small-scale farmers adapt to climate change, if it’s used sustainably

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

يمكن أن تساعد المياه الجوفية صغار المزارعين على التكيف مع تغير المناخ، إذا استُخدمت على نحو مستدام

المقدر للقراءة دقيقة 6
©IFAD, FAO, WFP (RBA)/Barbara Gravelli

في ظل نمو السكان وتأثير تغير المناخ على توافر المياه، يجد صغار المزارعين في المناطق القاحلة وشبه القاحلة صعوبة أكبر في زراعة محاصيلهم.

بيد أن أجزاء كثيرة من العالم لديها موارد مياه عذبة غير مرئية في الطبقات المائية الجوفية العميقة تحت الأرض. وعلى عكس المياه السطحية، لا يخضع توافر المياه الجوفية دائما للمناخ المتغير، وقد تساعد المياه الجوفية المزارعين على الحفاظ على الأمن الغذائي وبناء سبل العيش – إذا استُخدمت بشكل مستدام.

مصر: إزهار الصحراء

اعتمد المصريون لآلاف السنين على مياه النيل في الزراعة. إلا أن الزيادة السكانية والطلب المتزايد على المياه جعلا المصريين يعتمدون بشكل متزايد على المياه الجوفية، خاصة من الطبقات المائية الجوفية العميقة في الصحراويْن الشرقية والغربية وسيناء.

ويوجد في مصر أيضا عدد كبير من الشباب، وترتفع فيها معدلات البطالة. وتمتلك الحكومة المصرية الآن خطة طموحة لزراعة 1.5 مليون فدان (حوالي 630 000 هكتار من الأراضي) باستخدام المياه الجوفية، أي ما يعادل 20 في المائة من الأراضي المروية حاليا بنهر النيل. وسيساعد ذلك على توليد فرص عمل للشباب وتعزيز النظم الغذائية في البلد.

ومنطقة الموجرا هي إحدى المناطق التسع الأولى التي استُصلحت في إطار هذا البرنامج، وهي واحة صغيرة غير مأهولة منذ فترة طويلة تقع على بعد 200 كليو متر غرب القاهرة. وهنا، يعمل مشروع تعزيز القدرة على الصمود في البيئات الصحراوية، الذي يدعمه الصندوق، عن كثب مع الشباب ومجموعات صغار المزارعين لتعمير 42 000 فدان من الأراضي المستصلحة حديثا، مما يساعدهم على الانخراط في الزراعة المستدامة وإدارة مواردهم المائية الشحيحة والحصول على وظائف لائقة.

والزراعة هنا ليست سهلة – فظروف المياه والتربة مالحة جدا بوجه عام – إلا أن موظفي مشروع تعزيز القدرة على الصمود في البيئات الصحراوية متواجدون لإسداء المشورة التقنية بشأن ممارسات الزراعة المستدامة، مثل اختيار وزراعة المحاصيل التي تتحمل الملوحة (بما في ذلك الزيتون والنخيل والجوجوبا). ويوفر المشروع أيضا التمويل لمجموعات الشباب لاستخدام نظم الري بالتنقيط من أجل إدارتهم للمياه، وإقامة الأسيجة لحماية الأراضي من زحف الكثبان الرملية، وشراء المدخلات التي يحتاجونها لبدء الزراعة، من قبيل الشتلات والأسمدة.

النيجر: إعادة تخضير منطقة الساحل

في مناطق أخرى، تسبب التصحر في الإفراط في استغلال المياه الجوفية. وهذا هو الحال في مناطق مارادي وتاهوا وزيندر في النيجر، حيث يعيش أكثر من 60 في المائة من سكان البلد. وعلى غرار أجزاء كثيرة من منطقة الساحل شبه القاحلة، تطغى الصحراء على الأراضي التي يزرع فيها صغار المزارعين الغذاء الذي تعتمد عليه أسرهم. وتنخفض مستويات المياه الجوفية، ويحدث الجفاف بشكل أكثر تواترا.

ومشروع برنامج تنمية الزراعة الأسرية في مناطق مارادي وتاهوا وزيندر هو نتاج استثمار مشترك بين الصندوق ومرفق البيئة العالمية وصندوق منظمة البلدان المصدرة للنفط لمساعدة المزارع الصغيرة في المنطقة على الوصول بشكل موثوق إلى المياه التي تحتاجها للزراعة، مع تحسين جودة المياه والتربة بحيث تُدار الموارد الطبيعية على نحو مستدام.

وتقوم المدارس الحقلية للمزارعين بتدريب هؤلاء المزارعين على تقنيات من قبيل التجديد الطبيعي المساعد، مما يحسن قابلية التربة لنفاذ المياه من خلالها. وثمة تقنيات تقليدية، مثل زراعة النباتات في حُفر الزاي، توفر المياه وتُثري التربة، بينما تلتقط السدود النصف قمرية جريان المياه. وحاليا، يُدار أكثر من 21 700 هكتار من الأراضي من خلال هذه الممارسات.

سبل عيش أفضل من خلال الريّ المستدام

هناك العديد من الأمثلة الجيدة لممارسات الإدارة المستدامة للمياه التي تطورها المنظمات التي يعمل معها ويتعلم منها الصندوق. ففي منطقة أمهرة في إثيوبيا مثلا، حيث يستخدم المزارعون تقليديا الحبال والدلاء لسحب المياه الجوفية، تتصل المضخات التي تعمل بالطاقة الشمسية الآن بأنظمة أنابيب مغلقة منخفضة التكلفة. وهذه الأنظمة تكملها ممارسات الزراعة المحافظة على الموارد التي أدخلتها وكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة، مثل تغطية العشب وتدوير المحاصيل وطرق عدم الحراثة للحفاظ على بنية التربة ورطوبتها. وقد ساعدت هذه الحلول مجتمعة على زيادة إنتاجية مزارع الخضروات بنسبة 30 في المائة مع تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30 في المائة.

ويأتي المثال الأوسع نطاقا من قردان، وهي منطقة مخصصة لزراعة الحمضيات في المغرب. فقد أدى الجفاف المتكرر إلى نضوب شديد للمياه الجوفية: إذ انخفض منسوب المياه الجوفية بمقدار 3 أمتار في السنة، وجرى التخلي عن أكثر من 3000 هكتار من الأراضي. وفي عام 2004، صممت مؤسسة التمويل الدولية أول شراكة بين القطاعين العام والخاص للريّ في العالم. وبحلول عام 2009، أصبح مزارعو الحمضيات يستخدمون الري بالتنقيط لزراعة 10 000 هكتار بشكل مستدام، وذلك بشكل جزئي باستخدام المياه السطحية من سد يبعد 60 كيلومترا، مع كميات أقل بكثير من المياه المأخوذة من الأرض. وبحلول عام 2017، زاد إنتاج الحمضيات في المغرب بنسبة 82 في المائة.

فلنجعل غير المرئي مرئيا

ثمة جزء كبير من المياه العذبة في العالم غير موجود في بحيرات وتدفقات مائية: بل يوجد تحت أقدامنا. وإذا استُخدمت المياه الجوفية بعناية، تماما كما هو الحال مع المياه السطحية، يمكن لصغار المزارعين استخدامها لزراعة المحاصيل التي يحتاجونها لإطعام أسرهم وبناء سبل العيش في المناطق التي تتأثر بشدة بتغير المناخ.

وفي الوقت نفسه، من الضروري إدارة هذا المورد الثمين بعناية، وتجنب الإفراط في استخدامه وتلويثه. ولهذا السبب، حان الوقت لاستكشاف هذه الخيارات، وإنشاء بيانات ووضع تدابير لضمان استخدام المياه الجوفية على نحو مستدام.

تعرف على المزيد عن عمل الصندوق في مصر والنيجر.