IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

مدى تأثير الحرب في أوكرانيا على العالم

المقدر للقراءة دقيقة 6
Mila Volodymyrivna Khalova, Kyiv, with assistance from a volunteer, heads to the Slovak border. © UNICEF/UN0609788/Sergiy Gudak

مدى تأثير الحرب في أوكرانيا على العالم

النزاع وانعدام الأمن الغذائي متلازمان. فبدون السلام، يستحيل بكل بساطة استقرار النظم الغذائية وتحقيق التنمية المستدامة. وفي ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، يساور الصندوق قلق بالغ ليس بشأن الأزمة الإنسانية فحسب، بل وأيضا بشأن تأثير ارتفاع الأسعار ونقص المحاصيل الأساسية على الشعوب الأشد ضعفا في العالم.

التأثيرات المتعاقبة للحرب في سياق عالمي هش

في عالم تسوده العولمة، فإن النزاع في أي منطقة له آثار في جميع أرجاء الكوكب.

وتعد أوكرانيا وروسيا من أهم البلدان في العالم التي تورد القمح والغاز والأسمدة وسلعا مهمة أخرى. وللاضطرابات في سلسلة الإمداد بالفعل آثار اقتصادية ومالية سلبية، لا سيما في البلدان النامية التي تكافح أيضا لمواجهة جائحة كوفيد‑19 وتغير المناخ. وستؤدي التقلبات في العرض والسعر إلى زيادة أعباء الديون، وتقييد آفاق النمو، وتعطيل النظم الغذائية العالمية.

ومن المثير للقلق أن النزاع في منطقة ما قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى اضطرابات في منطقة أخرى، إذ يؤدي انعدام الأمن الغذائي والتضخم إلى تفاقم الفقر وانعدام الاستقرار الاجتماعي.

تؤدي صدمات الأسعار إلى انعدام الأمن الغذائي

توفر روسيا وأوكرانيا حوالي ثلث صادرات القمح العالمية، بينما تستورد بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من نصف إمداداتها من الحبوب من هذه المنطقة. وتأتي نسبة 85 في المائة من واردات مصر من القمح من منطقة البحر الأسود وحدها.

وفي البلدان التي يكون فيها الإنتاج غير كاف لتغطية الاحتياجات من الغذاء، تهدد الارتفاعات الحادة في الأسعار الناجمة عن تقييد الصادرات بتفاقم مشاكل الجوع.

وقد لا تتمكن العديد من البلدان الضعيفة من التعامل مع الصدمات الطويلة الأمد. ويستورد لبنان 80 في المائة من قمحه من روسيا وأوكرانيا. ولا يستطيع لبنان أن يخزن من المحصول سوى ما يكفيه لشهر واحد في كل مرة بسبب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في عام 2020 ودمّر صوامع الحبوب الرئيسية في البلد. ومع معاناة 22 في المائة من الأسر بالفعل من انعدام الأمن الغذائي، فإن الحرب الممتدة في أوكرانيا ستكون لها عواقب وخيمة في لبنان.

وفي منطقة الساحل، في بلدان مثل النيجر وتشاد وبوركينا فاسو ومالي، يعيش ما يصل إلى نصف السكان في فقر مدقع. ويؤدي النزاع إلى مضاعفة الحواجز التجارية، وتقليل الواردات من الأغذية، وتفاقم مواطن الضعف المناخية، وآثار جائحة كوفيد‑19، مما يفضي إلى توليد عاصفة مثالية لانعدام الأمن الغذائي في هذه المنطقة التي تعاني أصلا من الضعف الشديد.

الزراعة في أماكن أخرى مهددة

قد يكون للاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية للمدخلات الزراعية، مثل الأسمدة والغاز، بسبب الحرب عواقب سلبية طويلة الأجل على صغار المنتجين، لا سيما عندما يبدؤون موسم زراعة جديدا ويواجهون نقصا في الأسمدة أو الغاز الطبيعي وارتفاعات حادة في الأسعار.

فمثلا، يعيش ثلثا سكان جمهورية أفريقيا الوسطى في فقر. ويمثل أحد المعوقات الرئيسية لقطاع الزراعة في البلد في ضعف المدخلات الزراعية. وستؤثر الارتفاعات الحادة في الأسعار على الاستخدام والمردود، وهو ما يضع عبئا إضافيا على الأمن الغذائي والحد من الفقر في البلد.

وبالمثل، في الصومال، هناك ما يُقدر بنحو 3.8 مليون شخص يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي الشديد. وكان لتكاليف الكهرباء والنقل، التي ارتفعت بسبب الزيادات في أسعار الوقود، أثر غير متناسب على صغار المزارعين الذي يعتمدون على الزراعة المروية التي تعمل بمحركات الديزل من أجل بقائهم على قيد الحياة.

مدى تأثر الاقتصاد العالمي

تتسبب الحرب في أوكرانيا في آثار سلبية شديدة على الديون، وآفاق النمو العالمي، وأسعار الصرف. وتقدر منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي بأن النمو الاقتصادي العالمي في عام 2023 سيكون أقل مما كان متوقعا بمقدار نقطة مئوية على الأقل، في حين أن التضخم العالمي قد يرتفع أكثر بنحو 2.5 نقطة مئوية.

وتؤدي الارتفاعات الحادة في الأسعار الناجمة عن النزاع إلى زيادة عبء الديون وتقليل ميزانية التنمية في العديد من البلدان المنكوبة بالفعل بجائحة كوفيد‑19. وتؤدي هذه الآثار الاقتصادية إلى تعزيز الحلقة المفرغة للمديونية وانخفاض الإنتاجية.

تجربة الصندوق واستجابته

ستتمثل استجابة الصندوق الأولية للحرب في أوكرانيا في حماية سبل العيش والأصول الإنتاجية لصغار المزارعين والفقراء الريفيين، وضمان قدرتهم على استقبال مواسم الزراعة والحصاد المقبلة، وتأمين أمنهم الغذائي الفوري. ويعني ذلك ضمان وصول المنتجين إلى الموارد الرئيسية للإنتاج، والموارد المالية، والبنى التحتية، والمعلومات.

وتؤكد تجربتنا الأخيرة في الاستجابة لجائحة كوفيد‑19، وكذلك خلال أزمات الغذاء السابقة، على أهمية ضمان وصول الأسر بشكل فوري إلى الموارد لمساعدة الأشخاص على بناء قدرتهم على الصمود، في ظل ارتفاع الأسعار وتعطل الأسواق.

والصندوق، باعتباره وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة ومؤسسة مالية دولية، في وضع فريد للقيام بذلك. ويحظى الصندوق بتاريخ طويل من الاستثمار في بناء القدرة على الصمود على الأجلين المتوسط والطويل، باستخدام البيانات والمشروعات القائمة كأساس للاستجابات المركزة القصيرة الأجل.

ملحوظة: جميع الأرقام دقيقة حتى تاريخ 22 مارس/آذار 2022.

اقرأ البيان الصحفي الذي أصدرناه بشأن آثار النزاع في أوكرانيا على الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.

اقرأ أيضا استجابة رئيس الصندوق للنزاع.