اليرقات الجائعة تهدد المحاصيل في كينيا. هل تستطيع النباتات أن توفر حلا طبيعيا لمكافحة الآفات؟
 |
| © G. Goergen, IITA |
يواجه المزارعون في كينيا تهديدا ضئيلا ولكنه مدمر: دودة الحشد الخريفية أو Spodoptera frugiperda. وهذه اليرقات المخططة ذات اللون الأخضر الرمادي، بالرغم من صغر حجمها، تتسبب في دمار كبير في إنتاج الحبوب، كما أن المحاصيل الأساسية الثلاثة في كينيا – الذرة والذرة العويجة والأرز – هي غذاؤها المفضل.
ويؤدي تغير المناخ إلى زيادة انتشار دودة الحشد الخريفية، وهو ما قد تكون له آثار وخيمة وقد تؤثر على الأمن الغذائي.
حل نباتي لمشكلة نباتية
لحسن الحظ، هناك حل بسيط ومستدام وميسور التكلفة بشكل يثير الدهشة. فباستخدام تقنيات الدفع والجذب، يُزرع محصول الحبوب جنبا إلى جنب مع البقل الذي يصد هذه الآفة (محصول "الدفع")، بينما يجذبها العشب الذي ينمو على حافة الحقل. ويوفر "محصول السحب" بيئة مواتية للآفة لوضع البيض ولكن ليس لنمو اليرقات.
ولا يقتصر هذا النهج البيولوجي لمكافحة الآفات على استبدال المواد الكيميائية الضارة فحسب، بل إنه يحسن أيضا خصوبة التربة بفضل خصائص تثبيت النيتروجين التي تتمتع بها البقول. وتوفر البقول بدورها مصدرا إضافيا للغذاء للبشر، بينما يمكن استخدام الأعشاب كعلف للماشية.
هل ينجح هذا الحل؟
للاستجابة لتفشي الآفات والأمراض الآخذ في الزيادة، يشجع مشروع برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ الذي يدعمه الصندوق الممارسات الزراعية المبتكرة والمستدامة لمساعدة المزارعين على مكافحة تأثيرات تغير المناخ مع تحسين إنتاج الحبوب والبقوليات.
وبالشراكة مع منظمة البحوث الزراعية والحيوانية الكينية، اختبر مشروع برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ فعالية تقنيات الدفع والجذب للسيطرة على دودة الحشد الخريفية في سياقات زراعية إيكولوجية مختلفة.
وخلص المشروع إلى أن بقل اللبلاب الأصلي الذي يتحمل الجفاف (Lablab purpureus) يعتبر محصول دفع فعالا، مما يقلل من تعداد دودة الحشد الخريفية في الذرة بنسبة 40 في المائة. ويمكن استخدام بقل اللبلاب بدلا من المحاصيل الأكثر تكلفة والأصعب في العثور عليها.
تمكين المزارعين من تطبيق هذا الحل
خلال عام 2019، أجرى مشروع برنامج تعزيز الحبوب في كينيا، نافذة سبل العيش الزراعية المقاومة لتغير المناخ عروض لتقنيات الدفع والجذب في المزارع للترويج لها فيما بين صغار المزارعين. وبحلول عام 2022، اعتمد 600 مزارع في مناطق المشروع هذه الممارسة، وهو ما يدل على أن المنتجين أصحاب الحيازات الصغيرة سيستثمرون في التقنيات الجديدة إذا كان من السهل تطبيقها وإذا وفرت بديلا مفيدا وأقل تكلفة.
وبالنظر إلى أن المجتمع العالمي يبحث عن حلول مستدامة لتغير المناخ وآثاره، تعد تقنيات الدفع والجذب حلا مثبتا وطبيعيا وفعالا لمكافحة الآفات، إلى جانب أنه يحسّن الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي. ولا تقتصر الفوائد على ذلك فحسب، بل إن تقنية الدفع والجذب تعزز أيضا التنوع البيولوجي من خلال تحسين خصوبة التربة، واستخدام النباتات الأصلية واستبدال المواد الكيميائية الضارة.
وهذا الحل البسيط قادر على إحداث تحول في مكافحة الآفات، وبالتالي حماية الأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
اكتشف كل أعمالنا في كينيا.
اكتشف المزيد عن مدى قدرة المحاصيل على إحداث الفارق.
تاريخ النشر: 09 سبتمبر 2022