In Kyrgyzstan, new technology preserves age-old pastures

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

في قيرغيزستان، التكنولوجيا الجديدة تحافظ على المراعي العتيقة

المقدر للقراءة دقيقة 7

يستذكر Urmatbek Omurbekov زمنا كان فيه رعي ماشيته لا يمت بصلة إلى شبكة الإنترنت. وفي كل ربيع، كان الرعاة مثله يجلبون حيواناتهم إلى سفوح جبال تيان شاه المهيبة لتسمينها من أجل الشتاء القادم.

وتمتلك معظم الأسر في هذا الجزء من العالم الماشية. ومن الشائع رؤية الماعز والأبقار تجري بحرية جنبا إلى جنب مع الخيول والثيران، ويخبر السكان المحليون بعضهم البعض عندما يصادفون إحدى أغنام أو أبقار جيرانهم الضائعة في الجبال.

غير أنه، في ظل هذا الوضع المثالي، تعددت الخلافات في السنوات الأخيرة. ويتعلق الأمر في غالب الأحيان بأراضي الرعي التي تشهد استنفادا متزايدا.

كانت أجيال الرعاة في قيرغيزستان قبلUrmatbek  من الرُحّل، وكانوا يرتحلون بمواشيهم عبر الجبال والسهول. غير أن معظم مربي الماشية استقروا اليوم في الأراضي المنخفضة وتوقفوا عن الترحال لإطعام حيواناتهم. ونتيجة لذلك، شهدت المراعي القريبة من مجتمعاتهم استغلالا مفرطا، في حين بقيت أراضي الرعي الجيدة البعيدة دون استخدام. ويُلحق هذا الاستخدام غير المتكافئ الضرر بالبيئة (على سبيل المثال، من خلال زيادة التعرية والأضرار الموضعية الأخرى)، ويؤثر سلبا على صحة الحيوانات وخصوبتها.

ولهذا السبب يعمل الصندوق مع حكومة قيرغيزستان من أجل تمويل البرامج مثل برنامج تنمية الثروة الحيوانية والأسواق التي تمكّن المجتمعات المحلية من العمل بطرق أكثر ذكاء مع موارد الأراضي المتاحة. وانطوى جزء من هذه العملية على إدخال تكنولوجيا الاستشعار عن بعد في النظام الحالي لإدارة المراعي في قيرغيزستان، وجعل هذه التكنولوجيا الرقمية في متناول يد مربي الماشية مثل  Urmatbekبصورة مباشرة.

ويقول Urmatbek: "لقد تعلمنا بمساعدة برنامج Google Earth قراءة الخرائط الإلكترونية التي تساعدنا في وضع الخطط لإدارة المراعي".

ويشغل Urmatbek منصب رئيس لجنة Cholpon Zhayit، وهي إحدى لجان المراعي البالغ عددها 70 لجنة تقريبا في نارين التي تُعدّ أكبر منطقة إدارية في قيرغيزستان. وتُعتبر نارين أيضا المنطقة الأفقر في البلاد. وعلى مر عقود، جرى تكليف لجان المراعي هذه، والتي تتألف من رعاة محليين ومربي ماشية، بإدارة حقوق الرعي. وهي تستعين بنظام للتذاكر من أجل تحديد من يمكنه الرعي وأين، ويحدد المجتمع المحلي أسعار التذاكر وتُستخدم العائدات لسد النفقات المجتمعية مثل إصلاح أحواض المياه.

ولكن على الرغم من أن الهيكلية اللازمة لإدارة أراضي الرعي هذه كانت قائمة بالفعل، إلا أن لجان المراعي مثل لجنة Urmatbek تفتقر إلى الأدوات الضرورية لتحديد الأراضي التي لم تُستخدم بشكل كاف أو جرى الإفراط في استخدامها، وأيها مُعرّض أكثر لخطر الاستنفاد. وافتقروا أيضا إلى نظرة عامة جيدة حول كيفية تفاوت جودة قطع أراضي الرعي الفردية حسب الموسم.

وتغيّر كل ذلك مع برنامج تنمية الثروة الحيوانية والأسواق. وقد زوّد البرنامج اتحادات المراعي بالتكنولوجيا والتدريب اللازمين من أجل رقمنة خرائط مناطق الرعي واستخدام نظم المعلومات الجغرافية على شبكة الإنترنت.

وتمكّنت الاتحادات، بمساعدة أجهزة النظام العالمي لتحديد المواقع التي اشتراها البرنامج، من تحديد الإحداثيات الجغرافية لمناطق المراعي الخاصة بها. وقد سمح لها ذلك بالقيام بأمور شتى انطلاقا من تحديد المناطق التي تحتاج إلى بنية تحتية جديدة (مثل الجسور والطرق) ووصولا إلى تحديد مناطق معينة لأغراض البحث (على سبيل المثال، لأغراض تقنيات تحسين الغلات).

وفي الوقت نفسه، ساعدها استخدام صور نظم المعلومات الجغرافية في وضع خط أساس لحالة المراعي المختلفة الواقعة في مناطقها. ويجعل ذلك من الممكن مقارنة غلات تلك المراعي وسلامتها من عام إلى آخر ومن موسم إلى آخر، والتدخل عند الضرورة لحماية المراعي من الرعي الجائر. ويمكن للجان، على سبيل المثال، عزل قطع أراض معينة تحتاج إلى التعافي وإصدار تذاكر للمراعي السليمة فقط.

ونتيجة لذلك، شهد مربو الماشية في إيسيك كول ونارين وأوش، وهي المناطق التي ينشط فيها البرنامج، زيادة في إنتاج الحليب وتراجعا في عدد النزاعات. وخلصت دراسة أُجريت عند إتمام المرحلة الأولى من البرنامج إلى أن وزن رأس الماشية المتوسط ​​قد زاد بنسبة تصل إلى 50 في المائة، فيما تراجع عدد النزاعات بأكثر من 20 في المائة.

وفي غضون ذلك، يجري إعادة بذر قطع الأراضي المستنفدة، وذلك بفضل التعاون بين رابطة اتحادات مستخدمي المراعي ومعهد قيرغيزستان للبحوث العلمية الخاصة بتربية الماشية والمراعي، وبدعم من الصندوق.

وعلاوة على ذلك، قام البرنامج بتمويل نظام جديد للإنذار المبكر من الظروف الجوية القاسية قادر على الوصول إلى الرعاة حتى خلال وجودهم في المراعي النائية ومساعدتهم على اتخاذ خيارات رعي أفضل.

ويقولKarybek Karabaev ، رئيس لجنةZhoosh  في منطقة أوش: "يوفّر النظام مصدرا ملائما للإخطار عن أحول الطقس للأيام العشرة القادمة". ويضيف قائلا: "وعلى سبيل المثال، يوجد أحد مواقعنا في مرعى بعيد في سلسلة جبال ألاي، وقد بدأنا هذا العام في تزويد مستخدمي المراعي هناك بالبيانات الخاصة بالطقس".

وحاليا، يدخل Karybek إلى موقع شبكي متخصص في بيانات الطقس الخاصة بالمراعي من هاتفه أو جهاز الكمبيوتر الخاص به، ويجد المراعي الوقعة ضمن نطاق صلاحية لجنته. ويوزع بعدئذ المعلومات على الرعاة من خلال الاتصال بهم مباشرة على هواتفهم المحمولة، الأمر الذي يسمح لهم بالتخطيط لمسارات الرعي على مسافة آمنة من الظروف الجوية القاسية.

وتضطلع إدارة المراعي والثروة الحيوانية في قيرغيزستان حاليا بإدارة الموقع الشبكي الذي يستخدمه Karybek علاوة على جوانب عديدة الأخرى لنظام الإنذار المبكر.

وعلى السطح، تبدو الصورة اليوم كما كانت عليه قبل عقد من الزمن: أبقار، وخيول، وأغنام وثيران تتجول بحرية على سفوح التلال الخضراء المورقة ومراعي الوديان. ولكنها باتت تعمل الآن على نظام رقمي معقد – وهو نظام يسمح بإعداد خطط لإدارة المراعي والقرارات الاستباقية، بحيث تبقى المراعي والثروة الحيوانية بحالة جيدة وخصبة لعقود قادمة.

اقرأ المزيد عن عمل الصندوق في قيرغيزستان.