Indigenous peoples lead adaptation efforts through IFAD’s dedicated funding

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الشعوب الأصلية تقود جهود التكيف من خلال التمويل المخصص من الصندوق

المقدر للقراءة دقيقة 6
IFAD/Michael Benanav

على مدى آلاف السنين، طورت الشعوب الأصلية في جميع أنحاء العالم ممارسات تحمي بيئاتها وتحترم الترابط بين الناس والطبيعة.

والنظم الغذائية لهذه الشعوب متجذرة في بيئتها. فمن خلال معيشتها في ترابط عميق مع نظمها البيئية، تعلمت كيفية حصاد وإنتاج ما تحتاج إليه بشكل مستدام. فعلى سبيل المثال، رأينا مرارا وتكرارا أنه عندما تقوم الشعوب الأصلية بإدارة الغابات، تقل عمليات إزالة الغابات وحالات فقدان التنوع البيولوجي. فلا عجب أن دورها كمشرفين بيئيين مسؤولين قد تم توثيقه في كل قارة مأهولة بالسكان.

ومع ذلك، تكافح الشعوب الأصلية الفقر بشكل غير متناسب. ففي البلدان البالغ عددها 23 بلدا التي تعيش فيها معظم الشعوب الأصلية في العالم، تشكل هذه الشعوب 9.3 في المائة من السكان، بيد أن أكثر من 18 في المائة منها تعيش في فقر مدقع.

وفي الوقت نفسه، كثيرا ما يتم تجاهل مساهماتها وتحقير قيمتها. ففي كثير من الأحيان، لا تتمكن مجتمعات الشعوب الأصلية من المشاركة في النظم الاقتصادية والغذائية دون التخلي عن تقاليدها ومعارفها. فهي تُستبعد من عملية صنع القرار بشأن الأراضي والموارد التي تعرفها أكثر من أي شخص آخر. فليس لديها الوكالة أو الموارد المالية أو القدرات لتحمل المسؤولية.

واليوم، في ظل تأثير تغير المناخ على كل جزء من العالم، أصبحت معارفها وممارساتها أكثر أهمية من أي وقت مضى.

التمكين لإحداث التغيير

يلتزم الصندوق بالعمل مع الشعوب الأصلية لدعمها في التغلب على الفقر وتمهيد الطريق لمواجهة التحديات العالمية من خلال البناء على هوياتها وثقافاتها. وقد أكدنا التزامنا في عام 2009، من خلال سياستنا الرائدة للانخراط مع الشعوب الأصلية، وقمنا بتحويل هذا الالتزام إلى عمل من خلال منتدى الشعوب الأصلية في الصندوق، إذ حدد قادة الشعوب الأصلية اتجاه مشاركاتنا مع مجتمعاتهم.

وعلى مدى الخمسة عشر عاما الماضية، كان مرفق مساعدة الشعوب الأصلية بمثابة أداة التمويل الرئيسية للصندوق من أجل الشعوب الأصلية، مما يوفر القدرة على إيجاد الحلول وتنفيذها بشكل مباشر من خلالها.

ويهدف مرفق مساعدة الشعوب الأصلية إلى تمكين منظمات الشعوب الأصلية. فهو يساعدها على الوصول إلى التمويل المتعلق بالمناخ حتى تتمكن من توجيه الأموال حيثما ترى أن هناك حاجة ماسة إليها، ويعزز تنفيذ أطر حقوق الشعوب الأصلية، بما يتماشى مع إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية.

وعلى الصعيد العالمي، يدير مرفق مساعدة الشعوب الأصلية مجلس إدارة، غالبية أعضائه من قادة الشعوب الأصلية. وعلى الصعيد الإقليمي، يُدار المرفق من قبل ثلاث منظمات للشعوب الأصلية، تتولى مسؤولية التنسيق العام، وتقييم مقترحات التمويل، وتوجيه الموارد إلى الجهات المتلقية للمنح، ومراقبة المشروعات. كما أنها تقيم روابط بين المشروعات الممولة من المرفق والبرامج القطرية التي يدعمها الصندوق.

رعاة الأرض

على مدار 15 عاما من العمل، دعم مرفق مساعدة الشعوب الأصلية ما مجموعه 159 مشروعا في 45 بلدا عبر أمريكا الجنوبية وأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وتذهب منح مرفق مساعدة الشعوب الأصلية إلى المشروعات الشُعبية التي تصممها وتنفذها الشعوب الأصلية بنفسها. وتُستخدم هذه المنح في مواجهة تحديات تغير المناخ، وحماية الثقافة والمعارف التقليدية، وضمان حقوق الأرض، وبناء الأمن الغذائي وتوفير سبل عيش أفضل.

فعلى سبيل المثال، يتأثر شعب بيجاو في كولومبيا بالتصحر وزيادة ندرة المياه. وبدعم من منحة من مرفق مساعدة الشعوب الأصلية، قامت منظمة لنساء الشعوب الأصلية، Asociación para el Futuro con manos de Mujer، بتصميم تدابير تكيف بالشراكة مع المركز الدولي للزراعة الاستوائية. ويزرع مجتمع بيجاو الآن اللوبياء الأصلية والأعلاف المقاومة للجفاف، ويستخدم مصادر الطاقة المتجددة لتخزين وتوزيع المياه.

وفي الكاميرون، كان شعب بيدجانغ يعاني من التوطين القسري والتمييز والاستيعاب، مما تسبب في فقدان هويته. وقد نظم مركز Centre d’Appui aux Femmes Et aux Ruraux ورشة عمل لإدارة الصراع لإجراء حوار بين شعب بيدجانغ ومجتمع تيكار المهيمن. ونتيجة لذلك، حصل شعب بيدجانغ على 248 هكتارا من الأراضي لممارسة الزراعة الإيكولوجية.

وفي إندونيسيا، عملت مؤسسة Satunama Foundation مع شعبي Orang Bathin وOrang Penghulu لحماية غابات قراهم من خلال وضع خطط لإدارة الغابات. وعند الانتهاء من المشروع، أصدر المشاركون كتابا صنف معارفهم التقليدية للغابات والأنهار والأراضي والحيوانات المحلية، وأوضح التحديات أمام إدارة الموارد الطبيعية والحلول المحتملة. وقد كانت رؤى الشباب والنساء في هذه المجتمعات لا تقدر بثمن لإعداد الكتاب.

بيان طريق المضي قدما

في عام 2022، يطلق الصندوق دعوته السادسة إلى تقديم العروض في إطار مرفق مساعدة الشعوب الأصلية. وبمساهمة قدرها 4.5 مليون دولار أمريكي من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي وموارد من الصندوق، ستُخصص منح تصل إلى 70 000 دولار أمريكي من خلال المرفق. وسيمكّن هذا التمويل المزيد من المجتمعات الأصلية من ابتكار حلول خاصة بها للتحديات التي تواجهها.

إن الشعوب الأصلية، ولا سيما النساء والشباب، تظهر بالفعل طريق المضي قدما. فهذه الشعوب تعتمد على هوياتها الفريدة وثقافاتها وأساليب حياتها لتعزيز التنوع البيولوجي، وتأخذ زمام المبادرة في الكفاح العالمي لإدارة النظم الإيكولوجية بشكل مستدام والتكيف مع تغير المناخ. وبتزويد هذه الشعوب بالموارد المناسبة والدعم المناسب، يمكنها الذهاب إلى أبعد من ذلك.

تعرف على المزيد عن الدعوة السادسة إلى تقديم العروض.