السكان الريفيون في السودان يقضون الوقت في حروب المياه

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

السكان الريفيون في السودان يقضون الوقت في حروب المياه

المقدر للقراءة دقيقة 5
الإدارة المنصفة للموارد عامل أساسي في التكيف مع تغير المناخ. IFAD/Imam Ibrahim Albumey©

وفقا للتقديرات، يُقال بأن الحروب في المستقبل ستكون على أحد أهم حقوق الإنسان الأساسية: المياه. وقد بدأت هذه الحروب بالفعل في أجزاء كثيرة من السودان.

ويقع السودان في منطقة الساحل شبه القاحلة. وينتشر الرعاة البدو وثروتهم الحيوانية في هذه الأراضي الحدودية الشاسعة للصحراء الكبرى منذ فترة طويلة. وفي ظل وجود ما يُقدر بنحو 140 مليون حيوان، تمتلك السودان أحد أكبر قطاعات الثروة الحيوانية في أفريقيا.

ومع ذلك، تنطوي حالات الجفاف المتكررة على أن منطقة الساحل ستتحول إلى غبار، مع قلة المياه والأراضي الصالحة للزراعة والرعي.

وعندما تكون الموارد شحيحة، فمن السهل جدا إشعال فتيلة النزاع.

وقال حسن ياسين الحسن، رئيس بلدية أم راوبة، وهي بلدة في وسط السودان، "صادفنا في الآونة الأخيرة خلافات شهدت قتالا بين العديد من الأشخاص. وكان هناك العديد من القتلى".

ويخبرنا حسن كيف اندلع القتال عندما اعتدى الرعاة على أراض زراعية خاصة، وبدأ المزارعون الذين أصبحت حقولهم قاحلة في الزراعة على مسارات الحيوانات التقليدية، ومُنع الناس من الحصول على المياه.

وكان التوسع في الأراضي الزراعية في بعض الحالات مدفوعا بالزراعة الآلية. وفي حالات أخرى، زرع المزارعون مساحات أكبر وأوسع للتعويض عن انخفاض إنتاجية الأرض.

ولم يكن هناك أبطال في هذا النزاع. فقد كان الجميع ضحايا لعدو أكبر: تغير المناخ.

إحلال السلام

امرأة من مجتمع الرعاة تحيك بساطا تقليديا. IFAD/Imam Ibrahim Albumey©

الآن، وجد أهالي أم روابة طريقا نحو السلام والإدارة المنصفة للموارد. وساعد موظفو برنامج تسويق الثروة الحيوانية والقدرة على الصمود الذي يدعمه الصندوق المجتمعات المحلية على رسم مسارات للحيوانات وإنشاء مراكز اجتماعية تستطيع فيها لجان حل النزاعات مساعدة هذه المجتمعات على حل خلافاتها سلميا وتحديد كيفية تقاسم الموارد.

وتقول داليا محمد إسماعيل، موظفة مدربة على حل النزاعات في أحد هذه المراكز: "كان للمركز دور رئيسي في التخفيف من حده هذه النزاعات". وتنظم داليا حلقات عمل، ومنتديات، ودورات تدريبية لمساعدة المزارعين والرعاة على التوصل إلى اتفاق. وبفضل العمل الجاد الذي قامت به داليا وزملاؤها ومجموعة رئيسية من القادة المحليين، حُل 35 نزاعا بشكل ودي في غضون خمس سنوات.

ومع ذلك، فالوساطة لا تستطيع حل المشكلة الأساسية لندرة المياه. وقد حددت مبادرة برنامج تسويق الثروة الحيوانية والقدرة على الصمود نقاطا جديدة للمياه وأنشأت خزانات أقرب إلى مسارات الحيوانات، ما يسر على الرعاة الوصول إلى المياه التي يحتاجون إليها.

تضافر الجهود

سقي القطعان في نقطة مياه أنشأها برنامج تسويق الثروة الحيوانية والقدرة على الصمود في شمال كردفان. IFAD/Imam Ibrahim Albumey©

منطقة البطانة في شرق السودان ليست بمنأى عن الجفاف. ففي السنوات الأخيرة، أصبح هطول الأمطار أقل قابلية للتنبؤ به. وتتوافر لكل من المجتمعات الزراعية والرعوية إمكانيات محدودة للوصول إلى أنظمة الري أو مصادر المياه الدائمة.

وفي الوقت نفسه، تتعرض الموارد الطبيعية للمنطقة لتهديد متزايد من المصالح الخارجية، مثل المزارع التجارية الواسعة النطاق ومناجم الذهب الحرفي. ويكافح السكان المحليون لممارسة حقهم في إدارة مواردهم الطبيعية، خاصة فيما يتعلق باستخدام الأراضي المشتركة أو تنظيم الوصول إلى المياه.

وهنا، قدم مشروع التنمية الريفية المتكاملة في البطانة الذي يدعمه الصندوق إطارا للسكان المحليين لتنظيم مواردهم الطبيعية من خلال تحديد أولوياتهم وقيودهم من خلال الحوار مع الوكالات الحكومية. وباستخدام هذا الإطار، بنت المجتمعات المحلية شبكات قروية لإدارة الموارد بشكل منصف وحماية المناظر الطبيعية الخاصة بهم. ونجحت هذه المجتمعات في حل النزاعات الداخلية على الموارد واتحدت لمنع استغلال الغرباء لأراضيهم.

وفي أماكن أخرى في أفريقيا، يُظهر تحليل الصندوق كيف أن زيادة الفرص الاقتصادية وزيادة إنتاجية الأراضي يمكنهما إتاحة الموارد على نطاق أوسع، وبالتالي منع النزاعات الريفية أو الحد منها.

وفي عصر تغير المناخ، قد يكون الازدهار الريفي والإدارة المستدامة للموارد معادلة فعالة لإحلال السلام في جميع أنحاء العالم.

اقرأ مذكرة تقنية أعدها الصندوق بشأن كيفية تضافر جهود المشاركين في مشروع التنمية الريفية المتكاملة في البطانة لاستخدام إدارة الموارد الطبيعية من أجل حماية أراضيهم وتنوعهم البيولوجي.