IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

حل معضلة بيانات في جزر سليمان

المقدر للقراءة دقيقة 4

تقع جزر سليمان في أقاصي المحيط الهادي. وقد وقاها هذا الموقع النائي من وطأة جائحة كوفيد-19 لما يقرب من سنتين. ولكن عندما بدأت البلد تشهد حالاتها الأولى في أوائل عام 2022، فرضت عمليات الإغلاق وحظر التجول لوقف العدوى.  

وفي نفس الوقت، كان الصندوق قد بدأ لتوه بتنفيذ برنامج دعم توجيه إيصال النتائج من خلال إنشاء وحدات في القطاع الزراعي (DELIVER programme) في هونيارا، الذي يدرب موظفي الحكومة على إنجاز المشروعات المستندة إلى النتائج ويدعم استراتيجية زراعية جديدة. ويأتي البرنامج في أعقاب عقود من نقص التمويل التي أضعفت البنية التحتية للخدمات، والبحث والتدريب الزراعيين، ومهارات جمع البيانات واستخدامها. 

 واستجابة للجائحة، كُلفت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بتفعيل جهود الإغاثة الغذائية في حالات الطوارئ. ولكنها واجهت معضلة: بعد سنوات من إهمال جمع البيانات، كيف تجد وتطعم السكان خلال الجائحة دون توفر العناوين، وأسماء الشوارع، أو أرقام المنازل؟ 

تقديم الأغذية (والبيانات) 

تدخل موظفو برنامج دعم توجيه إيصال النتائج من خلال إنشاء وحدات في القطاع الزراعي التابع للصندوق لدعم الاحتياجات الفورية للبيانات عن طريق تدريب فريق مؤلف من عشرة أشخاص على جمع البيانات، وتحليل البيانات، والإبلاغ عنها. وفي البداية، بدت المهمة وكأنها لا يمكن التغلب عليها. فقد افتقر الفريق إلى أبسط البيانات والمعلومات، وبالتالي لم يعرف كم من الأشخاص يحتاجون إلى الأغذية وأين يعيشون.   

ولكي يبدأ عمله، وضع الفريق خرائط لهونيارا لتحديد المناطق التقريبية للتوزيع ضمن منطقة الطوارئ ورتب عمليات التوزيع لهذه المناطق. 

وقام السائقون المكلفون بإيصال المساعدة بدور جامعي البيانات، طالبين من متلقي الإغاثة الغذائية التوقيع على استمارة تبين أين ومتى جرى تسليم الأغذية وكميتها. كما رصدوا أسماء السكان غير المدرجين على قوائم المساعدات وحجم الأسر المعيشية ليتمكنوا من الوصول إليهم في الجولة القادمة. 

موظفو الوزارة الشباب يحمّلون البيانات التي جمعت. © برنامج دعم توجيه إيصال النتائج من خلال إنشاء وحدات في القطاع الزراعي / وزارة الزراعة والثروة الحيوانية 

وأضاف فريق البيانات إلى هذا أن اتصل بالمنظمات الإنمائية المحلية من أجل بيانات إضافية عن الأسر المعيشية، ودعا السكان إلى الحضور إلى مقرات الإغاثة الغذائية لتقديم معلوماتهم. وساعد هذا على بناء قاعدة بيانات شاملة لـ000 40 أسرة معيشية في هونيارا خلال شهرين فقط. 

وفي حين أن قاعدة البيانات هذه غير كاملة، فإنها أول قاعدة بيانات على الإطلاق لسكان هونيارا. وسوف تستخدم وزارة الزراعة والثروة الحيوانية البيانات لقياس الحاجة إلى توزيع الأغذية في المستقبل. وتأمل وزارة الزراعة والثروة الحيوانية من خلال العمل مع شركاء مثل المكتب الوطني للإحصاء، ومجلس مدينة هونيارا في أن تعزز البيانات وتتحقق منها بمقارنتها مع قواعد بيانات الشركاء. 

مستقبل توجهه البيانات 

لقد كشفت الأزمة الحاجة إلى المهارات الدائمة ذات الصلة الضرورية لصنع القرار وتحقيق الأثر. ومع حدوث حالات الطوارئ بصورة أكثر تواترا وتعقيدا، غدت البيانات والعمليات المتينة أساسية من أجل التفاعل بسرعة وفعالية. 

ويقوم أعضاء فريق البيانات الآن بتطبيق مهاراتهم الجديدة والعمليات المستندة إلى النتائج في وظائفهم الحكومية من خلال إيجاد بيانات أكثر دقة بشأن المحاصيل والثروة الحيوانية، وتنفيذ تتبع أسبوعي لأنشطة الموظفين، وعمل تحديثات وتصورات يومية للبيانات من أجل الرصد والإبلاغ. 

يموَّل برنامج دعم توجيه إيصال النتائج من خلال إنشاء وحدات في القطاع الزراعي في جزر سليمان من قبل وزارة الزراعة، والأغذية، والشؤون الريفية الكورية.