The Iron Horse: Improving animal and human health in Kyrgyzstan

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الحصان الحديدي: تحسين صحة الحيوان والإنسان في قيرغيزستان

المقدر للقراءة دقيقة 6

تحلّق الدكتورة Maksat Usupbaeva عاليا في الطرق المنحدرة والمتعرجة في منطقة بارسكون في قيرغيزستان على دراجتها النارية. وهي واحدة من الجيل الصاعد من الأطباء البيطريين الذين يركبون بثقة "الخيول الحديدية"، وهو الاسم الذي يحبون أن يطلقوه على الدراجات النارية، للوصول إلى المجتمعات الريفية المعزولة.

وفي قيرغيزستان، وهو بلد تمثل فيه المراعي أكثر من نصف مساحة أراضيه، يعد رعي الأبقار وغيرها من الثروة الحيوانية أمرا محوريا للاقتصاد الوطني، والمجتمع والثقافة. ولكن الأمة تفتقر منذ زمن بعيد إلى عدد كاف من الأطباء البيطريين المُدربين لرعاية كل هذه الحيوانات، ولا يزال عبور المناظر الطبيعية الجبلية ذات الكثافة السكانية المنخفضة في قيرغيزستان للوصول إلى مجتمعات الرعي التي تحتاج إلى خدماتها يشكّل تحدياً.

ونتيجة لذلك، يتعلق أحد أكبر التحديات التي يواجهها الرعاة بصحة حيواناتهم. وتنتشر في قطعانهم الأمراض الخطيرة، من قبيل الحمى المالطية، وهي عدوى بكتيرية يمكن أن يُصاب بها البشر أيضا. وقد أدى هذ الأمر، إلى جانب التحديات الأخرى الشائعة في هذا القطاع – تدهور المراعي، والنزاعات على حقوق الأراضي – إلى إبقاء إنتاجية قطاع الثروة الحيوانية في قيرغيزستان منخفضة، وعدم تطور سلاسل قيمتها. ولذا، يجد العديد من الرعاة (وحيواناتهم) أنفسهم يواجهون فقرا مستمرا وتهديدات متكررة على صحتهم.

ومع ذلك، فقد استثمر الصندوق منذ عام 2012 أكثر من 70 مليون دولار أمريكي من خلال مشروع برنامج تنمية الثروة الحيوانية والأسواق، الذي تنفذه وزارة الزراعة في قيرغيزستان، وخليفته برنامج تنمية الثروة الحيوانية والأسواق – المرحلة الثانية. ويساعد هذان المشروعان معا 2.6 مليون شخص من السكان الريفيين في البلد على بناء اقتصاد رعوي قوي.

تغادر الدكتورة Usupbaeva لزيارة أحد المزارعين بعد تلقيها مكالمة.

الاستثمار في الصحة والثروة

من الأجزاء المهمة لهذا الدعم، كان الاستثمار في قدرات الأطباء البيطريين العاملين في القطاع الخاص وإشراكهم في تقديم الخدمات البيطرية، بالشراكة مع القطاع العام. ففي عام 2018، أدرجت حكومة قيرغيزستان الخدمات البيطرية المخصخصة في إطار قانوني منقح. ويجري حاليا تنفيذ هذا النموذج بشكل منهجي في جميع أنحاء البلد، بدعم من الصندوق.

وتعد مبادرة الدراجات النارية جزءا أساسيا من هذا النموذج. وحصلت الدكتورة Usupbaeva على دراجة نارية من حوالي 630 دراجة نارية قدمها الصندوق للأطباء البيطريين. وأثبتت الدراجات النارية الخفيفة والسريعة وسهلة المناورة على الطرق الضيقة والمتعرجة أنها وسيلة فعالة من حيث التكلفة لاجتياز الممرات الجبلية في قيرغيزستان.

ويشجع هذا النموذج أيضا على تدريب الأطباء البيطريين الجدد. وحتى الآن، حصل أكثر من 100 طالب على مِنح دراسية لدراسة العلوم البيطرية في جامعة قيرغيزستان الوطنية الزراعية في إطار برنامج تنمية الثروة الحيوانية والأسواق وبرنامج تنمية الثروة الحيوانية والأسواق – المرحلة الثانية. ونتيجة للتعاون بين الصندوق وحكومة قيرغيزستان، ارتفع عدد الأطباء البيطريين إلى الضعف تقريبا، من 1500 طبيب بيطري في عام 2013 إلى 2600 طبيب بيطري في عام 2018.

وبالنسبة لهؤلاء الخريجين الشباب، فإن كونهم أطباء بيطريين هو أكثر من مجرد وظيفة. فهو فرصة لبدء حياة مهنية في قراهم الأصلية، والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم ورفاهية سكانها.

وهذا هو الحال بالنسبة للدكتور Anarbek uulu Musabek، وهو أحد سكان قرية بيرلسكن يبلغ من العمر 23 عاما. فقد توفي والده في وقت مبكر من طفولته، تاركا والدته تعتني به وبأشقائه الخمسة. ولكن بفضل المنحة التي حصل عليها من خلال برنامج تنمية الثروة الحيوانية والأسواق – المرحلة الثانية، أصبح لديه الآن وسيلة لبناء سبل العيش في منطقته الأصلية ودعم أسرته.

تتشاور الدكتورة Usupbaeva مع أحد المزارعين.

شروع الأطباء البيطريين المدربين في التغيير

الأطباء البيطريون المسافرون يُحدثون فرقا بالفعل. ففي الآونة الأخيرة، كانوا يساعدون الحكومة على إجراء أحد برامج التطعيم للسيطرة على داء المشوكات، وهو مرض طفيلي يصيب الأغنام والكلاب بشكل أساسي، ولكن يمكنه أيضا أن يصيب البشر. وتستند هذه الجهود إلى مشروع سابق يموله الصندوق نُشر فيه أطباء بيطريون لمكافحة الحمى المالطية من خلال حملات التدريب والتطعيم.

ووفقا لوزارة الصحة في قيرغيزستان، فإن هذه الحملات التي يدعمها الصندوق تؤتي ثمارها بالفعل. فقد انخفض عدد حالات الإصابة بداء الحمى المالطية لدى البشر – من 4 412 حالة سنويا في عام 2011 إلى أقل من 500 حالة في عام 2020 – وانخفض أيضا معدل الإصابة بداء المشوكات لدى البشر.

وفي ظل تحسُّن سبل الوصول إلى الرعاية البيطرية، أصبحت الحيوانات أكثر صحة – وأكثر إنتاجية. وارتفعت مبيعات منتجات مثل الحليب واللحوم، ويستفيد الرعاة من زيادة الدخل. فعلى سبيل المثال، خلصت إحدى الدراسات إلى أن الأسر الرعوية الصغيرة تتناول الآن وجبات أكثر كل يوم، ولديها صرف صحي ومياه شرب أفضل، وتمتلك المزيد من الأصول من قبيل المركبات والأجهزة المنزلية، وتستفيد بشكل أكبر من المعدات الزراعية. وقد شهدت الطرق والبنى التحتية الأخرى تحسينات ملحوظة، وهو ما مكّن من الوصول إلى المراعي البعيدة.

وأحدثت هذه المبادرات ومبادرات أخرى يمولها الصندوق في قيرغيزستان ثورة في الطريقة التي تنفذ بها هذه الأسر – وكل من يدعمها، بمن فيهم الأطباء البيطريون – أعمالها. وحسبما تقول الدكتورة Usupbaeva، "أصبح عملنا أسهل بفضل الدعم المُقدم من الصندوق".

تعرف على المزيد عن عمل الصندوق في قيرغيزستان.