The labour market dynamics of COVID-19

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

ديناميّات سوق العمل خلال جائحة كوفيد-19

المقدر للقراءة دقيقة 7

بعد مرور عام ونصف على انتشار جائحة كوفيد-19، ماذا نعرف عن كيفيّة إعادة سوق العمل تشكيل نفسها في البلدان النامية؟

ما نعرفه هو أنّ العمالة انخفضت، مع بداية انتشار الجائحة، بنسبة تصل إلى 50 في المائة في بعض البلدان النامية. ومن المتوقّع أيضا أن تكون معدّلات انتعاشها الاقتصادي أبطأ من المعدّلات في البلدان المتقدّمة، لا سيّما في غياب تدابير طوارئ متينة وقلّة توافر اللقاحات.

ومع ذلك، لا نعرف سوى القليل عن كيفيّة تطوّر سوق العمل بالضبط خلال هذا الوقت. ونعرف أقل من ذلك عن الأثر الجنسانيّ لجائحة كوفيد-19 على العمالة في البلدان النامية، التي تتخلّف فيها المرأة بالفعل عن الرجل من حيث المشاركة في سوق العمل والدخل.

وللإجابة على هذه الأسئلة، أخذنا نيجيريا كدراسة حالة. ونيجيريا هي أكثر البلدان اكتظاظا بالسكّان في أفريقيا وتمتلك واحد من أكبر الاقتصادات في القارّة. ومع ذلك، يعيش نحو 40 في المائة من سكّانها دون خطّ الفقر البالغ 1.90 دولار في اليوم، وتتعرّض 30 مليون نسمة أخرى لخطر أن تصبح فقيرة. وقد تمكّنا من تتبّع حالة عمل مجموعة من البالغين النيجيريّين في فترتيّ ما قبل الجائحة وبعدها على مدى سنتين تقريبا، باستخدام البيانات المتاحة للجمهور، وبفضل الابتكارات في جمع البيانات عن طريق الهاتف أثناء الجائحة.

وقمنا بتجميع البيانات المستمدة من الدراسة الاستقصائيّة العامّة للأسر المعيشيّة 2018/2019 (أيّ بيانات ما قبل جائحة
كوفيد-19) والدراسة الاستقصائية COVID-19 National Longitudinal Phone Survey 2020، اللتين أجراهما مكتب الإحصاء النيجيري والبنك الدولي. وقد جمعت الدراسة الاستقصائيّة الأخيرة بيانات كلّ شهر منذ بداية الجائحة، مستندا إلى الأسر المعيشيّة في الدراسة الأولى. وفي نهاية المطاف، تمكنا من تحليل الاتّجاهات في حالة العمالة لدى 2019 فرد فريد بين يناير/كانون الثاني 2019 وفبراير/شباط 2021. والغالبيّة العظمى منهم (92 في المائة) من أرباب الأسر المعيشيّة، وتشكّل النساء 25 في المائة من المجموعة.

نسبة المجيبين على الدراسة الاستقصائيّة الذين أكملوا على الأقلّ ساعة عمل واحدة مدرّة للدخل في الأسبوع السابق للدراسة

وكما يبيّن الشكل الوارد أعلاه، فقد كان معدّل انتعاش فرص العمل بين المجيبين على الدراسة الاستقصائيّة سريعا نسبيّا عقب الانتشار الأوّلي للفيروس. وعلاوة على ذلك، استمرّ هذا الانتعاش حتّى ضربت الموجة الثانية من الجائحة في ديسمبر/كانون الأوّل 2020. وفيما يتعلّق بقطاعات محدّدة، يبدو أنّ القطاع الزراعي (زراعة المحاصيل، وصيد الأسماك، وتربية المواشي، والحراجة) كان يعمل كعازل من خلال استيعاب العمالة التي فقدت من الأنشطة التجاريّة الأخرى.

الزراعة

الأعمال الزراعيّة

الأجر/الخدمة

ولكنّ هذه الاتّجاهات العامة في حالة العمل تخفي الآثار الجنسانيّة لجائحة كوفيد-19. فعلى الرغم من أنّ الوباء أثّر على النساء والرجال على حدّ سواء، يبدو أنّ النساء تعرّضن لفقدان فرص العمل بنسبة أكبر، ولانتعاش أبطأ، كما يتّضح في الشكل الوارد أدناه.  وبالإضافة إلى ذلك، يوجد تغيير قطاعي كبير: فقد شهدت مشاركة المرأة زيادة أكبر في الأنشطة الزراعيّة وانخفاضا أكبر في الأنشطة التجاريّة مقارنة بمشاركة الرجل.

 

نسبة المجيبين على الدراسة الاستقصائيّة من الذكور مقابل الإناث الذين أكملوا على الأقلّ ساعة عمل واحدة مدرّة للدخل في الأسبوع السابق للدراسة. (ملاحظة: لا يظهر قطاع الخدمات)

وبطبيعة الحال، يطرح ذلك السؤال التالي: لماذا تأثّرت المرأة بهذه الجائحة بشكل غير متناسب؟

وقد توجد له تفسيرات عدّة محتملة. أوّلا، فإن الكثير من النساء يشغلن وظائف بدوام جزئيّ أو وظائف مؤقّتة يرجّح أن يتمّ إنهاؤها أثناء الصدمات. وثانيا، قد يؤدّي الافتقار إلى المدّخرات وإلى الحصول على الائتمان إلى توسيع الفجوات القائمة في الوصول إلى أسواق المدخلات والمنتجات، ممّا يدفع المزيد من النساء إلى فقدان العمل. وأخيرا، يمكن أن يعزى الانخفاض الكبير في نشاط النساء التجاريّ إلى الطابع غير الرسميّ لعملهنّ في هذا القطاع (على سبيل المثال، التجارة في الأسواق المحلّيّة أو التجهيز المنزلي)، الذي من المرجح أن يتأثّر بالجائحة.

وقد توجد أيضا انعكاسات عدّة لهذه الآثار غير المتناسبة على النساء. فأوّلا، تبيّن الدراسات أنّه كلّما طال أمد موجة البطالة، ازدادت صعوبة إعادة إدماج النساء في سوق العمل، وتتضاءل أيضا احتمالات عودتهنّ إلى العمل. وثانيا، قد يكون رفاه المرأة التي تبدأ بالأنشطة الزراعيّة بعد العمل في قطاع الأعمال التجاريّة أقلّ على المدى الطويل، حيث أظهرت الدراسات أنّ إنتاجيّة الأراضي التي تديرها المرأة في بعض البلدان الأفريقيّة أقلّ بسبب القيود الاضافيّة التي تواجهها مقارنة بالرجل. وبالتالي، فإنّ جائحة كوفيد-19 قد تؤدّي إلى تفاقم التمكين الاقتصادي للمرأة إذا كانت عوائد الأنشطة الزراعيّة أقلّ من عوائد الأنشطة التجاريّة.

ويقوم مرفق الصندوق لتحفيز فقراء الريف، وهو استجابة للجائحة، بمعالجة عدد قليل من هذه المسائل. ونأخذ مثال تدخل "المشورة الزراعيّة المخصّصة من خلال الهواتف"، وهو نتيجة شراكة بين الصندوق الدولي للتنمية الزراعيّة ومنظّمة الزراعة الدقيقة من أجل التنمية، ويستهدف نحو 1.7 مليون مزارع من صغار المزارعين في كينيا، ونيجيريا وباكستان. فلجعل هذا التدخل أكثر مراعاة للمنظور الجنساني، سيحتاج الصندوق إلى تكييفه للوصول إلى النساء، لأنّ فرص حصول النساء على خدمات الهاتف المحمول تقلّ عادة عن فرص الرجال. وكذلك، سيكون من المهمّ ضمان إشراك الأفراد المنضمّين حديثا إلى القطاع الزراعي في هذه الأنواع من التدخلات، لأنّهم يحتاجون إلى مزيد من الدعم لبدء هذا النشاط من الصفر. وأخيرا، يكمن التحدّي الكبير، بطبيعة الحال، في استعادة فرص العمل المفقودة في قطاع الأعمال، ربّما من خلال تدخّلات التمويل الريفي أو شراكات القطاع الخاص.

اقرأ الدراسة الكاملة هنا.

تعلّم المزيد عن عمل الصندوق الدولي للتنمية الزراعيّة في نيجيريا.