The thin green line that’s holding back the Sahara desert

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الخط الأخضر الرفيع الذي يعلق الصحراء الكبرى

المقدر للقراءة دقيقة 8

الخط الأخضر الرفيع الذي يعلق الصحراء الكبرى

قبل خمسة عشر عاما، كانت هناك رؤية لقادة أفريقيا كانت لتغير مستقبل قارتهم.

فقد تخيلوا خطا أخضر رفيعا وقويا يربط بين المحيط الهندي والمحيط الأطلسي: شريط من الأشجار يبلغ طوله
 8 000كيلومتر وعرضه 15 كيلومترا. وسيمتد هذا الخط إلى منطقة الساحل، وهي منطقة الأراضي الجافة المحصورة بين الصحراء الكبرى في الشمال والسافانا في الجنوب.

واليوم، نُقحت هذه الرؤية. فلا يُنظر إلى الجدار الأخضر العظيم حاليا على أنه مجرد صف من الأشجار، بل يُنظر إليه على أنه فسيفساء معقدة من المزارع والغابات والحياة البرية، حيث تُستعاد النظم الإيكولوجية وتُحفظ المياه؛ وحيث تكون المناطق الريفية محاور اقتصادية نابضة بالحياة تنتج غذاء وفيرا وتوفر وسائل مجدية لكسب العيش.

والصندوق من بين الجهات الراعية لهذه الرؤية.

تدهور الأراضي في منطقة الساحل

تتدهور الأراضي عندما يتسبب النشاط البشري في إضعاف صحتها من خلال تغير المناخ أو النمو السكان أو الإدارة غير المستدامة للأراضي والمياه. وتزداد صعوبة نمو المحاصيل، ويقل التنوع البيولوجي، وتتزايد احتمالية وقوع الكوارث.

وفي مناطق الأراضي الجافة مثل منطقة الساحل، قد يؤدي تدهور الأراضي إلى الإخلال بتوازنها الدقيق وتحويلها إلى أراض قاحلة.

وبالطبع، جنت منطقة الساحل نصيبها من سنوات الجفاف. ولكن في منتصف القرن العشرين، بدأت الشعوب تلاحظ أن الجفاف كان يحدث بتواتر أكثر وبقوة أكبر. ففي الفترة بين عامي 1968 و1974، تسببت موجات الجفاف الكارثية في حدوث مجاعة واسعة النطاق، مما دفع قادة العالم إلى التحرك. وفي الواقع، أسفر مؤتمر الأمم المتحدة، الذي دُعي إلى عقده استجابة لهذه الأزمة، عن إنشاء الصندوق الدولي للتنمية الزراعية.

وفي غضون ذلك، استمر مد التصحر في الزحف جنوبا، مما جعل الحقول الخضراء قاحلة. وفي الفترة بين عامي 1984 و1985، ساهم جفاف آخر في حدوث مجاعة رهيبة تسببت في مقتل مئات الآلاف. وأشار الخبراء إلى أن الأنشطة البشرية هي السبب الكامن وراء التصحر – ولا يمكن وقف مد هذا التصحر إلا من خلال العمل البشري.

مبادرة الجدار الأخضر العظيم مكرسة لاستعادة الأراضي المتدهورة ودرء زحف التصحر.

يكتسب الجدار الأخضر العظيم هيئته

على مدار السنوات التالية، بينما تصبح آثار تغير المناخ والتدهور البيئي الناجم عن الأنشطة البشرية أكثر وضوحا، نما الزخم. وأخيرا، في عام 2007، وقّعت 11 دولة من دول منطقة الساحل على مبادرة الجدار الأخضر العظيم، سعيا إلى استعادة الأراضي المتدهورة ووقف زحف التصحر.

وهذه المبادرة فريدة من نوعها. وتقودها وتملكها البلدان الأفريقية، وتتبع نهجا متكاملا للتنمية واستعادة الأراضي. وتهدف إلى حماية البيئة وتمكين البلدان والمجتمعات من التنمية بشكل مستدام.

وأهدافها العامة بسيطة: استعادة 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، وعزل 250 مليون طن من الكربون، وتوليد 10 ملايين وظيفة خضراء في المناطق الريفية بحلول عام 2030.

ولتحقيق هذه الغايات، أدخلت البلدان المشاركة في المبادرة ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي في قطاعات الحراجة والزراعة (إعادة زراعة الغابات، واستعادة الأراضي، والحراجة الزراعية)؛ والمياه (الري المحسّن، وإدارة مستجمعات المياه، والآبار)؛ والتربة (إنشاء المساطب وتثبيت الكثبان الرملية لمنع تآكل التربة؛ وهبوب الرياح واندلاع الحرائق).

وبحلول عام 2019، وردت تقارير تفيد استعادة حوالي 4 ملايين هكتار في إطار مبادرة الجدار الأخضر العظيم، وجرى استعادة 17.8 مليون هكتار أخرى خارج مناطق التدخل.

وأكدت الصور الساتلية أن في كثير من المناطق، كان مد التصحر آخذا في التراجع أو حتى انعكاس المسار، ولكن لم يكن ذلك بالسرعة الكافية. وكشف التقديرات أن وتيرة الاستعادة يجب أن تزيد بمقدار أربعة أضعاف للوصول إلى هدف عام 2030.

ومع ذلك، لا تمتلك العديد من البلدان حتى الآن هياكل الإدارة البيئية أو القدرات المؤسسية والتنسيقية اللازمة لتحقيق هذا الإجراء الطموح المشترك بين القطاعات. وعلاوة على ذلك، من الصعب تتبع الأنشطة، وضمان استدامتها، إذ أن الفوائد لا تظهر إلا بعد سنوات عديدة.

ويمثل التمويل تحديا كبيرا آخر. فقد خُصص ما مجموعه 1.8 مليار دولار أمريكي للجدار الأخضر العظيم في الفترة بين عامي 2010 و2019. بيد أن تحقيق أهداف استعادة الأراضي سيتطلب استثمارا إضافيا يتراوح بين 3.6 و4.3 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.

ويتفق القادة الأفارقة ونظراؤهم في جميع أنحاء العالم على أنه: حان الوقت لبناء زخم جديد.

 

 

الصندوق والجدار الأخضر العظيم

في عام 2021، أعلن الصندوق أنه سيطلق برنامجا شاملا بالشراكة مع الصندوق الأخضر للمناخ؛ واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، سيستضيف مُعجِّل الجدار الأخضر العظيم إلى جانب وكالة الجدار الأخضر العظيم؛ وجميع البلدان والشركاء المشاركين تاريخيا في مبادرة الصندوق الأخضر العظيم. وسيساعد ذلك البلدان على تنفيذ النُهج التحويلية اللازمة لاستعادة الأراضي، والتربة والإنتاج الزراعي مع بناء القدرة على الوصول إلى الأسواق وتحسين التغذية.

والآن تبدأ المبادرات في إطار هذا البرنامج. فعلى سبيل المثال، تجلب مبادرة التمويل الأخضر الشمولي 2016 مليون دولار أمريكي لدعم الحصول على الائتمان من أجل الاستثمارات الزراعية الخضراء. ويستثمر برنامج الإدارة المتكاملة للمخاطر المناخية في أفريقيا 143 مليون دولار أمريكي لاستعادة الأراضي المتدهورة، وإنشاء نظم معلومات مناخية، وإتاحة سبل الوصول إلى التأمين الزراعي في سبعة بلدان.

وبالرغم من أن الصندوق شريك جديد نسبيا في مبادرة الجدار الأخضر العظيم، فإننا نعمل منذ سنوات على الإدارة المستدامة للأراضي في منطقة الساحل. واعتبارا من أواخر عام 2021، بلغت حافظتنا الاستثمارية في بلدان الجدار الأخضر العظيم 2.8 مليار دولار أمريكي. ويقود الصندوق أيضا برنامج النظم الغذائية القادرة على الصمود الذي يموله مرفق البيئة العالمية، والذي استعاد ما يقرب من نصف مليون هكتار من الأراضي المتدهورة في 12 بلدا من بلدان جنوب الصحراء الكبرى منذ عام 2017.

وإذا نجحنا في بناء هذا الخط الأخضر الرفيع، سيبدأ الشعور بالمنافع عبر منطقة الساحل والعالم. وسيعمل الجدار الأخضر العظيم على استعادة النظم الإيكولوجية الفريدة، واحتجاز الكربون، وتجنب التهديدات لسبل العيش والأمن الغذائي لأكثر من 135 مليون شخص. وقد يساعد ذلك أيضا على تقليل التوترات حول الموارد الشحيحة – وهو أحد الاعتبارات الهامة نظرا لأن منطقة الساحل عرضة للصراع. وسيعمل الجدار الأخضر العظيم على إيجاد سبل عيش لائقة في المنازل للأشخاص الذين قد لا يجدون خيارا سوى الهجرة.

تعرف على المزيد عن دعم الصندوق لمبادرة الجدار الأخضر العظيم.