Using evidence from IFAD’s Impact Assessments to inform the design of new projects

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

استخدام الأدلة المستمدة من تقييمات الأثر التي أجراها الصندوق للاسترشاد بها في تصميم المشروعات الجديدة

المقدر للقراءة دقيقة 8
©IFAD/Susan Beccio

استخدام الأدلة المستمدة من تقييمات الأثر التي أجراها الصندوق للاسترشاد بها في تصميم المشروعات الجديدة

بقلم Romina Cavatassi و Sara Savastano

يعد التمكين من التحول الريفي الشامل والعادل والمستدام جزءا أساسيا من رؤية الصندوق وولايته. ولكن للتأكد من أننا نستثمر فيما يصلح ولتحقيق أقصى قدر من التأثير، فإن مبادراتنا للتحول الريفي تتطلب تخطيطا وتنفيذا دقيقين للمشروعات يستندا إلى الأدلة.

ومن خلال استخلاص الدروس من عملنا على مدار أربعة عقود من الخبرة في الاستثمارات في المناطق الريفية، يمكننا أن نحدد طرقا لتحقيق التغيير المستدام. وهذا هو السبب وراء إجراء الصندوق لتقييمات الأثر لما لا يقل عن 15 في المائة من جميع المشروعات التي تُختتم خلال كل دورة تجديد للموارد. والنتائج تغذي كل شيء، بدءا من تقارير إنجاز المشروعات واستراتيجيات تصميم مشروعاتنا المستقبلية ووصولا إلى حوار السياسات.

وقد قررنا مؤخرا أن نلقي نظرة شاملة: أردنا تحليل الدروس المستفادة من هذه التقييمات من منظورات مختلفة واستنباط رؤى أوسع نطاقا.

وللقيام بذلك، اخترنا 17 تقييما للأثر أُجريت في الفترة بين عامي 2016 و2018. واستندنا في اختيارنا إلى المعايير الواردة في إطار الفعالية الإنمائية في الصندوق، والتصنيف حسب المنطقة والمساءلة على قابلية كل مشروع مرشح لتوسيع نطاقه وتقييمه، بالإضافة إلى انخراط البلد المعني في العمل الذي يلزم القيام به.

وقد قسّمنا المشروعات المختارة إلى أربع مناطق/فئات حسب خواصها المحددة: حماية البيئة، وتطوير سلسلة القيمة، وتطوير البنية التحتية المجتمعية، والتخطيط الإنمائي التشاركي. وجمعنا النتائج حسب نوع المشروع، ووصفنا الآثار والآليات التي نجحت أو لم تنجح في تحقيق النتائج، وما يمكن تحسينه.

وقد حلّلنا أيضا نظريات التغيير الخاصة بالمشروعات – أي الخطوات المحددة التي اتُخذت لتحقيق غايات المشروع – وقدمنا اقتراحات بشأن كيفية تجميع نظريات التغيير الأكثر فعالية التي تحقق آثار تحويلية حقيقية.

وللنتائج التي توصلنا إليها، والتي نُشرت في آخر تقرير تجميعي لدينا، آثار على كل العاملين في مجال التنمية الريفية – بدءا من العاملين على أرض الواقع ووصولا إلى الجهات المانحة التي تجعل هذا العمل ممكنا.

دروس للمستقبل

إن تحقيق التحول الريفي يتطلب العمل مع صغار المنتجين لتسويق الإنتاج الزراعي. وبينما يكون قول ذلك أسهل من القيام به، خاصة في الأماكن المعرضة بشدة لآثار تغير المناخ، قد تكون المكافآت كبيرة – إذا خططنا للأمر بعناية.

فعلى سبيل المثال، ثمة مشروع معني بالقدرة على الصمود في وجه المناخ في بنغلاديش أنشأ أسواقا وطرقا مقاومة للمناخ تساعد صغار المنتجين على الوصول إلى الأسواق على مدار العام، حتى أثناء الرياح الموسمية، عندما كان وجودهم تاريخيا محدودا أو معدوما. وقد أدى ذلك إلى زيادة دخولهم بنسبة 11 في المائة.

وفي غضون ذلك، ثمة مشروع معني بتحسين الأمن الغذائي في تشاد أنشأ مصارف مجتمعية للحبوب حتى يتمكّن المزارعون من تخزين الأغذية لموسم الجفاف وتأخير مبيعاتهم للحصول على سعر أفضل. ومع ذلك، لم يعكس هذا المشروع الأنشطة المصممة لمساعدة هؤلاء المزارعين على زيادة مشاركتهم في الأسواق، وهو ما كان من شأنه أن يحقق فوائد أكبر.

ويشير ذلك إلى نتيجة مهمة أخرى من عملنا. فالتحول الريفي يجب أن يُدرج نظرية تغيير مركزة تصف تحديدا ما نعتزم القيام به من أجل تحقيق هذا التحول وتحدد الافتراضات التي تقوم عليها هذه النظرية. وفي المقابل، يجب أن تكون أنشطة المشروع مركزة ومترابطة.

وثمة مشروع في نيبال استثمر في سلاسل القيمة للسلع عالية القيمة: التفاح، والزنجبيل، والخضروات غير الموسمية، والكركم، والفلفل الأسود، ولحوم الماعز. ومع هذا التركيز الشديد، استمتع المشاركون بزيادة بلغت 50 في المائة في الدخول السنوية.

وعلى النقيض من ذلك، ثمة مشروع في البرازيل دمج عددا من الأنشطة المتنوعة لدعم نظرية تغيير واسعة النطاق. وبينما كانت بعض التدخلات ناجحة للغاية، كان التحول على نطاق واسع محدودا.

ومع ذلك، يقدم مشروع البرازيل أيضا مثالا رائعا على كيفية تحقيق غايات المساواة بين الجنسين. فقد وضع هذا المشروع أسسا لتمكين المرأة في منطقه الأساسي، مع دمج المقاييس في نظرية التغيير. ونتيجة لذلك، أفادت التقارير زيادة مشاركة المرأة في الكفاءة الذاتية، أي إيمانهن بأنفسهن وقدراتهن، بنسبة 10 في المائة.

ولا يكون التحول الريفي مستداما إلا إذا أصبحت المجتمعات والأسر أكثر قدرة على الصمود. ويجب بناء القدرة على الصمود في منطق المشروعات نفسه، وتمكين الأشخاص ليس من التكيف مع تقلبات المناخ المتغير والصدمات الأخرى فحسب، بل وتمكينهم أيضا من أن يتوافر لهم "دليل" للاستراتيجيات يجب الرجوع إليه عند حدوث صدمات قوية ودراماتيكية، وإلا فستكون الفوائد عابرة.

وهذا ما حدث عندما تعرضت بعض مناطق أحد مشروعات التنمية المجتمعية الساحلية في اندونيسيا لعاصفة دمّرت زوارق القرى. وبالرغم من أن المشروع نجح في زيادة المخزونات السمكية وزيادة الدخل من خلال تجهيز الأغذية والأنشطة الأخرى، فقد تسبب فقدان الزوارق في مغادرة العديد من صيادي السمك لهذا القطاع كليا. وفي الوقت نفسه، ثمة مشروع في إثيوبيا استثمر في الري على نطاق صغير، وهو ما ساعد المزارعين على تعزيز قدرتهم على الصمود وزيادة عائدات المحاصيل في المواسم الرطبة والجافة على حد سواء.

وقد خلصنا إلى أنه لكي يظل أي مشروع مستداما على المدى الطويل، يجب أن يتضمن تدريبا تقنيا بحيث تُصان البنية التحتية حتى بعد انتهاء دعم المشروع. وعلاوة على ذلك، يجب أن تكون المشروعات الناجحة شفافة ومصممة بفهم السياقات المحلية والخلفية الثقافية.

التحول الريفي في عالم متغير

لكي تحدث تغييرات تحويلية، يجب علينا تغيير طريقة تعاملنا مع تخطيط ورصد مشروعات التنمية الريفية.

ويعني ذلك عموما أنه ينبغي تصميم المشروعات بنظريات تغيير مصممة خصيصا. فينبغي أن تحدد هذه المشروعات مجموعة من الأنشطة المركزة والمترابطة، وأن تحدد أهداف التمكين الجنساني والقدرة على الصمود، وأن تضع سبلا للحفاظ على الآثار التي تدوم.

وبهذه الطريقة، يمكننا تصميم مبادرات تساعد على معالجة بعض أكبر التحديات التي يواجهها العالم اليوم، بدءا من دعم صغار المنتجين في التكيف مع تغير المناخ، ووصولا إلى دمج شباب ونساء الريف في سلاسل القيمة من أجل مناظر طبيعية ريفية شمولية وحيوية اقتصاديا ومستدامة.

اقرأ التقرير الكامل هنا.

تعرف على المزيد عن عملية تقييم الأثر في الصندوق.