Three ways to harvest water in Brazil’s sertão

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

ثلاثة طرق لجمع المياه في منطقة سيرتاو في البرازيل

المقدر للقراءة دقيقة 8

تظهر في الصورة كل من السيدتين Maria da Conceição Costa Gonçalves وMaria Gabriela Gonçalves Albuquerque مع جزء من نظامهما لإعادة استخدام المياه الرمادية. © CETRA

منذ قرون، يعاني السكان الذين يعيشون في منطقة سيرتاو شبه القاحلة في البرازيل من نقص في المياه. وساعدت النظم التقليدية التي وضعوها للتضامن والعون المتبادل، مثل الصناديق العشبية: التقاليد تلتقي بالبراعة في سيرتاو البرازيلية، على التكيف مع الظروف المناخية القاسية.

ورغم ذلك، وعلى مدى العقود الأخيرة، بفضل الدعم من الصندوق والجهات الإنمائية الفاعلة الأخرى، اجتمعت البراعة الحديثة بالحكمة القديمة لمساعدة هذه المجتمعات المحلية على الحصول على بعض القطرات الإضافية من المياه من الطبيعة الأم.

لا مزيد من المياه الرمادية المهدرة

يتخلّص السكان الريفيون عادة في منطقة سيرتاو من المياه الرمادية- وهي المياه المتخلفة عن مصادر منزلية مثل المغاسل والاستحمام وغسل الملابس، من خلال مصارف مفتوحة للمياه. وإلى جانب كونها خطرا محتملا على الصحة (سواء من التلوث البكتيري أو باعتبارها جاذبة للحشرات)، يعتبر ذلك هدرا كبيرا: فللمياه الرمادية إمكانات إنتاجية هائلة، ولم تُستغل فعلا.

وهذا ما دفع الصندوق وجهات إنمائية فاعلة أخرى إلى تصميم نظام لاستخدام المياه الرمادية في الزراعة الأسرية. والنتيجة هي نظام لمعالجة مياه الصرف بسيط ومراع للبيئة يستخدم الكائنات الحية الدقيقة وديدان الأرض لتنقية المياه المدخلة.

وتجري معالجة المياه عن طريق مرورها عبر سلسلة من الخزانات. وفي الخزان الأول، تُستخرج المواد الصلبة وشبه الصلبة (مثل دهون الطهي)؛ وفي الخزان الثاني يجري التحلل اللاهوائي؛ أما الخزان الثالث فيقضي على مسببات الأمراض التي تجعل المياه غير صالحة للري أو للاستهلاك للحيوانات.

ويعتبر النظام رخيص التكلفة (حوالي 1000 دولار أمريكي)، وسهل البناء والصيانة، ولا يحتاج إلى منتجات كيمياوية. ولأسرة نموذجية تتألف من خمسة أفراد، يمكن للنظام معالجة حوالي 200 لتر من المياه الرمادية يوميا، على نحو يجعلها متاحة لإعادة الاستخدام في زراعة المحاصيل وتربية الماشية.

ويفخر كل من Aureliano Soares Martins وMaria Liduína Leal Martins، من مجتمع سيتيو أروويراس المحلي في ولاية سيارا، بنظام إعادة استخدام المياه الرمادية الخاص بهما.

وتوضح Maria:"خلال خمسة أشهر، أعدنا استخدام حوالي 000 18 لتر من المياه. وهذا ما يعادل تقريبا 50 في المائة من إجمالي الكمية التي نستخدمها في المنزل. وفي الفناء، نزرع مجموعة كبيرة متنوعة من الخضار والفاكهة والزهور. ومع تمتعنا بكمية آمنة من المياه، استقر إنتاجنا ودخلنا".

Aureliano Soares Martins بجانب أحد الخزانات التي يستخدمها لري محاصيله.

 © Fernanda Oliveira

خمسة عقود من حفظ المياه

ولسنا بحاجة إلى قول الواضح، ولكن من دون وسيلة لتخزين المياه، فإن الحياة في المناطق شبه القاحلة في البرازيل ببساطة لن تكون ممكنة. ولهذا السبب، فإن في المنطقة حوالي 1.3 مليون خزان يمكن أن تتسع جميعها معا 28 مليون متر مكعب من المياه للمساعدة في موسم الجفاف الذي يستمر لثمانية أشهر.

وإن أقدم خزانات في المنطقة والتي يعود تاريخها إلى سبعينات القرن الماضي، قد بنيت بمساعدة وكالات التعاون الدولية وحملات اضطلعت بها الأبرشيات. وثم في عام 1999، اقترح إعلان وقع عليه أكثر من 750 منظمة من منظمات المجتمع المدني بناء مليون خزان كجزء من برنامج أوسع نطاقا للتنمية المستدامة في المنطقة. ولا يزال هذا البرنامج بحد ذاته يعود بالفائدة على الأسر حتى يومنا هذا.

ويجري اختيار الأسر لإدخالها في البرنامج من قبل لجنة بلدية. وبمجرد أن تضمن الأسر إمدادات مياه الشرب الأساسية الخاصة بها في خزان صغير بسعة 000 16 لتر، يمكنها تقديم طلب للحصول على خزانات أكبر لتأمين مياه تكفي للإنتاج الزراعي. ويمكن أن يستوعب كل خزان منها ما يصل إلى 000 52 لتر - وهو ما يكفي لضمان إمدادات مياه ثابتة حتى في السنوات التي يقل فيها هطول الأمطار.

وضعت Heleno Bento de Oliveira وFrancisca Marte dos Santos من مجتمع لاجوا دو بريجينو في ولاية بارايبا نظاما بارعا على مدى السنوات.

وبدأتا بخزان واحد فقط. والآن أصبح لديهما مجموعة مترابطة مؤلفة من خمسة خزانات، وضِعت بشكل استراتيجي لمتابعة تدفق المياه عبر أراضيهما. وبشكل عام، يمكنهما تخزين ما يصل إلى 000 115 لتر من المياه.

ويقول Heleno بفخر: "إن الطبيعة تدلنا دائما على طريق المضي إلى الأمام.

خزان من الإسمنت بني بواسطة مواد من مصادر محلية من قبل مجتمع لاجوا دو جوا المحلي في ولاية سيارا مع دعم من مشروع باولو فريري. © CETRA

فرصة مع كل هطول للأمطار

وعندما تمطر فعلا في سيرتاو، تكون الأمطار غزيرة. وتتطلب الاستفادة إلى أقصى حد من هذه الانفجارات الشديدة، القدرة على تجميع كمية كبيرة من المياه في فترة زمنية قصيرة.

وهنا، أثبتت السدود الجوفية أنها مثالية. وبنيت هذه الهياكل عبر جداول موسمية صغيرة (أي تلك التي لا تدوم بعد موسم الأمطار) ولكن على عكس السدود النموذجية، فهي مصممة لالتقاط المياه وجمعها تحت الأرض. وتتألف من جدار أرضي منخفض العلو وقماش التاربولين المشمع الممدود تحت الأرض في خندق مغلق. وتصطدم تدفقات المياه بالجدار وتتغلغل في التربة ويحفظها التاربولين الذي يصل إلى طبقات التربة غير النفاذة. وبمجرد أن تتشبع التربة، يمكن لطبقات التربة هذه أن تبقى رطبة لمدة تصل إلى خمسة أشهر.

وتتراوح تكلفة السد الجوفي بين 000 1 دولار أمريكي و000 2 دولار أمريكي. ويمكن للسدود الجوفية الكبيرة تخزين حوالي 25 مليون لتر.

ومنذ أقل من عقد من الزمن، كان لدى أسرة Garci ، من مجتمع بينيدو المحلي في ولاية بارايبا، قطعة أرض واحدة فقط مزروعة ولم تكن تنتج ما يكفي لإطعام أنفسهم وماشيتهم. ولا يمكن لأحد أن يقول ذلك اليوم، فقد أصبحت أرضهم الآن مليئة بأشجار الفاكهة والمراعي التي تغذي حيوانات بصحة جيدة.

وحتى في السنوات التي يقل فيها هطول الأمطار، أصبحت هذه الأسرة تنتج الفاصوليا والذرة بوفرة وتبيع شهريا ما يقرب من الطن الواحد من لب الفاكهة- وهو الأساس لتلك العصائر البرازيلية الرائعة المذاق.

وكما يوضح  Iranildoالابن: "في السابق، كانت هذه التربة منهكة ولكن بفضل السد، استعادت خصوبتها".

الزراعة من جديد في الأراضي التي استعادت خصويتها بفضل سدّ جوفي.

© Vinícius de Brito Lima

اقرأ المزيد بشأن عمل الصندوق في  البرازيل.

انقر هنا لمعرفة المزيد بشأن تقنيات التكيف في المناطق شبه القاحلة (متاح باللغتين الإسبانية والبرتغالية فقط).