Why invest in climate change adaptation? Your questions answered

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

لماذا الاستثمار في التكيف مع تغير المناخ؟ الإجابة على أسئلتكم

المقدر للقراءة دقيقة 7
©IFAD/David Rose

لماذا الاستثمار في التكيف مع تغير المناخ؟ الإجابة على أسئلتكم  

صدر الجزء الأول من تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في وقت سابق من هذا العام. وقد أكد التقرير ما كان يقوله الكثيرون منذ وقت طويل: إن تغير المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان يحدث الآن. وبعض آثاره لا رجعة فيها بالفعل، بينما بعض آثاره المستقبلية حتمية. ومن المتوقع أن يزداد الاحترار العالمي بنسبة 1.5 درجة مئوية خلال العشرين سنة القادمة. 

والكثير من الأشخاص في كل أنحاء العالم، ولا سيما صغار المنتجين الزراعيين، يعانون بالفعل من ظواهر الطقس الأكثر تطرفا على نحو أكثر تواترا. 

وبينما يجتمع قادة العالم من أجل الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهو مؤتمر القمة العالمية المعنية بتغير المناخ، اخترنا بعض الأسئلة التي تردنا عن الأسباب التي تدعو إلى مساعدة أشد سكان الريف فقرا في العالم على التكيف مع المناخ المتغير وكيفية عمل ذلك. 

لماذا يحتاج صغار المنتجين إلى التكيف مع آثار تغير المناخ؟   

مع تغير المناخ، تتغير الشروط التي تعمل الزراعة على أساسها، بحيث تنخفض غلال المحاصيل، وتتغير مواسم الزراعة، وتتوفر كميات أقل من المياه العذبة. 

وظواهر الطقس المتطرفة مثل العواصف والجفاف تدمر المحاصيل، وتهلك الثروة الحيوانية، وتدمر البنية التحتية. ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى خفض غلال المحاصيل الأساسية بنسبة تتراوح بين 50 و90 في المائة في جميع أنحاء أفريقيا الجنوبية بحلول عام 2050. فعدد السكان يزداد بينما يتسبب التصحر في تقليص الأراضي الصالحة للزراعة. وفي منطقة الساحل، تبتلع الصحراء ملايين الهكتارات من الأراضي كل عام.  

وهذا أمر مدمر بالنسبة لصغار المنتجين لأنهم لا يملكون الموارد اللازمة للتعويض والتكيف. وهو يؤدي إلى الجوع والفقر والاضطرابات المدنية والنزاعات وإلى هجرة السكان بحثا عن حياة أفضل في أماكن أخرى. 

أليس من الأفضل التخفيف من آثار تغير المناخ بدلا من التكيف معها؟ 

من الضروري اتخاذ تدابير التخفيف والحد بسرعة من الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة، وإلا واجه العالم مخاطر تغير المناخ الجامح الذي لن يؤدي إلا إلى زيادة الحاجة إلى التكيف وتكلفته في نهاية المطاف. 

ومع ذلك، فإن أشد السكان ضعفا في العالم يعانون بالفعل من آثار تغير المناخ اليوم. ففي منطقة هاور المنتجة للأرز في بنغلاديش، على سبيل المثال، تحدث الفيضانات المفاجئة المدمرة في كثير من الأحيان، وتجرف معها المحاصيل والماشية. 

والاستثمار في التكيف الآن لا يقل أهمية عن التخفيف، وبالتالي لا نخسر التقدم المحرز عالميا في تحسين صحة البشر ورفاههم. كما أنه ضروري لأمن النظم الغذائية العالمية. 

وهذه مسألة تتعلق بالعدالة المناخية – تتمثل في وضع الأشخاص الأشد ضعفا، أولئك الذين يرزحون تحت رحمة تغير المناخ اليوم، في صميم العمل المناخي. 

وبالنسبة للبلدان النامية، حيث يوجد معظم صغار المنتجين، فقد حان الوقت لاتباع استراتيجية مختلفة: لمساعدة الأشد ضعفا على التكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ. 

كيف يمكن للعالم دعم جهود التكيف مع تغير المناخ؟ 

إن الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ هو فرصة العالم لإعادة التفكير في كيفية مساعدة أشد الأشخاص ضعفا على التكيف. 

أولا، يجب ملء فجوة التمويل. فالبلدان النامية تحتاج إلى ما بين 180-300 مليار دولار أمريكي سنويا بحلول عام 2030 للتكيف. ومع ذلك، فإن هدف البلدان المتقدمة المتمثل في توفير 100 مليار دولار أمريكي سنويا كتمويل مناخي بحلول عام 2020 لا يزال غير محقق. ويذهب فقط 1.7 في المائة من التمويل المناخي العالمي إلى صغار المزارعين في البلدان النامية. وهذا غير كاف للأسف. 

ثانيا، يجب أن يكون هناك اتفاق على ما يعنيه التكيف وكيفية قياس التقدم المحرز. 

ثالثا، يجب على الشركات أن تجعل استثماراتها البيئية، والاجتماعية والمتعلقة بالحوكمة – التي تبلغ حاليا حوالي 40 تريليون دولار أمريكي – أكثر فعالية من خلال ربطها بالآثار الفعلية لتعكس التكاليف الحقيقية للإنتاج. 

وعلينا أن نجمع الأدلة عن أي الحلول تعمل وكيف، ومن أو ماذا تستبعد. والتجربة والخطأ أمر ضروري للابتكار، ولكنه يتطلب آليات تمويل قوية، والقبول بأن الفشل قد يسبق النجاح. 

هل يمكن للتكيف والتخفيف العمل معا؟ 

نعم، يمكن أن يكون للتكيف فوائد تخفيف مشتركة. بعبارة أخرى، فإن مساعدة صغار المزارعين على التكيف يمكن أن تساعد أيضا على التخفيف من آثار تغير المناخ. وحوالي 95 في المائة من مزارع العالم تقل مساحتها عن 5 هكتارات، ولكنها تشكل معا خمس الأراضي الزراعية في العالم. ويمكنها بشكل جماعي المساهمة على نحو كبير في التخفيف من آثار تغير المناخ. 

وباستخدام الأسمدة العضوية وتقنيات الحراجة الزراعية، يمكن للمزارعين احتجاز الكربون. ويمكن لممارسات الري الموفرة للمياه الاحتفاظ بالكربون العضوي في التربة. وتعزز الحلول القائمة على الطبيعة والإيكولوجيا الزراعية التنوع البيولوجي، مع احتجازها للكربون وتعزيزها للقدرة على الصمود. وعلى سبيل المثال، ساعد إصلاح الأراضي في النيجر على زيادة الغلال في المناطق المروية بنسبة 40 في المائة، مع تخفيف ما يقدر بنحو 1.2 طن من ثاني أكسيد الكربون للهكتار الواحد سنويا. 

ماذا يعمل الصندوق فعلا لمساعدة صغار المنتجين على التكيف؟ 

في الصندوق، نساعد صناع السياسات والمؤسسات الزراعية على دعم صغار المنتجين، وإقامة استثماراتهم على أساس معلومات عالية الجودة بشأن المخاطر المناخية. ونوثّق الدروس المستفادة من الزراعة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ لكي يتمكن الآخرون من التعلم منها.  

ونستثمر في تمكين المرأة، ونضمن أن يكون لصغار المنتجين رأي في صنع القرار. ونعزز فرص شباب الريف، ونعمل مع الشعوب الأصلية لجعلهم يتصدرون عملية تحويل النظم الغذائية الخضراء. 

وصغار المنتجين يزرعون ويصنعون الأغذية التي يأكلها بقية السكان، بينما يحاولون كسب لقمة العيش على الخطوط الأمامية في مواجهة تغير المناخ. وأملنا العالمي في مستقبل مستدام، ومنصف، وأكثر اخضرارا، نحقق فيه أهدافنا في التنمية والمناخ، ويكمن في مساعدتهم على التكيف. ومن خلال مهمتنا الفريدة، أصبح الصندوق رائدا في مجال التكيف مع تغير المناخ.