السياق

في 9 يوليو/تموز 2011، أصبحت جمهورية جنوب السودان أحدث دولة في العالم. وذلك بعد استفتاء على الاستقلال أجري في يناير/كانون الثاني 2011، صوّت فيه 99 في المائة من الناخبين في جنوب السودان لصالح الانفصال عن الشمال.

وحتى قبل الاستقلال، كانت السلطات في الجنوب تقوم بأنشطة إنمائية. ولكن على الرغم من بعض الإنجازات، تبقى هناك تحديات جسيمة كثيرة. فقد تسببت الحرب الأهلية السودانية التي استمرت 21 عاما في خسائر بشرية هائلة، وأفقرت جنوب السودان. 
يواجه جنوب السودان تحديا مزدوجا يتمثل في التعامل مع تركة الصراع واستمرار عدم الاستقرار، إلى جانب احتياجات إنمائية هائلة. ويعيش أكثر من نصف السكان دون خط الفقر الدولي. 

ويعيش معظم السكان الفقراء في البلد في المناطق الريفية التي تعد موطنا لنسبة 84 في المائة من السكان. وتبقى العلاقة بين حكومة جنوب السودان في جوبا وحكومة السودان في الخرطوم متوترة بسبب الاشتباكات العسكرية المتقطعة. ولا تزال هناك عدة قضايا رئيسية – بما في ذلك تقاسم عائدات النفط، وترسيم الحدود، والتجارة عبر الحدود، والمواطنة - يتعين حلها بين الدولتين.

يرتبط الفقر الريفي في جنوب السودان بالصراع الطويل، وتشريد السكان، وسوء تغطية الخدمات الأساسية، والعزلة الجغرافية، ونقص العمالة الماهرة، وانخفاض الإنتاجية. 

والنتيجة هي الفقر المتأصل، والخيارات المحدودة للحراك الاجتماعي والاقتصادي. وقد تم تحديد الزراعة باعتبارها المحرك الرئيسي للتنمية الاقتصادية والريفية.

البلد فتيّ جدا مع ثلثي السكان دون سن 30 عاما.

الاستراتيجية

الصندوق ملتزم بالحفاظ على حضوره وتعزيزه في جنوب السودان، ويعمل مع الحكومة والشركاء الإنمائيين الآخرين. وتعد الزراعة مجالا حاسما للتدخلات المنسقة، نظرا لإمكاناتها الاقتصادية كبديل لإنتاج النفط، وكونها وسيلة لخلق فرص العمل للشباب، وقدرتها المثبتة على الحد من الفقر، وزيادة الأمن الغذائي.

يتطلب تعظيم مساهمة الزراعة في النمو الاقتصادي في جنوب السودان تحسين إنتاجية المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، ووصولهم إلى الأسواق، وتدعيم نظم التوزيع. 

وتشدد استراتيجيتنا على أهمية توطين المجتمعات التي ظلت في تنقل مستمر لأكثر من 20 عاما بسبب النزاعات والأخطار الطبيعية. وهناك حاجة أيضا لتحسين أصناف البذور، وتحسين المحتوى التغذوي للمحاصيل الغذائية، والمكافحة الفعالة للآفات، وغيرها من التحسينات العلمية والتكنولوجية لتعزيز الإنتاجية. 

تشمل الأنشطة الرئيسية ما يلي:

•  زيادة إنتاج المحاصيل عن طريق توسيع المناطق المزروعة؛
•  تعزيز المؤسسات الحكومية؛
•  تنمية القدرات على المستوى المجتمعي لتحسين إنتاج المحاصيل، وإدارة الموارد الحيوانية، واستخدام المياه؛
•  توفير المدخلات الزراعية المحسنة للأسر الضعيفة من خلال النظم المستندة إلى السوق؛
•  توسيع فرص وصول المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة إلى التكنولوجيات المناسبة، والأسواق، والبنية الأساسية المملوكة من قبل المجتمع المحلي؛
•  المساهمة في الاعتماد على الذات، وخلق رأس المال الاجتماعي في المناطق الريفية.

ولكن بعد أكثر من عقدين من الصراع، فإن تحقيق هذه الأهداف يمثل تحديا. على سبيل المثال، هناك دعم واسع لبناء الطرق الريفية، ولكن هناك العديد من العقبات، بما في ذلك نقص الموارد، وارتفاع التكاليف، والقدرة المحلية المحدودة لبناء الطرق، وتشغيلها، وصيانتها.

ولوضع أولويات قائمة على الأدلة للاستثمار الزراعي في جنوب السودان، تحتاج الحكومة وشركاؤها إلى المزيد من المعلومات حول المزارع وممارسات الإنتاج. 

وتحقيقا لهذه الغاية، دعمت منح الصندوق تحليلا للصمود وسبل العيش الريفية أجرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، فضلا عن رسم خرائط الفقر من قبل المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة. وبالإضافة إلى ذلك، دعمت منح صغيرة من الصندوق منظمتين غير حكوميتين تعملان في جنوب السودان، منظمة BRAC، ومنظمة AMURT.