Annual Report 2021 (COPY) (COPY)

Annual Report
2021

تمهيد بقلم رئيس الصندوق

©IFAD/Daniele Bianchi

©IFAD/Daniele Bianchi

استهل العالم عام 2021 وقد خيّمت عليه أجواء من عدم اليقين العميق. ولم يكن أمامنا الكثير من الوقت لإبقاء الزيادة في درجات حرارة العالم عند أقل من درجتين مئويتين، وكان الجوع آخذا في الازدياد، وبدا هدف التنمية المستدامة 2 أبعد منالا من أي وقت مضى. وكنا لا نزال نعاني من آثار جائحة كوفيد-19.

إن السكان الريفيين هم أول من يشعر بآثار ذلك كله، ولابد أن يكونوا محور الحلول. وكان عام 2021 هو العام الذي اكتسب فيه هذا الواقع أخيرا مزيدا من الاهتمام والزخم على نطاق واسع على الساحة العالمية. لقد كان عاما بات فيه السكان الريفيون وقدرة المجتمعات الريفية على الصمود - والدور المحدد للصندوق - محور جدول الأعمال العالمي على نحو غير مسبوق. ومن هذا المنطلق، يواصل الصندوق اتخاذ إجراءات لتوسيع نطاق عملنا في بناء قدرة سُبل عيش السكان الريفيين على الصمود في العالم أجمع.

ومن الملامح البارزة الرئيسية خلال العام مؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النُظم الغذائية، ومؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيُّر المناخ (الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف) في غلاسكو، ومؤتمر قمة التمويل المشترك لعام 2021. وكان من الحاسم أن يكون السكان الريفيون في صميم الحلول المتفق عليها في تلك الأحداث العالمية الرئيسية، والاعتراف بأن الاستثمار في سُبل عيشهم لا غنى عنه لمستقبل أكثر إشراقا وأكثر قدرة على الصمود.

واستطعنا بفضل ما ينفرد به الصندوق من معرفة متأصلة في العديد من الدراسات الموثوقة التي أصدرناها في عام 2021 أن نؤكد حاجتنا إلى نُظم غذائية توفّر العمل اللائق والدخل لجميع من يزرعون غذاءنا ويجهزونه ويخزنونه ويسوقونه. واستطعنا من خلال ذلك تقديم حلول محددة لبلوغ تلك الغاية – تراوحت بين تهيئة فرص العمل الريفي من خلال المشروعات الصغيرة المحلية وإعطاء الأولوية لتكيُّف صغار المزارعين مع تغيُّر المناخ وجعل الأنماط الغذائية الصحية متاحة للجميع. ومن بين الدراسات التي أطلقناها في عام 2021 تقريرنا الرئيسي عن التنمية الريفية الذي كرسناه لموضوع تحويل النُظم الغذائية من أجل الازدهار الريفي، وأصدرناه قبل انعقاد مؤتمر قمة النُظم الغذائية. ونشرنا أيضا تقارير بحثية في سياق الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف لإبراز الحاجة إلى استثمارات في التكيُّف مع تغيُّر المناخ. وأتاح التقرير التقني عن الحلول القائمة على الطبيعة وسلسلة تقارير تحليل المخاطر المناخية التي نصدرها تحت عنوان ماذا يمكن للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة زراعته في عالم أكثر احترارا؟ أدلة وأمثلة تؤيد دعوتنا إلى زيادة الاستثمار في التكيُّف من أجل صغار المزارعين. وتمثل البيانات والأدلة الحديثة والرؤى والتوصيات الجديدة طريقة مهمة يستخدمها الصندوق للتأثير في النقاشات والدفاع عن فقراء الريف على الساحة العالمية.

لقد كنا في حاجة إلى إيصال فقراء الريف أنفسهم إلى الساحة العالمية كي يتمكنوا من عرض مخاوفهم وحلولهم على قادة العالم. ووجدنا طرقا عديدة لعقد حوارات مع السكان الريفيين ومنظماتهم باستخدام أدوات مثل المذياع للوصول إلى من يُستبعدون في العادة من المناقشات، وتوثيق آراء السكان الريفيين من خلال موقع شبكي مكرس لصوت الريف. وعملنا أيضا على قدم وساق في عملية الحوارات الرسمية لمؤتمر قمة النُظم الغذائية، ولا سيما من خلال تنظيم الحوارات وتوجيه التمويل إلى منظمات المزارعين ومنظمات الشعوب الأصلية لدعمها في عقد حواراتها. وقمنا بإيصال أصوات الريف إلى الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف بوسائل شملت إعلاء صوت السكان الريفيين على الساحة العالمية خلال 31 حدثا قمنا ببثه للجماهير على الهواء وبالوسائل الافتراضية من خلال جناح للصندوق أنشئ خصيصا لهذا الغرض. وأتاحت تلك المبادرات للسكان الريفيين فرصة قيّمة للتأثير في القرارات العالمية التي تمسّهم.

وأتت تلك الجهود أكلها. وإن من دواعي سرورنا أن من النتائج التي أفرزها مؤتمر قمة النُظم الغذائية تشكيل ائتلاف عمل معني بالعمل اللائق والدخول والأجور المعيشية لجميع العاملين في النُظم الغذائية سيشترك الصندوق مع منظمة العمل الدولية في قيادته.

ولكن عام 2021 لم يقتصر على التأثير في الآخرين. لقد كان علينا أيضا أن نواصل مسيرة الحديث كمنظمة من أجل إيجاد سُبل للحصول على مزيد من الاستثمار في المناطق الريفية التي تحتاج إليه، وتوسيع نطاق أثر ذلك الاستثمار.

وكان التجديد الثاني عشر لموارد الصندوق علامة بارزة مهمة. لقد أرسل أعضاؤنا إشارة مهمة بشأن طموحنا الذي نصبو إليه من خلال تحديد أعلى هدف على الإطلاق لتعبئة الموارد - 1.55 مليار دولار أمريكي من المساهمات الأساسية لفترة التجديد الثاني عشر لموارد الصندوق 2022-2024. وتُمثل هذه النتيجة رؤية مقنعة بشأن دور الصندوق في المساهمة في التعافي العالمي، وإعادة البناء، والقدرة على الصمود في عالم ما بعد الجائحة.

وبينما ستظل المساهمات الأساسية ركيزة نموذجنا المالي، سنواصل بذل المزيد للاستفادة من مصادر التمويل التكميلية. ويُشكل التمويل المناخي محور تركيز رئيسي لهذه الجهود، وخلال السنوات الثلاث الماضية، قمنا بتعبئة نحو 300 مليون دولار أمريكي من مصادر مثل مرفق البيئة العالمية، والصندوق الأخضر للمناخ، وصندوق التكيُّف. وسيساعدنا ذلك على الوفاء بالتزامنا بضمان وصول التمويل المناخي العالمي إلى صغار المزارعين.

وبفضل تصنيفنا الائتماني AA+ الذي حصلنا عليه، اكتسبنا مكانة تجعلنا قادرين على تكميل مساهمات تجديد الموارد الأساسية بموارد مقترَضة من خلال إطار الاقتراض المتكامل الذي وضعناه مؤخرا، بينما نسعى أيضا إلى زيادة التمويل المشترك المحلي والدولي. وفي عام 2021، انطلقت أولى خطواتنا نحو تنفيذ إطار الاقتراض المتكامل، وفي يونيو/حزيران، أطلقنا إطار تمويل التنمية المستدامة، مستهدفين من وراء ذلك مجموعة مختارة من المستثمرين المؤثرين الذين لديهم اهتمام واضح بدعم رسالتنا. وسنوجه الأموال التي تُجمع من خلال إطار تمويل التنمية المستدامة تماما إلى المشروعات التي تدعم السكان الذين نستهدفهم: السكان الريفيون الأفقر والأشد ضعفا والأكثر معاناة من التهميش.

والواقع أننا في الوقت الذي نقوم فيه بتنويع قاعدة تمويلنا، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نضمن توجيه 100 في المائة من الاستثمارات التي نُشارك فيها إلى السكان الريفيين الفقراء وأن تكون تلك الاستثمارات مستدامة بيئيا. ولهذا الغرض، نجعل الاعتبارات البيئية والاجتماعية ومسائل الحوكمة جزءا لا يتجزأ من استثماراتنا بالإضافة إلى بناء استثماراتنا في السندات الخضراء والأوراق المالية الأخرى التي تراعي المواضيع البيئية والاجتماعية والحوكمة. ونحمل راية الدعوة إلى المبادئ العشرة للاتفاق العالمي للأمم المتحدة ونحرص على الالتزام الصارم بها في استثماراتنا. ويعني ذلك أننا نستبعد بصورة منهجية المنتجات والخدمات وممارسات الأعمال غير المتوافقة مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، ومبادئ العمل والبيئة ومكافحة الفساد.

ونعمل أيضا على تعزيز ثقافة تنظيمية قوامها الشمول والإنصاف والاستدامة. وفي سبيل تحقيق ذلك، أطلقنا في عام 2021 نهجا على نطاق المنظمة يُعطي الأولوية للتنوع والإنصاف والشمول على نطاق الصندوق. وسنكفل في نهاية المطاف أن بوسع كل فرد يعمل في الصندوق المساهمة في تحقيق كامل إمكاناته اعتمادا على ما ينفرد به من قدرات من أجل المساعدة على تحقيق مهمة الصندوق. وأجرينا أيضا استقصاءً على نطاق الصندوق لتقدير الخبرات المتعلقة بمسائل خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز وتحديد ما نحتاج إليه من إجراءات كفيلة بألا يكون لذلك وجود في الصندوق.

ويُشكل الالتزام بالعمل المستمر من أجل تحسين الكفاءة جزءا محوريا من ثقافتنا التنظيمية. ونواصل التركيز على الابتكار والتكنولوجيات الحديثة لإيجاد حلول لتحديات الأعمال. وفي عام 2021، قمنا بتعميم برنامج مؤسسي للتشغيل التلقائي يُركز على استخدام الذكاء الاصطناعي. وانصبّ التركيز حتى الآن على التشغيل الآلي للمعاملات، انطلاقا من نهج مدفوع بالموظفين لتحديد مهام التشغيل الآلي. ومن الأمثلة على ذلك التحميل الآلي لنتائج المشروعات والعمليات الآلية لإدراج أسعار الصرف واستخدام نوافذ الدردشة للتعامل مع الاستفسارات في العديد من مجالات أعمالنا الكبيرة الحجم.

ولا بد من الابتكار من أجل تحقيق تحسينات مستمرة في الكفاءة، وأطلقنا في نهاية عام 2021 مسابقة الصندوق لتحدي الابتكار الثاني لدمج الابتكار في عملنا وممارسات أعمالنا، وركزنا بصفة خاصة على "الابتكارات من أجل ثقافة التغيير". ونحن على قناعة من أن الشباب يُشكلون صميم الابتكار، وقمنا خلال العام بتعزيز فرص للشباب المبتكرين في الصندوق للنماء والمساهمة في جهود الابتكار على نطاق الأمم المتحدة من خلال برنامج توجيه الشراكات المشترك بين الصندوق وكلية موظفي منظومة الأمم المتحدة باستخدام مجموعة أدوات الأمم المتحدة للابتكار. وساهمت شبكة شباب الصندوق بدور نشط للغاية في هذا المجال، مما يضع الابتكار في صميم جهود الأمم المتحدة لإحداث التغييرات اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفيما يتعلق بالاستدامة، حافظنا في مبنى مقرنا على الشهادة البلاتينية للريادة في مجال التصميم المراعي للبيئة والطاقة، وهي أعلى شهادة متاحة على نطاق العالم في مجال البناء المراعي للبيئة. ويعود الفضل في ذلك إلى مبادرات مثل تحسين التنوع البيولوجي في مبانينا وجمع الطاقة المتجددة والحد من النفايات غير القابلة للتدوير.

لقد كان عام 2021 عاما ساعدنا فيه على وضع العديد من لبنات البناء الأساسية لتحقيق انتعاش عالمي قوي وشامل. وواصلنا النهوض بالإصلاحات التي نحتاج إليها من أجل الدفع نحو التغييرات التي نود أن نلمسها في العالم. ويسرني أن الجماهير الدولية قد استمعت إلينا، وربما أكثر من ذلك، لأنها استمعت إلى أصوات السكان الريفيين التي نقلناها إلى الأحداث العالمية الكبرى خلال العام. ولا يساورني أدنى شك في أن الصندوق سيواصل في السنوات المقبلة البناء على ما حققناه والوفاء بأهدافه النبيلة والجديرة بالثناء.

إننا الآن في عام 2022 ونتعامل بالفعل مع صدمات جديدة. ولكي نتمكن من القيام بذلك، علينا التعلم من نتائج ودروس عام 2021، بما في ذلك كيفية عملنا مع السكان الريفيين لبناء قدرتهم على الصمود في وجه الجائحة. وهذه الدروس أساسية لما ننهض به الآن لتوسيع نطاق عملنا ولتوفير الدعم الحاسم للسكان الريفيين المتأثرين بالاختلالات التي أصابت النُظم الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا - والتي اتخذنا بشأنها مبادرة مكرسة خصيصا للاستجابة للأزمات.

وبينما أستعد لمغادرة الصندوق، يغمرني شعور عميق بالامتنان لكل ما استطعنا تحقيقه. لقد كان شرفا وامتيازا لي أن أخدم هذه المنظمة، وأعتقد أن الصندوق يتبوأ الآن مكانة تؤهله لأداء دور رئيسي في تحقيق تغيير دائم وهادف لأشد الناس ضعفا في العالم.

إن الصندوق وموظفيه والسكان الريفيين الذين يخدمهم سيبقون دائما قريبين من قلبي.

وأعلم أن هذه المنظمة - بفضل الدعم المستمر من الشركاء، وخاصة الدول الأعضاء - ستواصل أداء مهمتها التاريخية التي تصبو من خلالها إلى تحقيق مستقبل لا يعاني فيه أي شخص من السكان الريفيين من الفقر أو الجوع.

Improved irrigation systems and climate protection measures mean that farmers in Villa Abecia can provide their families with more nutritious food and have more produce to sell.

©IFAD/Juan I. Cortés

©IFAD/Juan I. Cortés

لمحة سريعة
عن عام 2021

استهل العالم عام 2021 وهو على حافة الهاوية. ونعلم جميعا أن المسار الذي كنا نسلكه:

لم يكن مستداما

يمضي الكوكب نحو الاحترار بأكثر من 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وهو وضع سيفضي إلى مفاقمة موجات الحر والفيضانات والجفاف الفتاكة. ومن شأن ذلك أن يُعجّل أيضا بالتهديدات التي تتعرض لها نُظم إنتاج الأغذية وسُبل عيش أفقر الناس وأشدهم ضعفا في العالم.

لم يكن منصفا

يمتلك أغنى 1 في المائة في العالم أكثر من ضعف ثروة 6.9 مليار شخص، وتزداد التفاوتات سوءا: يبلغ دخل النصف الأفقر من العالم نحو نصف ما كان يحصل عليه قبل قرنين.

مضى بنا نحو نتائج مزرية، وخاصة بالنسبة للأشخاص الأفقر والأشد ضعفا

تُشير آخر التقديرات إلى أن عدد من كانوا يعانون من الجوع في عام 2020 تراوح بين 720 مليون و811 مليون شخص، بزيادة تربو على 100 مليون شخص مقارنة بعام 2019.

وفي عام 2021، احتجنا إلى رسم مسار جديد. وحان الوقت للعمل معا وإصلاح النُظم المتعثرة. وفيما يلي أبرز معالم العام:

مؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النُظم الغذائية

مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيُّر المناخ (الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف)

مؤتمر قمة التمويل المشترك

وتتقاطع الحاجة الملحة (والمترابطة) إلى تحويل النُظم الغذائية والحد من حالات الطوارئ المناخية مع عمل الصندوق. وساهمنا بالكثير في بناء توافق في الآراء بشأن الإجراءات المطلوبة وكيفية تمويلها.

لتشكيل نقاشات محورها النُظم الغذائية والمناخ، قمنا بما يلي:

إعلاء صوت السكان الريفيين في الساحة العالمية

تقديم الريادة الفكرية من خلال تقريرنا الرئيسي عن التنمية الريفية الذي أصدرناه بعنوان تحويل النُظم الغذائية لتحقيق الازدهار الريفي

تقاسم الدروس المستفادة من عملنا بشأن كيفية مواجهة التحديات العالمية

تجميع الرسائل الرئيسية المختصرة والتي يمكن استيعابها بسهولة

الدعوة إلى إحداث تغيير إيجابي من خلال وسائل الإعلام العالمية

شملت الحلول التي قدمناها إلى العالم من عملنا خلال مؤتمر قمة النُظم الغذائية وأثناء الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف ما يلي:

الاستثمار في التكيُّف مع تغيُّر المناخ لصالح صغار المزارعين

إعطاء الأولوية للحلول القائمة على الطبيعة

بناء قدرة سُبل عيش السكان الريفيين على الصمود في وجه جائحة كوفيد-19 والتهديدات الأخرى

التركيز على إدراج المجموعات المهمشة تقليديا، مثل النساء والشباب

وكان هناك اهتمام إعلامي قوي بعملنا ورسائلنا. وأثناء الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف، لاقت دعوتنا إلى زيادة الاستثمارات في التكيُّف مع تغيُّر المناخ اهتماما عالميا كبيرا - أسفر عن أكثر من 200 1 تقرير في وسائل الإعلام الرئيسية. وأبلغ السكان الريفيون الذين نقلنا صوتهم إلى الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف ومؤتمر قمة النُظم الغذائية، قادة العالم بوضوح وبعبارات مقنعة ما يحتاجون - وما نحتاج - إليه من أجل مستقبل أفضل.

"ما يساعدنا هو الحصول على التكنولوجيا والآلات التي تمكننا من التجريب والعمل المثمر." Shirley Casachagua، صانعة فخار من بيرو

"تسبب تغيُّر المناخ في حدوث جفاف وقلل من قدرتنا على الحصول على المياه. وأثر ذلك على محصول القمح." Temesgen Tchane، مزارع قمح من إثيوبيا

"نحتاج إلى مخططات للمساعدة المالية، مثل القروض، كي نتمكن من تحمل تكلفة حبوب القمح." Shabana Bibi، مزارعة وخياطة من باكستان

نعلم ما نريد أن نحققه ونعرف كيف نحققه. ولكننا نعلم أيضا أن تحقيق أثر على النطاق المطلوب يتطلب منا اتخاذ وضع يمكننا من تحقيق أكثر مما حققناه، وهو أن نصل إلى مزيد من الأشخاص، لزيادة تأثيرنا. وهذا هو ما دفعنا في عام 2021 إلى:

زيادة عدد الأشخاص الذين نصل إليهم

كشف تقرير الفعالية الإنمائية للصندوق لعام 2021 عن أن الصندوق يتجاوز وعوده بشأن عدد الأشخاص الذين نصل إليهم. وتشير آخر البيانات إلى أن الصندوق وصل في عام 2020 إلى 128 مليون شخص، أي أكثر من العدد المستهدف، وهو 120 مليونا. وتحقق أيضا توازن جيد من حيث الجنس والعمر: 49 في المائة من المستفيدين المباشرين كانوا نساء، بينما شكل الشباب 22 في المائة. وفي ظل نجاح التجديد الثاني عشر لموارد الصندوق (التجديد الثاني عشر للموارد)، وتحسن ما نستخدمه من أدوات في الاستهداف، وزيادة الحضور القطري من خلال اللامركزية، نتوقع أن نشهد تزايدا في هذه الأرقام في السنوات المقبلة.

وضع هدف قياسي لتعبئة الموارد من دولنا الأعضاء

انضمت في 16 فبراير/شباط 2021 الدول الأعضاء في الصندوق إلى الاجتماع الأخير لهيئة المشاورات الخاصة بالتجديد الثاني عشر للموارد، وتعهدت بمستوى قياسي من المساهمات المالية للفترة البرامجية 2022-2024. وكانت النتيجة في نهاية المشاورات حوالي 1.1 مليار دولار أمريكي من المساهمات الأساسية. وشكل التجديد الثاني عشر للموارد علامة بارزة هامة. ووجهت الدول الأعضاء إشارة هامة بشأن الدور العالمي للصندوق من خلال وضع أعلى مستوى مستهدف على الإطلاق لتعبئة الموارد من أجل تمكين الصندوق من مضاعفة أثره وتعميقه بحلول عام 2030. وتُبلور نتيجة التجديد الثاني عشر لموارد الصندوق رؤية للأثر الذي سيحققه الصندوق، مع التركيز بصفة خاصة على التعافي في مرحلة ما بعد الجائحة، وإعادة البناء، والقدرة على الصمود.

الإمساك بزمام الريادة الفكرية في المواضيع العالمية الرئيسية المؤثرة على السكان الريفيين، والدعوة إلى حلول السياسات التي تُحسن حياتهم

لقد كرسنا جهودا كثيرة للفت انتباه العالم إلى ما اكتسبناه من معارف من عملنا. ونشرنا تقريرنا الرئيسي عن التنمية الريفية تحويل النُظم الغذائية لتحقيق الازدهار الريفي، في الفترة التي سبقت مؤتمر قمة النُظم الغذائية، وأجرينا دراسة رئيسية بعنوان ماذا يمكن للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة زراعته في عالم أكثر احترارا؟ بالتزامن مع الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف. وتشمل مصادر المعرفة الأخرى التي نقلناها إلى العالم إرشادات بشأن ضمان حقوق الأراضي لنساء وشباب الريف، ودور التحويلات المالية في تعزيز سُبل العيش الريفية، وهو موضوع سُلطت عليه الأضواء بعد ذلك في إعلان قادة مجموعة العشرين في قمتهم التي عقدت في روما في عام 2021.

تحقيق ما نصبو إليه من تطلعات نحو دور أبرز في الاتصالات العالمية والدعوة

يشكل الظهور الإعلامي الهادف صميم نهجنا الجديد في الاتصالات العالمية والدعوة – ​​وهو ما كشفنا عنه ونفذناه في عام 2021 وحققنا فيه أثرا كبيرا. ويركز النهج على التزام بمواصلة المسيرة نحو ضمان أن يكون الدور المحوري لصغار المزارعين - وغيرهم من العاملين في المناطق الريفية – في صدارة الخطاب العالمي حول القضايا الأكثر إلحاحا في العالم. وشمل ذلك توسيع التعاون بين الاتصالات والموظفين الميدانيين لجمع القصص والأدلة والترويج لها، وزيادة الأحداث العالمية، وإيصال صوت الريف إلى الساحة العالمية وتكوين شراكات جديدة للوصول إلى جماهير جديدة. وكانت ثمرة ذلك ما شهدناه في عام 2021 من زيادة ملحوظة في الظهور العالمي للصندوق: على سبيل المثال، ظهرنا في أكثر من 000 17 تقرير إعلامي (بزيادة نسبتها 30 في المائة)، وألقى رئيس الصندوق أكثر من 150 خطابا في الأحداث العالمية الرفيعة المستوى (بزيادة نسبتها 25 في المائة مقارنة بعام 2020)، وحصلت مقاطع الفيديو الخاصة بنا على أكثر من مليون ونصف المليون مشاهدة. وسُجلت أيضا زيادة ملحوظة في المشاركة عبر جميع قنوات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا.

الاستفادة من وضعنا الائتماني لتسخير مصادر جديدة لتمويل التنمية

نسعى إلى تنويع مصادر تمويلنا في الوقت الذي نحافظ فيه على نُظم منضبطة وقوية لإدارة المخاطر من أجل الحفاظ على تصنيفنا ضمن الفئة AA+. وانطلاقا من حالة الدائن المفضل التي نتمتع بها، نُكمل مساهماتنا الأساسية في تجديد الموارد بالموارد المقترَضة من خلال إطار الاقتراض المتكامل الذي وضعناه مؤخرا، ونسعى في الوقت نفسه أيضا إلى زيادة التمويل المشترك الدولي من خلال الشراكات مع المصارف الإنمائية المتعددة الأطراف الأخرى والشركاء الثنائيين وصناديق التنمية. ويستفيد الصندوق في ذلك من حضوره القطري الأقوى وعلاقاته الوثيقة مع الحكومات والجهات الفاعلة الإنمائية الأخرى على الأرض لتوسيع النطاق الذي يصل إليه والأثر الذي يحققه.

الشروع في إصلاحات طموحة لنهج الإدارة المالية من أجل زيادة المرونة والكفاءة والشفافية

بدأنا عملية للتحول من نهج في الإدارة المالية يعتمد بصورة كبيرة على القواعد والمعاملات نحو نهج أكثر اعتمادا على المبادئ وأكثر مرونة بهدف بناء الكفاءات والاستثمار في النُظم القطرية والموظفين، وضمان المواءمة مع أفضل الممارسات الدولية. وشمل ذلك زيادة استخدام نُظم الإدارة المالية القطرية لتخفيف الأعباء الواقعة على المقترضين والمتلقين عندما يديرون نُظما موازية منعزلة، بالإضافة إلى الدفع نحو تحسين الانضباط المالي بين المشروعات من خلال علاقة أقوى في مجال الإبلاغ المالي والرصد.

مواصلة مسيرتنا في توسيع مصادر تمويلنا لزيادة الإنجاز وتوسيع الأثر على الأرض

أطلقنا في يونيو/حزيران 2021 إطار تمويل التنمية المستدامة. وسنسترشد بهذا الإطار في عملنا مع مجموعة مختارة من المستثمرين المؤسسيين المؤثرين الذين أظهروا تركيزا قويا على التمويل المستدام واهتماما بدعم رسالة الصندوق الهادفة إلى القضاء على الجوع والفقر في المناطق الريفية. وستوجَّه جميع الأموال التي ستجري تعبئتها وفقا لإطار تمويل التنمية المستدامة لتمويل المشروعات التي تدعم السكان المستهدفين، وهم السكان الريفيون الأفقر والأشد ضعفا والأكثر معاناة من التهميش.

أخذ زمام الريادة في تنفيذ نتائج مؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النُظم الغذائية

تمثلت إحدى النتائج الرئيسية لمؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النُظم الغذائية في تشكيل ائتلاف عمل معني بالعمل اللائق والدخول والأجور المعيشية لجميع العاملين في النُظم الغذائية. وبالنظر إلى الدور الذي نقوم به كوكالة رئيسية مسؤولة عن مسار عمل مؤتمر القمة بشأن النهوض بسُبل العيش المستدامة انطلاقا من تجربتنا التشغيلية المباشرة في بناء سُبل عيش السكان الريفيين - أُنيطت بالصندوق مهمة قيادة هذا الائتلاف بالشراكة مع منظمة العمل الدولية ومنظمة CARE كمشاركين في استضافة هذا الائتلاف. وسيكرَّس الائتلاف لضمان العدالة الاقتصادية والاجتماعية والحق في الغذاء الكافي والمغذي لجميع العاملين في النُظم الغذائية. وكُلّف الصندوق أيضا بدور قيادي في معالجة التمويل باعتباره "وسيلة تنفيذ" لتحويل النُظم الغذائية.

ريادة الابتكار لتحسين الأداء وإيجاد حلول أفضل للسكان الريفيين

اعترافا بما يواجهه السكان الريفيون من تحديات جديدة وأكثر تعقيدا، وإدراكا منا بأن الممارسات الجيدة سرعان ما قد يعفو عليها الزمن في ساحة اليوم، فإننا نمضي إلى أبعد من ذلك من أجل إيجاد حلول مبتكرة. وفي عام 2021، أطلقنا أحاديث الابتكار في الصندوق، وهي سلسلة جلسات تعلم وتبادل للمعرفة تُسلط الضوء على النُهج والأدوات والمنتجات والخدمات المبتكرة التي يستحدثها الصندوق وشركاؤه. واستضفنا أيضا معرضا لتبادل "الأدوات والتطبيقات الجغرافية المكانية للاستثمارات المناخية" في الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف سلطنا فيه الضوء على ابتكارات من واقع الحياة. وساهمنا في مبادرات الابتكار العالمية الرئيسية، بما فيها تحدي الابتكار في مجال التنوع البيولوجي الزراعي - حيث قمنا بتمويل الحلول الفائزة - ومجموعة أدوات الأمم المتحدة للابتكار، وتحدي الأمم المتحدة لابتكارات تغيير الثقافة، ومجموعة العمل المعنية بالانطلاقات الرائدة من أجل التنمية، وغيرها.

ترجمة أقوالنا عن الاستدامة إلى واقع ملموس

ينبغي أن نكون قدوة يحتذى بها، وقد قطعنا في عام 2021 من الأشواط الكثير نحو تنفيذ مبادرات مراعية للبيئة في جميع أعمالنا. وشمل ذلك تخفيض استخدام الطاقة واستهلاك المياه من خلال مجموعة من المبادرات التي شملت استغلال الطاقة المتجددة، وتجميع مياه الأمطار، والحد من النفايات غير القابلة للتدوير، وخفض استخدام الورق. ونسعى أيضا إلى زيادة التنوع البيولوجي في الأماكن التابعة لنا عن طريق إضافة النحل والملقحات الأخرى، مثل الأزهار البرية. واستطعنا من خلال هذه المبادرات وغيرها الحفاظ على الشهادة البلاتينية للريادة في مجال التصميم المراعي للبيئة والطاقة، وهي أعلى شهادة متاحة على نطاق العالم في مجال البناء المراعي للبيئة.

استهل العالم عام 2021