مؤتمر الأطراف: من أين نشأت فكرته وإلى أين يتجه؟

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

مؤتمر الأطراف: من أين نشأت فكرته وإلى أين يتجه؟

المقدر للقراءة دقيقة 6
© FAO/Petterik Wiggers

تغير المناخ ليس بظاهرة جديدة. فدرجات الحرارة العالمية تتغير دوما، ولكن لم يذكر الفيزيائيون تأثير الاحتباس الحراري قبل أوائل القرن التاسع عشر، ولم يمض وقت طويل على إدخال حرق الفحم لأغراض صناعية.

وبعد أكثر من قرن من الزمان، وإثر النتائج العلمية الناشئة المثيرة للقلق، شكلت الأمم المتحدة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في عام 1988 لتقييم العلم وراء أنماط الطقس المتغيرة. وفي عام 1990، خلص أول تقرير صادر عن الهيئة إلى أن درجات الحرارة ارتفعت بمقدار يصل إلى 0.6 درجة مئوية في القرن الماضي – وكان البشر هم المسؤولون عن ذلك.

وبحلول عام 1995، جرى الكشف عن مخاطر ارتفاع درجات الحرارة. وفي نفس العام، عملت الأمم المتحدة على نتائج الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ونظمت المؤتمر المعني بتغير المناخ في برلين، وهو الأول من بين العديد من مؤتمرات القمة التي من شأنها أن تكون بمثابة نقاط اجتماع رسمية لمؤتمر الأطراف لمناقشة كيفية معالجة تغير المناخ.

وكلّ سنة، يجتمع رؤساء دول ووزراء ونشطاء ومديرون تنفيذيون وممثلون عن المجتمع المدني لمدة أسبوعين في محاولة لرسم خارطة طريق نحو مستقبل أفضل.

أكثر من مجرد كلمات

يعد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ هو أكبر تجمع سنوي بشأن العمل المناخي. وقد حقق هذا المؤتمر على مر السنين عددا من النتائج الواعدة، بدءا من التزام رؤساء الدول بجعل الطاقة النظيفة ميسورة التكلفة والعمل على إحداث تحول عالمي جماعي سريع إلى مركبات خالية من الانبعاثات، وصولا إلى وقف وعكس مسار فقدان الغابات وتدهور الأراضي بحلول عام 2030.

ولم تتضح أهمية مؤتمرات القمة هذه في أي مكان أكثر من باريس في عام 2015، خلال الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف

يحتفل المسؤولون بالاعتماد التاريخي لاتفاق باريس في عام 2015. ©اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ

ولأول مرة على الإطلاق، احتشد 195 طرفا وراء قضية مشتركة: قصر حد الاحترار العالمي عند أقل من درجتين مئويتين بكثير، مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي. ولا يعتبر العمل بطوليا لكوكب يشهد الآثار الدراماتيكية لتغير المناخ، بل هو ضروري لمنع وقوع الكوارث في المستقبل. وقد أصبحت هذه المعاهدة الدولية تُعرف باسم اتفاق باريس.

وبعد ثماني سنوات، وضعت بعض البلدان خططا طموحة لخفض انبعاثاتها، في حين أن البعض الآخر خفضها بالفعل إلى حد كبير.

لماذا يتواجد الصندوق في مؤتمر الأطراف؟ لوضع صغار المزارعين على الخريطة

حتى الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر الأطراف في عام 2017، لم يُنظر في قضايا صغار المزارعين والزراعة بشكل مناسب في مفاوضات المناخ. ولكن هذا الأمر تغير عندما أدرك عمل كورونيفيا المشترك بشأن الزراعة الإمكانات الفريدة للزراعة في معالجة تغير المناخ. وفتح هذا الأمر بدوره الباب أمام الصندوق لجلب صغار المزارعين إلى مائدة الاجتماعات العالمية.

وأُحرز تقدم كبير منذ ذلك الحين. مؤتمر الأطراف السابع والعشرين شهد إقامة صندوق التعويضات والخسائر، ممهد الطريق نحو المساعدة المالية للدول الأكثر ضعفاً وتأثراً بآثار تغير المناخ.

وعلى الرغم من الجهود المتضافرة التي يبذلها المجتمع الدولي للتصدي لتغير المناخ، لا يزال صغار المزارعين من بين أكثر المتضررين من أنماط الطقس غير المنتظمة. وبالرغم من أنهم ينتجون ثلث غذاء العالم، فهم لا يتلقون سوى 1.7 في المائة من التمويل المناخي – أو الأموال اللازمة للتخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه.

وفي جميع أنحاء العالم، تشعر المجتمعات التي تعتمد على سبل العيش القائمة على الزراعة بتأثير الطقس المتغير على نظمها الإيكولوجية المحلية وأمنها الغذائي. وقد أدت مواسم الجفاف والفيضانات الأطول إلى جعل أوقات حصادهم التي كان يمكن التنبؤ بها في السابق غير متسقة، وجعل سبل عيشهم غير مؤكدة.

المجتمعات التي تعتمد على سبل العيش القائمة على الزراعة هي المجتمعات الأشد تأثرا بالطقس المتغير 
© IFAD/Ruvin De Silva

والصندوق يمول ويدعم عددا من المشروعات التي تركز بشكل خاص على بناء قدرة المجتمع على الصمود، بدءا من المحاصيل الأصلية التي تقاوم الطقس القاسي ونظم الحماية الاجتماعية ومحو الأمية المالية، وصولا إلى دعم الادخار.

وفي عام 2021، حذّر الصندوق من أن الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف لن تحقق أثرا دائما إذا استمر قادة العالم في إهمال الاستثمارات في التكيف مع المناخ، وسيكون لهذا الأمر أثر عالمي، بما في ذلك ارتفاع معدلات الجوع والفقر والصراعات والهجرة.

وسيواصل الصندوق، من خلال حضوره، وضع صغار المزارعين بما في ذلك النساء والشباب والشعوب الأصلية في قلب مفاوضات المناخ العالمي وجعل رسالته مسموعة وواضحة:  عدم ترك أحد خلف الركب.