On the banks of the São Francisco, where fishing, tourism and social inclusion converge

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

على ضفاف نهر ساو فرانسيسكو، حيث يلتقي صيد السمك والسياحة والاندماج الاجتماعي

المقدر للقراءة دقيقة 8

عند شروق الشمس في أقصى الزاوية الشرقية لسِرجيبي، أصغر ولاية في البرازيل، كان الصيادون قد ألقوا شباكهم في مياه نهر ساو فرانسيسكو. ويمثل هذا النهر، الذي يبلغ طوله 2 900 كيلومتر، أحد الممرات المائية الكبيرة في أمريكا الجنوبية، وقد ألهم عبر القرون العديد من الشعراء وكتاب القوافي المعروفين باسم "التائبين" (repentistas). وقد نُسج على طول النهر وفي جميع أنحائه منظر طبيعي خلاب من الغابات الاستوائية الأصلية، وهي موطن أجيال من الصيادين الحرفيين وصغار المزارعين.

وستتاح قريبا للزوار فرصة استكشاف جمال المنطقة الهادئ بأنفسهم، وذلك بفضل مشروع الأعمال الریفیة لصغار المنتجین الذي اكتمل لتوه والذي أنشأ "مسار الرحلات المستدام". ويمثل المشروع، الذي تقوده حكومة سِرجيبي بدعم من الصندوق وشركاء آخرين، جهدا يرمي إلى جلب سياحة صديقة للبيئة وقائمة على المجتمع المحلي إلى المنطقة. وسيتمكن الزوار من التنقل في النهر، واتباع مسارات المشي لمسافات طويلة في الغابات، وتناول الأسماك الطازجة في المطاعم المحلية، واستعراض المصنوعات اليدوية التي ينتجها الحرفيون المحليون.

وفي الوقت الراهن، لا تزال معظم أنشطة المسار المذكور متوقفة مؤقتا بسبب الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19. ومع ذلك، ما زال المشروع قادرا على دعم صناعة صيد السمك المحلية بأنشطة مستدامة بيئيا تنسجم مع أساليب الحياة التقليدية للمجتمعات المحلية.

قوارب يستخدمها صغار الصيادين في الإقليم الأسفل لنهر ساو فرانسيسكو. © Ednilson Barbosa Santos

التقاء التقاليد والابتكار

تمثل حرفة الصيد النشاط الاقتصادي الأساسي للعديد من المجتمعات المحلية في الإقليم الأسفل لنهر ساو فرانسيسكو. ويعد الاستثمار في هذه الحرفة فرصة لتحسين الدخل وسبل عيش المجتمعات ذات الدخل المنخفض في الإقليم، وتعزيز الاستدامة الاقتصادية والبيئية، والمساهمة في الأمن الغذائي والتغذوي المحلي. وبالإضافة إلى عمل الصيادين المحليين على المسار المذكور، قام المشروع بدعمهم من خلال تحسين وصولهم إلى الأسواق، ومساعدتهم على تطوير قدراتهم، والتبرع لهم بقوارب ومعدات صيد أخرى.

تقول Zilda de Sousa، مؤسسة ورئيسة رابطة الصيادين النساء في قرية سيراو: "لقد كان دعم المشروع نقطة تحول بالنسبة إلينا". وتلقت مجموعتها 14 قاربا جديدا، إضافة إلى شباك صيد وسترات نجاة ومصابيح كهربائية، ممتازة للصيد الليلي.

وتقول أيضا: "لم يعد يتعين علينا القيام برحلات الصيد كلها خلال النهار". "فأصبح لدينا الآن خيار الذهاب إلى الصيد بعد غروب الشمس أيضا، وبذلك، يمكننا صيد المزيد من الأسماك. وبات بإمكان الصياد الذي كان يحصل على 3 أو 4 كيلوغرامات من السمك في اليوم أن يحصل الآن على 10 كيلوغرامات أو 12 كيلوغراما".

وتبرع المشروع بحواسيب وطابعة وعدد من الطاولات والكراسي تعبيرا عن تقديره للعمل الذي تقوم به الرابطة لتمكين النساء المحليات.

يمارس Antônio Alberto dos Santos، أحد المشاركين في مشروع الأعمال الریفیة لصغار المنتجین، تربية الأسماك في الأقفاص. © Ednilson Barbosa Santos

ويرتفع الإنتاج أيضا في قرية ساراميم القريبة. فقد تمكن القرويون من زيادة إنتاجهم من 57 طنا في عام 2018 إلى 105 أطنان في عام 2020. وقد حققوا مكاسب من حيث الكمية والنوعية: فبفضل شبكات الصيد الأقوى والأنسب التي قدمها مشروع دوم تافورا، إلى جانب الدورات التدريبية في كيفية استخدامها، أصبح الصيادون قادرين على صيد أسماك أعلى قيمة.

وتقول Maria Orlanda dos Santos: "إننا نصطاد بالشباك الجديدة جميع أنواع الأسماك الكبيرة من قبيل Curimã وrobalo وxaréu وgereba وغيرها". و Mariaهي رئيسة رابطة صانعات الحلويات في ساراميم. وقبل حلول الجائحة، كانت هي وزميلاتها يقضين أيامهن في إعداد حلوى جوز الهند، وإضافة الفواكه المحلية والبذور إلى الوصفة التقليدية. ولكن مع انخفاض المبيعات بسبب جائحة كوفيد، شرعن في الخروج للصيد. لقد كان قرارا سهلا، إذ كانت الإمدادات وفيرة بفضل المشروع، وكان العديد من أزواجهن وأبنائهن يصطادون أيضا. وحتى في الوقت الراهن، هن يخططن للاستمرار في صيد الأسماك، لأنه مصدر دخل ممتاز.

حيثما تتقاطع الطرق، ينمو التفاؤل

يعد الإقليم الأسفل لنهر ساو فرانسيسكو مكانا للالتقاء. فهو المكان الذي يلتقي فيه أحد أكثر أنهار البرازيل رومانسية بالبحر في نهاية مساره. وهو المكان الذي يمكن أن يأسر قلبك بمناظره الطبيعية الخلابة ويجعلك تقدر الصعوبات التي يواجهها الكثيرون في شمال شرق البرازيل.

وعلى مر القرون، رحبت ضفاف نهر ساو فرانسيسكو الواسعة بالعديد من جماعات السكان المختلفة، يسمى بعضها "كويلُمبولا"، وهي جماعات منحدرة من أصل أفريقي تعيش في مجتمعات من بقايا المجتمعات القديمة التي أسسها في الأصل العبيد الهاربون. واليوم، تحافظ هذه الجماعات على ثقافة غنية تحددها التقاليد الأفريقية الممزوجة بسمات السكان الأصليين والأوروبيين. وتنحدر جماعات أخرى من مناطق أبعد في عمق الأراضي الداخلية، وقد أبدلت الأراضي المغطاة بالشجيرات التي تعاني ندرة المياه في المناطق الداخلية لشرق البرازيل بظروف معيشية أكثر ملاءمة (لكنها تظل صعبة) في منطقة المستنقعات الساحلية في سِرجيبي. ومع ذلك، فإن نهر ساو فرانسيسكو - أو "فيلهو تشيكو" ("الصبي الكبير")، وفقا للتسمية التي يحبذها البرازيليون - لطالما كان يرمز إلى الأمل والوعد ببداية جديدة.

وكان هذا التفاؤل نفسه بمثابة أساس للجهود المبذولة لإنشاء "مسار الرحلات المستدام" قبل بضع سنوات فقط. ورأى القرويون وموظفو المشروع على حد سواء أنه وسيلة لإتاحة انخراط الشباب في سوق العمل المحلي، ودمج مختلف قطاعات الاقتصاد (الضيافة، والحرف اليدوية، وفن الطهو)، وزيادة التقدير للثقافة المحلية. وتبرع برنامج دوم تافورا بقارب لاستخدامه على طول المسار المذكور، ودرّب الشباب المحليين على المهارات القائمة على الضيافة (بما في ذلك الترويج للعروض السياحية والثقافية في المنطقة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي)، ودعم بناء المراكز الثقافية ومراكز فن الطهو، بمساعدة من الصيادين والمزارعين المحليين.

Rubenice Pereira de Santana عضو في جمعية الحرفيات Formiguinhas em Ação ("النمل الصغير الناشط")، التي تلقت دعما من المشروع. وتنتج جمعيتها المصنوعات اليدوية التي يُستخدم فيها القش المستمد من "أوريكوري" (Syagrus Coronata)، وهي شجرة نخيل موطنها شمال شرق البرازيل. © Ednilson Barbosa Santos

ويمثل المسار المذكور أيضا، في نظر الكثيرين، طريقة لتحسين سبل عيشهم وإسماع صوت الذين ينتمون إلى المجتمعات المهمشة تاريخيا. ويتطلع الصيادون، الذين يكافحون من أجل تخزين صيدهم وبيعه في الأسواق البعيدة، إلى بيع الأسماك الطازجة للمطاعم القريبة، مما يؤدي في الوقت نفسه إلى تقليل تكاليفهم وزيادة إيراداتهم. وفي الوقت نفسه، كانت النساء وممثلو جماعات كويلُمبولا حريصين على إطلاع الناس على أعمالهم الحرفية وحلوياتهم. وفيما يتعلق بهذه الجماعات على وجه الخصوص، التي ناضلت من أجل حقوقها والاعتراف باستخدامها للأراضي وعاداتها وممارساتها الدينية، كانت الفرصة المتاحة لها لإطلاع الناس على أعمالها سبيلا مثاليا للتمكين.

ومثلت جائحة كوفيد -19 تحديات كبرى غير متوقعة اعترضت سبيل استغلال هذه الإمكانات. ومع ذلك، نجح المشروع في دعم الصيادين المحليين ومجتمعاتهم، وإحياء الاهتمام بالسياحة، وتعزيز اعتزاز المنتجين المحليين بتقاليدهم وتفاؤلهم بالمستقبل.

ومع استمرار شروق الشمس متزامنا مع انطلاق رحلات الصيادين، سيواصل الشعر انسيابه عبر تعرجات نهر "فيلهو تشيكو".

تعرف على المزيد عن عمل الصندوق في البرازيل.