عسل المرتفعات: عسل النحل الذي تنفرد بإنتاجه سلسلة جبال سييرا نورتي في ولاية بويبلا

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

عسل المرتفعات: عسل النحل الذي تنفرد بإنتاجه سلسلة جبال سييرا نورتي في ولاية بويبلا

المقدر للقراءة دقيقة 7

في المكسيك، وفي سلسلة جبال سييرا نورتي بالتحديد، تعيش سلالة فريدة من النحل. وينتمي نحل Scaptotrigona Mexicana، المعروف محلياً باسم بيسيلنيكمي، إلى فصيلة تنفرد بها القارة الأمريكية، وتتميز عن غيرها من فصائل النحل بعدم امتلاكها لإبرة تلدغ بها.

تتم تربية هذا النوع من النحل الذي تحميه مجتمعات السكان الأصليين في خلايا تقليدية تتألف من وعائين فخاريين يثبّت أحدهما على الآخر بعجينة من الرماد الرطب. وتستخدم الأسر العسل المستخرج لأغراض التغذية والطبابة. ويتمتع العسل برائحة واخزة وعبقة بالتوابل، أما طعمه فيتسم بكونه مركباً وقوياً مع مذاق حمضي خفيف.

وفي عام 2012، تم تشكيل لجنة تنفيذية غير حكومية بالاشتراك مع تعاونية Tosepan Titataniske (التي يعني اسمها بلغة الناهيوتل "باتحادنا نحرز النصر"). ويقوم المنتجون بإيصال العسل وغيره من منتجات الخلايا التقليدية بأسعار منصفة إلى التعاونية التي تعمل بدورها على تسويق العسل، وحبوب الطلع، وصمغ النحل، كما تستخدمها في إنتاج المستحضرات التجميلية.

وقد شاركت اللجنة التنفيذية منذ عام 2018 في مشروع يموله الصندوق تحت عنوان تمكين شباب الشعوب الأصلية ومجتمعاتهم من حماية إرثهم في مجال الزراعة وفن الطهي والترويج له. ويرمي المشروع بشكل رئيسي إلى توفير التدريب للمنتجين الجدد من شباب الشعوب الأصلية، والاستفادة من عملهم في تربية النحل كسبيل للتعريف بهذا العسل الفريد، وبمناطق إنتاجه، من خلال القنوات السياحية المجتمعية. وتعمل الجمعية الدولية للوجبات المتأنية أيضاً على إعلاء أصوات المنتجين من أعضاء اللجنة في نضالهم للحيلولة دون استحواذ شركات التعدين والطاقة على مناطقهم. وكتقدير لمربي النحل على عملهم الدؤوب، شهد عام 2011 إعلان مدينة كويتزالان "محمية نحل بيسيلنيكمي المحلي".

وقد أجرت الجمعية الدولية للوجبات المتأنية مقابلتين مع كل من تانيا غوادالوبي غارسيا غيرا، منسقة اللجنة التنفيذية؛ وروبن تشيكو كروز، تقني وخبير في شؤون تربية هذا النوع من النحل.

هل يمكنكما إطلاعنا على أهم التغيرات التي طرأت منذ تم إطلاق اللجنة التنفيذية في عام 2012؟

بدأ المشروع في عام 2006، حيث عملنا مع شركائنا على تنظيم إنتاج عسل نحل Scaptotrigona mexicana الذي كان يباع حينئذ بسعر 50 بيزو لليتر الواحد. وبحلول عام 2018 كان السعر قد تضاعف تسع مرات ليصل إلى 450 بيزو لليتر الواحد. حالياً، يُعتبر اتحاد تعاونية Tosepan، والذي ينسق إنتاج العسل المحلي لسلسلة جبال سييرا نورتي في ولاية بويبلا، أهم منظمة لمربي النحل الذي لا يلدغ في العالم. ومن هذا المنطلق، كان لتسمية اللجنة التنفيذية دور هائل في إعطاء هذا النوع من العسل حقه من الاهتمام. وفي الواقع، يعود انخفاض قيمة عسل نحل Scaptotrigona mexicana Scaptotrigona Mexicana في الماضي إلى الانطباع السائد في الأسواق بأن طبيعة مذاقه لا تتوافق مع معايير عسل Apis mellifera. وبفضل تسمية اللجنة التنفيذية بات من الممكن التعرف على هذا النوع من العسل، وتقدير مواصفاته الأصيلة.

ما الذي يمثّله هذا النوع من النحل والعسل بالنسبة لكما كعضوين في مجتمع السكان الأصليين؟ وهل لديكما قصة تسمح لنا بالتعرف بشكل أفضل على هذا المنتج؟

لأجيال عديدة، قامت مجتمعات الشعوب الأصلية في سلسلة الجبال الشمالية الشرقية لولاية بويبلا بتربية نحل Scaptotrigona mexicana كنشاط إنتاجي في باحات المنازل. وبشكل رئيسي، تنطوي إدارة هذا النشاط على اختيار موقع مناسب لوضع الأوعية بمحتواها من أقراص خلية النحل، ومن ثم جمع العسل. وينحصر الاهتمام اللازم بعد ذلك بتوفير الرعاية التقليدية والحرص: عندما يكون الطقس بارداً، يتم تدثير الأوعية بأغطية، أما في حال حصول وفاة في المنزل، فيتم وضع حزمة من أغصان الليمون والبلسان فوقها لحمايتها من "الهواء الملوث". ويكمن الهدف بشكل عام في الحفاظ على الانسجام ضمن المسكن تجنباً لخطر رحيل النحل. بعبارة أخرى، ترتكز تربية نحلة بيسيلنيكمي على مجموعة من المعارف والمعتقدات الجوهرية ضمن الرؤية "الكونية" لشعب ماسيوال.

كيف ساعدت تربية النحل الذي لا يلدغ في الحفاظ على النظام الإيكولوجي لسلسة جبال سييرا نورتي في بويبلا؟

تعيش فصيلة نحلScaptotrigona mexicana في هذا الإقليم حصرياً، وبالتالي واكب نموها تطور النظام الإيكولوجي المحلي. وقد تفاعلت هذه الفصيلة عن كثب مع النظم الإيكولوجية الزراعية التقليدية، مثل نظام ميلبا، ونظام كويتاكيلويان الذي يُعتبر نظاماً إيكولوجياً زراعياً عالي التنوع لزراعة البن. وبصورة عامة، تساعد تربية النحل الذي لا يلدغ في الحفاظ على الثروة النباتية المحلية. ويحسّن التلقيح بحبوب الطلع مثلاً من إنتاج المحاصيل النقدية مثل الفلفل، والبن، والزعرور الأمريكي، وموز الجنة، والعديد غيرها. وتشجّع تربية هذا النحل كذلك الإنتاج العضوي نظراً لأن بقاءه يتوقف على توفر بيئة خالية من المواد الكيميائية. ويبدي المزيد من الأشخاص اهتماماً بهذا النشاط، وبالتالي فإن عدد منتجي النحل ضمن المنطقة في تزايد مستمر. علاوة على ذلك، هنالك إدراك عام متزايد لحقيقة أن المشاركة في هذا النشاط تعني الامتناع عن استخدام مبيدات الأعشاب والمواد الكيميائية.

ما هي الأنشطة الإنتاجية الأخرى التي يضطلع بها أعضاء اللجنة التنفيذية من مربي النحل؟

ينتمي أعضاء اللجنة التنفيذية إلى أسر الفلاحين التي يتميز إنتاجها بالتنوع. ويستعينون، للإيفاء باحتياجات استهلاكهم الخاص، بنظام ميلبا المستخدم في أمريكا الوسطى لتدوير المحاصيل، ويزرعون بشكل رئيسي الفاصولياء، والقرع، والفلفل الحار، والأعشاب البرية. ويستخدمون كذلك نظام كالتزينتان لتربية الدجاج، والديك الرومي، والبط، بالإضافة إلى زراعة الطماطم، والبهارات، والنباتات الطبية ونباتات الزينة، في باحات المنازل. ويولدون الدخل من خلال زراعة البن، والفلفل، والقرفة، ونبتة مامي سابوتي، والحمضيات، وبيعها. ويعمل بعض المنتجين كحرفيين ويستخدمون المواد المحلية في صناعاتهم الحرفية، في حين يكسب آخرون عيشهم كعمال يوميين.

من أين تأتي أهمية هذا الشكل من المقاومة عن طريق الغذاء لمجتمعكم المحلي؟

يستند الغذاء التقليدي في منطقتنا إلى منتجات زراعية استمر إنتاجها لعقود طويلة في إطار علاقة متوازنة مع النظام الإيكولوجي المحيط. ونحن نسعى، من خلال استعادة هذا النوع من الغذاء ونشره، للترويج لمحاصيل أرضنا المحلية (أو غير المحلية)، ولممارساتنا الإنتاجية القيّمة. ومن شأن ذلك أن يعود بالنفع علينا جميعاً من خلال إنتاج أغذية مغذية، وغنية، ونظيفة، ومتوفرة للجميع. ويعبّر الغذاء عن هويتنا الثقافية أيضاً، فإنقاذه يعني الحفاظ على جذورنا. لقد اقتات أجدادنا على نباتات الحقول ونظام كالتزينتان، أو باحات المنازل، ولهذا السبب نعتبر الترويج للأغذية التقليدية شكلاً من أشكال المقاومة.

يدعم الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إنتاج العسل المحلي لسلسلة جبال سييرا نورتي في ولاية بويبلا من خلال مشروع يهدف إلى تمكين المجتمعات المحلية من حماية إرثها في مجال فن الطهي والترويج له. وقد تم نشر هذا المقال للمرة الأولى على الموقع الشبكي للجمعية الدولية للوجبات المتأنية من أجل التنوع البيولوجي..

يحتفل بيوم النحل العالمي في 20 أيار /مايو.