يستعد شباب نيبال لوظائف أحلامهم من خلال الدورات التي يدعمها الصندوق

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

يستعد شباب نيبال لوظائف أحلامهم من خلال الدورات التي يدعمها الصندوق

المقدر للقراءة دقيقة 6
© IFAD/Irshad Khan

يبدو أن قصة Ranjana Chaudhary تشبه قصص الآلاف، إن لم يكن الملايين، من الشباب في نيبال. وثمة حالة طوارئ صحية زجت بأسرتها التي يغلب عليها الطابع الزراعي ولم تكن ميسورة الحال أبدا إلى براثن الفقر، مما أجبرها على الانقطاع عن الدراسة. وبالنظر إلى خياراتها المحدودة، حصلت على وظيفة في صالون تجميل – ولكن نظرا لأنها لا تمتع بأي خبرة، كان عليها استغلال وقتها للقيام بأعمال تطوعية. ولكنها رأت أن هذه الوظيفة فرصة للتعلم.

وقالت: "أثناء عملي في الصالون، أدركت أنني استمتعت به حقا. وأردت أن أقوم بما هو أكثر من ذلك وأن أصبح خبيرة في هذا المجال. ولكن لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية القيام بذلك".

ومثله مثل Ranjana، لم يتمكن Devkant Chaudhary (لا تربطهما أي علاقة) البالغ من العمر 21 عاما من مواصلة التعليم العالي بسبب افتقاره إلى الأموال. كما أن التعليم لم يكن ضمن أولوياته.

وأوضح Devkant Chaudhary: "تعمل أسرتي في مجال الزراعة ورأوا أن جني المال أهم من التعليم. إلا أن متطلبات العمالة الزراعية موسمية. لذا، كان لدي الكثير من الوقت في غير أوقات العمل".

وفي البداية، عمل صبيا في متجر زجاج في قرية مجاورة خلال فصل الركود. ولم يجني مالا كثيرا من هذا الأمر، ولكنه شغل وقت فراغه. وبعد ذلك، قابل ذات يوم بعض مُصنعي الألمنيوم الذين جاءوا إلى المتجر وأصبح مهتما بتجارتهم.

وأضاف: "كلما اكتشفت أكثر، أدركت أنني وجدت شغفي، لكنني لم أكن أعرف كيفية اكتساب المهارات لأصبح حرفيا ماهرا".


يتوقف Devkant لالتقاط صورة مع إحدى آلات الأشغال المعدنية الخاصة به.

هناك عدد كبير جدا من الشابات والشبان في نيبال – وهو بلد تقل فيه أعمار 6 من كل 10 أشخاص عن 30 عاما – لديهم قصص مماثلة. وحتى قبل أن تتسبب جائحة كوفيد-19 في تعطيل الأعمال والوظائف وسبل العيش، كان 11.4 في المائة من سكان نيبال – أي أكثر من 900 000 شخص – يبحثون عن عمل. وكانت أعمار 70 في المائة تقريبا من الباحثين عن العمل تتراوح بين 15 عاما و34 عاما.  ونظرا لأن أكثر من نصف الوظائف المتاحة في نيبال موجودة في القطاع غير الرسمي، فمن المؤكد أن هذه الأرقام قد ارتفعت، بسبب التأثير الاقتصادي المدمر للجائحة..

ولا يخلو هذا النقص في العمالة المنتجة والمتجددة لشباب البلد من تكبد تكاليف اقتصادية واجتماعية – ليس بالنسبة للشباب فحسب، ولكن أيضا لأسرهم ومجتمعاتهم. فعلى سبيل المثال، من المرجح أن يهاجر الشباب إلى الخارج إذا كانت الظروف الاقتصادية المحلية ضعيفة. وفي الواقع، خلص مسح أُجري مؤخرا على أن هناك لما يقرب من نصف جميع الأسر النيبالية فردا إما يعمل حاليا في الخارج وإما عاد لتوه.

ومع ذلك، تعلم حكومة نيبال أيضا أن هناك فوائد اجتماعية واقتصادية محتملة – على جميع مستويات الاقتصاد – نتيجة "تضخم أعداد الشباب" الذي يشهده البلد. وينعكس ذلك في عمل الحكومة مع مشروع سامريدهي - مشروع المشاريع الريفية والتحويلات الذي يدعمه الصندوق، والذي يشجع العمل الحر والأعمال التجارية الصغيرة حتى يتمكّن الشباب من توليد عوائد أفضل وإيجاد وظائف أفضل. ويقدم المشروع أيضا من خلال شركائه خدمات التدريب المهني والتعليم الحرفي التي تفضي إلى عمل مربح ولائق.

وعلم كل من Ranjana و Devkantفي هذه المراحل الحاسمة من حياتهما بشأن الدورات المقدمة من خلال مشروع سامريدهي. ففي يونيو/حزيران الماضي، أخبر أحد أصدقاء Devkant عن دورة معتمدة وطنيا للأشغال المعدنية. ووجدت Ranjana، التي لم تتجاوز مرحلة المراهقة حينئذ، برنامجا لتدريب العاملات في مجال التجميل في بارا كان مثاليا لها. ويدعم مشروع سامريدهي بشكل حاسم هذه الدورات بحيث يمكن للشباب الذين يعانون من ضائقة مالية مثل Ranjana وDevkant التسجيل في هذه الدورات دون الوقوع في ربقة الديون.

وعندما بدأ Devkant دورته التدريبية، كان حريصا على تعلم أقصى ما يمكن تعلمه. وقال: "كانت الخطوة الأولى نحو حلمي".

وبالنسبة إلى Ranjana، جاءت الدورة مع رحلة تنقل طويلة للغاية. وقالت ضاحكة: "كنت أقود الدراجة لمسافة 10 كم في كل اتجاه حتى موقع التدريب. ولكن الأمر كان يستحق كل هذا العناء. فأنا الآن معتمدة من المجلس الوطني لاختبار المهارات".

Ranjana أثناء عملها في الصالون.

وبعد حصولهما على الشهادات، شرع كل منهما في بدء عملهما الخاص – ولكن كان هناك المزيد من العقبات.

ووجدت Ranjana بصفتها امرأة شابة قليلة الخبرة صعوبة في إقناع أسرتها في البداية، والمؤسسات المالية فيما بعد، بالاستثمار في حلمها المتمثل في إنشاء صالون تجميل خاص بها. وكان عليها أن تلجأ إلى قنوات غير رسمية لجمع الأموال. وقالت: "لا توجد مؤسسات مالية لأشخاص مثلي لا يمتلكون ضمانات ليقدموها".

ولم يكن وضع Devkant مختلفا – ولكنه، كما في حالة Ranjana، كان قادرا على إقناع أحد أقاربه بإقراضه المال.

وتمكن كل من Ranjana و Devkantأخيرا من البدء، متسلحين برأس المال اللازم. وافتتحت Ranjana صالونها، وأسس Devkant متجره الخاص للأشغال المعدنية.

ومنذ ذلك الحين، تطورت قدراتهما يوما بعد يوم. فكلاهما يكسب ما يكفي من المال لإعالة أسرهما. وأصبح كلاهما من أرباب الأعمال، ناقلين تجاربهم الناجحة إلى الآخرين. وكلاهما متعطش للمزيد – للتعلم والنمو ولتوسيع نطاق أعمالهما.

وتتشابه قصتاهما أيضا مع قصص العديد ممن أتموا دورات مشروع سامريدهي. وحتى الآن، فإن أكثر من 97 في المائة من هؤلاء – أي أكثر من 000 5 شاب في المجموع – لديهم وظيفة. ويعتبر أربع وستون في المائة منهم "موظفين بأجر" – أي أنهم يعملون في المجال الذي درسوه ويكسبون مبلغا مناسبا لمدة لا تقل عن ستة أشهر (في هذه الحالة، 10 000 روبية نيبالية في المتوسط شهريا).

ولكلاهما أيضا بعض النصائح لغيرهما من الشباب في الاقتصادات النامية. فتقول Ranjana: "يجب على المراهقين اختيار المهنة المناسبة والعمل بجد. وعندها، يكون من السهل تحقيق أي هدف تريده. وأنا على أمل أن أتمكن من القيام بما هو أفضل في المستقبل القريب".