عقد من التقدم الذي أحرزه صغار المزارعين في كوبا

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

عقد من التقدم الذي أحرزه صغار المزارعين في كوبا

بمناسبة مرور عشر سنوات على عمله في كوبا، قابل المدير القطري للصندوق صغار المزارعين والشركاء لمناقشة التقدم الذي أحرز وما لم يتم عمله بعد

المقدر للقراءة دقيقة 5

في مقاطعة كاماغوي في وسط كوبا، الشمس الاستوائية حارقة في فترة ما بعد الظهر. وقد بدأنا رحلتنا في الصباح الباكر وأخذنا نشعر بالتعب عندما وصلنا إلى مزرعة الأبقار La Kintina. 

وبعد توقفنا، لاحظت حوالي خمسين بقرة في حالة صحية جيدة في حظيرة، وخلفها سقيفة تحتوي على آلة حلب كهربائية حديثة وخزان للتبريد.  

قبل عشر سنوات، كان من الصعب العثور على هذه المعدات في هذه الأجزاء من البلد. ولكن الآن، تحرز هذه المزرعة، و105 منظمات أخرى في كاماغوي، تقدما كبيرا في إنتاج الحليب ولحوم الأبقار بفضل مشروع للصندوق، مشروع تنمية تعاونيات الإنتاج الحيواني في الإقليم الأوسط الشرقي، يهدف إلى تعزيز قطاع الثروة الحيوانية. 

ويحدثنا أصحاب المزرعة، Yunaixi Morales وAbdiel Campo، بلغة فلاحي كوبا عن حبهم لعملهم وكيف ساعدهم المشروع على اجتياز الأوقات الصعبة، بما في ذلك خلال الجائحة عندما أصبح من الأصعب العثور على مدخلات مثل الأسمدة وأدوية الحيوانات. 

والآن، لم تنجح المزرعة في البقاء وحسب، بل وحققت تقدما هائلا. ويوضح أبديل قائلا: "في العام الماضي، ولد 30 عجلا. وهذا العام، ولد 25 عجلا حتى الآن، وما زلنا في شهر يونيو/حزيران."      

مربيا الأبقار Yunaixi  وAbdiel  يتحدثان إلى موظفي الصندوق وممثلين من وزارة الزراعة في كوبا. © الصندوق/Juan Ignacio Cortés 

ويتضح لنا ونحن نتنقل في الإقليم أن نجاح La Kintina ليس تجربة غير متكررة. إذ يجري تجديد المعدات القديمة في معمل Lacteos Sibanicú لتجهيز الحليب، كما حصلت تعاونية Combate de Pacheco Cooperative على أسطول من الجرارات والشاحنات الزراعية؛ بينما طورت ممارسات مبتكرة لإطعام الأبقار في تعاونية Camilo Cienfuegos Cooperative. 

عضو في تعاونية Combate de Pacheco Cooperative يقف بجوار خزانين لتبريد الحليب تم شراؤهما بفضل مشروع تنمية تعاونيات الإنتاج الحيواني في الإقليم الأوسط الشرقي. © الصندوق/Juan Ignacio Cortés 

وهذا التقدم لا يعود بالفائدة على تعاونيات وسكان كاماغوي وحسب، بل إن الإمدادات الأفضل من الحليب ولحوم الأبقار مفيدة للكوبيين في كل مكان في الجزيرة. كما يعزز الآمال بأن كوبا يمكنها تعزيز أمنها الغذائي المحفوف بالمخاطر. وتقوم الجزيرة حاليا باستيراد 80 في المائة من أغذيتها. وبتحسين البنية التحتية الزراعية، يمكن للبلد أن تحد من اعتمادها على الواردات بينما تعزز من أمنها الغذائي. 

وفي عام 2013، كان الصندوق أول مؤسسة مالية دولية تقوم بإعادة التعامل مع كوبا بعد التفاوض على سداد دين قديم. وفي ذلك الوقت، لم يكن بإمكان البلد الحصول على ائتمان دولي، ولكن منح الصندوق الثقة للبلد فتح الباب أمام الائتمان من المانحين الدوليين. 

ومنذ ذلك الوقت، موّل الصندوق مشروعين آخرين: مشروع التنمية الريفية التعاونية في الإقليم الشرقي الذي أُنجز مؤخرا والذي زاد الإنتاج الأساسي للحبوب، ومشروع التنمية التعاونية للحراجة الزراعية الجديد، الذي يهدف إلى تعزيز سلاسل قيمة البن والكاكاو. 

وسوف تعود هذه المشروعات الثلاثة مجتمعة، مع استثمار إجمالي قدره 69.35 مليون دولار أمريكي، بالفائدة على 562 من التعاونيات، و126 من مقدمي الخدمات في 49 بلدية في سائر شرق كوبا. وأهم ما في الأمر أن 000 42 أسرة ريفية يمكن أن تتوقع الاستفادة من المشروعات. 

ويوضح Consuelo Vidal، المنسق المقيم للأمم المتحدة في كوبا، بأن أهمية عمل الصندوق في كوبا تكمن في أنه "يوفر للبلد فرصا تتجاوز الدعم المالي الملموس الذي يقدمه."   

ويقول Frank Carbonell، الموظف في وزارة الزراعة الكوبية الذي قاد تنفيذ المشروعات الممولة من الصندوق على مدى العقد الماضي: "هذه المشروعات لا تعزز التغيير الإنتاجي وحسب، بل والتغيير الاجتماعي والاقتصادي أيضا. وهي تعود بالفائدة على المنتجين بشكل مباشر وتتيح لكوبا مواجهة القضايا الرئيسية للأمن الغذائي." 

لقد أتاح تمويل الصندوق لتعاونية Combate de Pacheco Cooperative الحصول على أسطول من الجرارات الزراعية الحديثة التي تستخدم أيضا من قبل التعاونيات المجاورة. © الصندوق/Juan Ignacio Cortés   

ووفقا لـ Hugo Gámez، وهو خبير اقتصادي ريفي متمرس شارك في مشروعات الصندوق في كوبا منذ البداية، كان اعتماد استراتيجية شاملة ومرنة لتحسين قدرات التعاونيات والوكالات الحكومية التي تدعمها عاملا رئيسيا في نجاح الصندوق في البلد.  

ويقول Gámez وهو يشير إلى حالة عدم اليقين التي يخلقها الحصار التجاري، والعجز في العملات الأجنبية، وأزمة الطاقة بالنسبة للمستقبل: "المرونة أمر رئيسي في سياق صعب مثل كوبا."    

وعلى الرغم من هذا، فإني متفائل بفضل طاقة، وأمل، وحماس صغار المزارعين الذين قابلناهم، بالإضافة إلى التزام أصحاب المصلحة الكوبيين. والصندوق مصمم على مساعدة فقراء الريف الكوبيين على التغلب على تحديات الأمن الغذائي التي يواجهونها. 

 

اطلع على جميع أعمالنا في كوبا