Building resilience in the Asia-Pacific region in uncertain times

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

بناء القدرة على الصمود في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في أوقات عدم اليقين

المقدر للقراءة دقيقة 7
©IFAD/Enrique Espejo Jr.

نشأت أزمات جديدة، تماما كما كانت تنتشر الأزمات في أجزاء كثيرة من العالم في ظل جائحة كوفيد-19 – وتشكل هذه الأزمات تحديا صعبا بشكل خاص بالنسبة للفقراء الريفيين في البلدان النامية.

وعلى وجه الخصوص، من المرجح أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى تعطيل سلاسل القيمة العالمية التي لا تزال تتعافي من آثار الجائحة. وتعد أوكرانيا وروسيا من أكبر مصدري السلع الأساسية في العالم مثل الزيوت النباتية والحبوب، فضلا عن النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم المستخدم في تصنيع الأسمدة.

ومع استمرار الحرب، تشهد البلدان عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ ارتفاعا في أسعار السلع الأساسية واضطرابات في القطاع المالي وسلسلة الإمداد. ومع تعليق صادرات زيت دوار الشمس، ارتفعت الأسعار عبر قطاع البذور الزيتية بالكامل في آسيا، مما أثر على أسعار فول الصويا وزيت النخيل.

ومع ذلك، كما تعلّم الصندوق خلال جائحة كوفيد-19، فإن أفضل طريقة للمزارعين في المناطق الريفية والاقتصادات المحلية لتحمّل الضغوط غير المسبوقة هي بناء القدرة على الصمود على الأجل الطويل: زيادة الاعتماد على الذات، وتخفيف أثر الظواهر الشديدة، وزيادة الازدهار الريفي، وضمان استدامة النظم الغذائية.

وتظل نفس الاستراتيجيات التي ساعدت هؤلاء المزارعين على مواجهة الجائحة مهمة في سياق الفترة الحالية. ويرد فيما يلي بعض الطرق التي يضطلع من خلالها الصندوق بدور بالغ الأهمية في الانتقال من التعافي من الجائحة إلى بناء القدرة على الصمود على الأجل الطويل من أجل مواجهة الصدمات المستقبلية.

تحفيز الابتكار الرقمي

كما أوضحت جائحة كوفيد-19، فمن الضروري توسيع نطاق الاستثمارات لإدخال الزراعة الرقمية. ومن شأن دمج المزارعين في مجال التكنولوجيا الرقمية الآخر في التطور أن يساعدهم على تحقيق إنتاجية أعلى للمزارع، وزيادة دخولهم، وبناء قدرتهم على الصمود، وتمكينهم من الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة الأزمات.

وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أوجد الابتكار الرقمي فرصا للتجارة الإلكترونية، والخدمات المالية الزراعية الرقمية، والزراعة الذكية مناخيا وغير ذلك من الأدوات الرقمية التي تجعل سلاسل القيمة الزراعية أكثر كفاءة وشمولية. فعلى سبيل المثال، أسفر تعاون مع منظمة الزراعة الدقيقة من أجل التنمية عن توجيه الخدمات الاستشارية الرقمية عبر الهواتف المتنقلة إلى صغار المزارعين في باكستان وبلدان أخرى، بهدف تعزيز الإنتاجية والقدرة على الصمود عبر الظروف المتغيرة باستمرار أثناء الجائحة.

تعزيز نظم الأغذية الزراعية المستدامة

يعد العديد من بلدان آسيا والمحيط الهادئ عرضة بشدة لتغير المناخ، وتؤدي أنشطة الزراعة المكثفة وصيد الأسماك التي تُمارس هناك إلى زيادة الضغوط على الموارد الطبيعية. وثمة حاجة ملحة إلى التحول نحو التقنيات الزراعية القادرة على الصمود في وجه المناخ والتي تحافظ على الإنتاج المحلي، وإلى التكيف والابتكار في نظم الأغذية الزراعية المحلية والإقليمية على حد سواء.

وهذا هو السبب في أن تقديم الدعم للمزارعين وصيادي الأسماك ونظم الإنتاج الجديدة في مجال التعافي بعد الجائحة يجب أن يكمله دائما التدريب على ممارسات الزراعة المستدامة والذكية مناخيا، وإدارة مصايد الأسماك، واستخدام المعدات.

فعلى سبيل المثال، يعتبر دلتا نهر ميكونغ هو وعاء الغذاء لفييت نام، بيد أن الإنتاجية الزراعية آخذة في الانخفاض بسبب ارتفاع مستويات المياه والملوحة والأمطار الشديدة. وهناك، عزز مشروع التكيف مع تغير المناخ في دلتا نهر ميكونغ الذي يدعمه الصندوق ابتكارات من قبيل الرصد الرقمي للملوحة بهدف مساعدة المزارعين على تفادي الخسائر الناجمة عن زحف المياه المالحة. ويعتمد خَلَفه، مشروع تنمية سلاسل القيمة الزراعية الذكية مناخيا، الآن على هذه المكاسب لتحقيق تحول ريفي مستدام وقادر على الصمود في وجه تغير المناخ، سيستفيد منه في النهاية 60 000 مزارع من صغار المزارعين.

ويقدم الصندوق الآن مقترحا إلى مرفق الابتكار التابع لصندوق التكيف لدعم الإدارة المجتمعية للأراضي الرطبة الساحلية في فييت نام. وسيساعد ذلك على زيادة حجم غابات المنغروف، وحفظ التنوع البيولوجي، وتعزيز التكيف، وتحسين سبل العيش المحلية. وسيدعم الصندوق أيضا جهود الحكومة الرامية إلى نقل السكان الريفيين من زراعة الكفاف إلى الزراعة القادرة على الصمود في وجه المناخ، والموجهة نحو الأسواق.

تيسير التعاون الإقليمي

يحظى الصندوق بموقع فريد لتعزيز التبادل الإقليمي بين البلدان، بفضل شبكته الواسعة من الشركاء وبرنامجه للتعاون بين بلدان الجنوب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

فعلى سبيل المثال، اضطلع الصندوق بدور مهم في جمع القادة الإقليميين لوضع إطار التعافي الشامل لرابطة أمم جنوب شرق آسيا[AH1] ، وهو عبارة عن استراتيجية موحدة للخروج من جائحة كوفيد-19 في جنوب شرق آسيا. وثمة اجتماع مائدة مستديرة افتراضي، عقده الصندوق ومنظمة Grow Asia والمنتدى الاقتصادي العالمي، أثار مناقشات بشأن مواطن الضعف في النظم الغذائية الإقليمية التي كشفت عنها جائحة كوفيد-19. وفي النهاية، أُدرجت هذه المناقشات، والاستنتاجات المستخلصة من أفرقة العمل التي أُنشئت، في الإطار الذي يُسترشد به الآن من أجل تصميم استجابة منسقة لتعزيز التعافي والقدرة على الصمود على المدى الطويل.

القدرة على الصمود من أجل التنمية المستدامة

تتباطأ وتيرة التقدم المحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في وقت يشهد حاجة ماسة إلى التعجيل بالتعافي من الجائحة. وثمة صراعات متعددة – من النزاعات إلى أسواق السلع الزراعية الضيقة، ومن التحديات اللوجستية إلى تأثيرات تغير المناخ – تؤثر على سبل العيش والأمن الغذائي لأفقر السكان الريفيين في العالم. وهذا هو السبب في أن نجاحات الصندوق في بناء قدرات صغار المزارعين على الصمود في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أصبحت أكثر صلة من أي وقت مضى.

تعرف على المزيد عن حضور الصندوق في منطقة آسيا والمحيط الهادي