Revitalizing the practice of shifting cultivation: A conversation with Dr Dhrupad Choudhury

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

تنشيط ممارسة الزراعة المتنقلة: حديث مع الدكتور Dhrupad Choudhury

المقدر للقراءة دقيقة 8
©IFAD/GMB Akash

تنشيط ممارسة الزراعة المتنقلة: حديث مع الدكتور Dhrupad Choudhury      

الزراعة المتنقلة هي نظام غذائي أصلي يمارسه ملايين الأشخاص في جنوب وجنوب شرق آسيا. وبعد أن كانت الزراعة المتنقلة تعتبر لعقود مدمرة للبيئة، يُعترف الآن على نطاق واسع بأنها يمكن أن تكون، إذا ما أديرت بشكل جيد، مفيدة للمجتمعات والبيئة على حد سواء. وفي الآونة الأخيرة، على سبيل المثال، اعتُرف بها كواحد من بين ثمانية نظم "ابتكارية" محتملة  من النظم الغذائية لخطة 2030. غير أن عكس التصورات السابقة عن الزراعة المتنقلة بشكل كامل وتنشيطها مع التطلع إلى المستقبل يبقى تحديا شاقا.

ولأكثر من 22 سنة، تعاون الصندوق مع المركز الدولي للتنمية المتكاملة للمناطق الجبلية بشأن مواضيع تتعلق بالتغذية، والأمن الغذائي، والشعوب الأصلية، وتغير المناخ. وفي الآونة الأخيرة، أصدرت الوكالتان بصورة مشتركة كتابا مرجعيا مصمما لإرشاد صناع السياسات والأخصائيين في مجال التنمية في تحويل الزراعة المتنقلة بشكل مستدام. 

وتحدثنا مع الدكتور Dhrupad Choudhury، مؤلف الكتاب وخبير في الزراعة المتنقلة، لمعرفة المزيد عن نقاط قوة هذه الممارسة والتحديات الكامنة أمام تنشيطها.

سؤال. لطالما أسيء فهم الزراعة المتنقلة. هل لك أن تخبرنا المزيد عن هذه الممارسة؟

الدكتور Dhrupad Choudhury. الزراعة المتنقلة هي نظام تناوبي للزراعة وإدارة الغابات يمارس بالتتابع في قطعة الأرض نفسها. أولا، يجري تطهير مساحة من الغابات البور للزراعة. وبعد استخدامها لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل لسنة أو سنتين، تُترك هذه المساحة لتستريح لفترة من التجدّد، بينما ينتقل المزارع إلى قطعة أرض جديدة. ومع الوقت، تتجدد الغابة في القطعة السابقة، ويعود المزارع إليها في نهاية دورة الإراحة.

ولسوء الحظ، استمر انتشار مفاهيم خاطئة خطيرة عن الزراعة المتنقلة لسنوات عديدة. ودفعت عمليات سوء الفهم المبكرة الباحثين ليستنتجوا أن المزارعين "يتخلون" ببساطة عن حقولهم بعد موسم أو موسمي حصاد. وجعل ذلك الممارسة تبدو وكأنها مدمرة وغير مجدية اقتصاديا، وأنها تساهم في إزالة الغابات وتآكل التربة.

سؤال. لقد أدت الرؤى الأخيرة في الجانب العلمي الذي تقوم عليه الزراعة المتنقلة والفهم الأفضل لآثارها إلى تقدير جديد لاستدامتها وقدرتها على الصمود. هل يمكنك التحدث أكثر عن ذلك؟

Dhrupad Choudhury. للزراعة المتنقلة ثلاث سمات أساسية في هذا الصدد. السمة الأولى هي تنوعها البيولوجي الزراعي الغني. فهي تسمح للمزارعين، حتى في شكل دورتها القصيرة، بالحصول على حصاد متنوع يصل إلى 20-30 محصولا (وأحيانا أكثر من 40 محصولا) يزرع بشكل متزامن طوال السنة. وتسمح هذه الزراعة المختلطة بتوافر الأغذية والتنوع الغذائي على مدار السنة. كما تمكّن المزارعين من تجنب المخاطر، وتلعب دورا محوريا في التخفيف من آثار الطقس ومكافحة الآفات. وتنوع المحاصيل هام بشكل خاص: فالمحاصيل المستخدمة في الزراعة المتنقلة اليوم هي ركائز محاصيل الغد القادرة على تحمل الإجهاد، والضرورية لمواجهة أزمة المناخ.

والسمة الثانية هي ممارسات استخدامها الفريد للأراضي: أي التناوب التسلسلي للزراعة والغابات البور في قطعة الأرض نفسها. لقد دعا الفريق العلمي لمنتدى الأمم المتحدة المعني بمعايير الاستدامة إلى تكامل أفضل للنظم الغذائية مع نظم الغابات. والزراعة المتنقلة تفعل ذلك بالفعل – وهي في الواقع مثال لهذا التكامل. ويبطل هذا التكامل بشكل فعال تدهور الأراضي، ويساهم في الاستدامة الطويلة الأجل، ويضمن قدرة النظم الغذائية والمزارعين على الصمود.  

أما السمة الثالثة فهي نظام الحيازة الذاتية. فالزراعة المتنقلة تعمل بموجب مبادئ الملكية المشتركة، التي تبقى فيها الملكية حقا مجتمعيا تحتفظ به العشيرة أو القرية، وتخصص الأراضي للأسر وفقا لحجمها. وحقوق الحيازة لكل أسرة وراثية، ولكنها غير قابلة للنقل إلى غرباء. وهذا النظام يضمن وصول الجميع إلى الأراضي والموارد بطريقة متساوية ومنصفة.

سؤال. كيف يمكننا التغلب على التحديات التي تواجه تنشيط الزراعة المتنقلة؟

Dhrupad Choudhury. نحن بحاجة إلى تغيير الخطاب الذي يحيط بالزراعة المتنقلة إلى خطاب يروّج لنقاط القوة فيها. وسوف يتطلب ذلك تعاونا مكثفا ومخصصا بين الوكالات الإنمائية، والحكومات، والدوائر الأكاديمية، والسكان الأصليين لعرض الممارسات الجيدة وصياغة الاستراتيجيات لتنشيط الزراعة المتنقلة. ويتعين إشراك الباحثين والممارسين من ذوي الاطلاع الواسع من أجل التوصل إلى الآراء الموضوعية والمستنيرة. وينبغي أن تضع عمليات التعاون هذه الأساس للإصلاحات السياساتية.

سؤال. ما هي الخطوات التي ينبغي أن تتخذها الوكالات الإنمائية والحكومات على المدى الطويل لتحسين استدامة الزراعة المتنقلة؟

Dhrupad Choudhury. يتطلب تحويل جميع النظم الغذائية استثمارات مستمرة في البحوث، ولا تختلف الزراعة المتنقلة في هذا الصدد. ويدعو فريق البحوث العلمية لمنتدى الأمم المتحدة المعني بمعايير الاستدامة، على سبيل المثال، البلدان لاستثمار 1 في المائة على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي في البحوث المتعلقة بالنظم الغذائية. وينبغي أن تركز البحوث الزراعية التي تتمحور حول الزراعة المتنقلة على نحو مثالي على تحسين الإنتاجية لكل وحدة مساحة وعوائد العمالة لكل وحدة، مع التركيز على الاحتياجات المحددة للزراعة المتنقلة خلال دورتها القصيرة مقابل دورتها الطويلة. كما ينبغي إجراء بحوث بشأن المحاصيل المختلفة المستخدمة في الزراعة المتنقلة، ولا سيما لأغراض تحسين الإنتاجية، وتنويع المنتجات، وإضافة القيمة.

وللوكالات الإنمائية دور هام تؤديه في الترويج إلى قيام الحكومات بزيادة الاستثمارات في الزراعة المتنقلة، وفي حثّ معاهد البحوث على تركيز المزيد من الانتباه عليها. وهي ذات أهمية حاسمة للجمع بين الوكالات الإنمائية الأخرى، والمؤسسات المالية الدولية، والحكومات للمساعدة في تغيير التصورات عن الزراعة المتنقلة، وتأييد الحاجة إلى إعادة هيكلة نُهج برامج التنمية لإدارة التغيير.

سؤال. في رأيك، كيف يمكن لمنشورات مثل كتابك المرجعي أن تساهم في إدارة التحول المستدام للزراعة المتنقلة؟

Dhrupad Choudhury. القليل جدا من الأشخاص في مجالات التنمية الدولية، والمجالات السياساتية، والبيئية على دراية بهذه الممارسة، وأقل منهم أيضا من يفهم الطرق التي يمكن بها للنُهج الزراعية الأكثر "حداثة" أن تؤثر سلبا على هذا النظام الغذائي، والنظم الإيكولوجية التي يمارس فيها، وثقافة وهوية مزارعيه. ونقص الوعي هذا هو السبب الجذري للوضع الحالي.

ويستفيد كتابنا المرجعي، إلى جانب سلسلتنا للمواجيز السياساتية، من النتائج التي جرى التوصل إليها على مدى عدة عقود لتعزيز التثقيف والتوعية، وتوفير إطار لتجنب "العثرات" في المرحلة الانتقالية، مما يساعد على الاحتفاظ بنقاط قوة هذا النظام الغذائي الأصلي وهو يتطور مع مرور الوقت. وفي نهاية المطاف، نأمل أن يقدم عملنا رؤى مفيدة يمكن أن تساعد في المساهمة في تنشيط النظم الغذائية للزراعة المتنقلة.

انقر هنا لقراءة الكتاب المرجعي الكامل.