Oysters and honey: The perfect combination for Senegal’s Delta of Saloum

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

المحار والعسل: المزيج المثالي لدلتا سالوم في السنغال

المقدر للقراءة دقيقة 7
©IFAD/Ibrahima Kebe Diallo

يأتي السياح من مناطق بعيدة لمشاهدة دلتا سالوم الشهيرة في السنغال. وتشتهر هذه الزاوية الجنوبية الغربية من ساحل البلاد بنظامها الإيكولوجي للمنغروف: وهو متاهة من الممرات المائية المتعرجة والمساحات الخضراء المورقة التي تفضي إلى عرض البحار. وتعد محمياتها الطبيعية العديدة، فضلا عما تحظى به من شعبية لدى الزوار، موطنا للعديد من الأنواع المائية والبرية.

وتوفر غابات المنغروف أيضا أسباب البقاء لقرى المنطقة. فقد اعتمدت هذه المجتمعات على التنوع البيولوجي الغني في الدلتا لعدة قرون، ولكن حتى وقت قريب، كانت تعمل في الغالب في زراعة الكفاف. بيد أن غابات المنغروف أصبحت، عند حلول مشروع تمديد مشروع دعم سالسل القيمة الزراعية، مصدر ثروة لسكان المناطق الريفية.

ويمثل مشروع تمديد مشروع دعم سالسل القيمة الزراعية حصيلة تعاون بين الصندوق واليونيدو وحكومة السنغال. ويتمثل هدفه في دعم صغار المنتجين في عدة مناطق من السنغال من خلال تطوير قطاع الزراعة. وتنطوي أساليبه المعتادة على تقديم المنح والتدريب والقروض، وبخاصة إلى الشباب، من خلال رابطات المزارعين وتعاونياتهم. وقام المشروع أيضا، في إطار عمله في دلتا سالوم، بتمويل إصلاح واسع النطاق لأشجار المنغروف في المنطقة. ومهد هذا الأمر الطريق لمشروعات زراعية جديدة تشمل اثنين من أفضل المنتجات المحلية في المنطقة، وهما المحار والعسل.

أعضاء رابطة AIVD يتفقدون شباك المحار الخاصة بهم. وتعتبر تربية المحار أكثر من مجرد مصدر دخل يعوَّل عليه: فهي تسهم في إصلاح بيئة المنغروف إسهاما مباشرا.

 

المحار: منتج الرفاهية اليومية

تقول Marianne Ndong: "قبل أن أبدأ هذا النشاط التجاري، لم أكن أعرف حتى أنه يمكن تربية المحار".

Marianne عضو في رابطة AIVD، وهي رابطة محلية للمزارعين تجمع أفرادا من قرى داسيلامي سيرير وباني وسورو في بلدة توباكوتا. وتلقت رابطة AIVD في إطار المشروع تدريبا على تربية المحار وتجهيزه. ويقوم أعضاء هذه الرابطة الآن بتربية المحار في مصايد مخصصة لهذا الغرض، ثم يقومون بغليه وتجفيفه استعدادا لتعبئته وبيعه.

وتقول Marianne: "حوض مليء بالمحار المجفف لا يدر عليك الكثير من الأرباح". "ونحن نرى الآن أنه يمكن كسب الكثير من المال من خلال تحويل المحار وتعبئته في أوعية."

ويجلب المحار العديد من الفوائد للمنتجين الريفيين والاقتصاد الإقليمي. ويُعد المحار، الذي يُطهى ثم يجفف في الشمس أو يحضَّر كطبق جانبي، علاجا مفيدا حتى للطهاة الهواة. فهو مصدر جيد للبروتين الحيواني، ومن السهل جدا حفظه. ووفقا لتقديرات المشاركين في المشروع، يمكن أن يصل إنتاج المحار إلى أكثر من ثلاثة أطنان سنويا، بقيمة سوقية تبلغ عدة ملايين فرنك أفريقي (من فرنكات الجماعة المالية الأفريقية). وتمثل تربية المحار أكثر من 70 في المائة من الوظائف في سلاسل القيمة المحلية، وهي مصدر أساسي للدخل والتوظيف للنساء والشباب، الذين يمكنهم كسب ما يصل إلى 7500 فرنك أفريقي (نحو 13.40 دولار أمريكي) في اليوم.

ويعرف Mamadou Bakhoum، منسق رابطة AIVD، هذه المسألة معرفة جيدة. فقد رأى المجتمعات المحلية تستفيد من المحار لفترة طويلة جدا، وهو سعيد لأن هذه الصناعة التحويلية الناشئة تضفي بُعدا جديدا على هذا القطاع.

ويقول في هذا الشأن: "بطريقة ما، يستخف الناس دائما بالقوة الاقتصادية لأشجار المنغروف".

يضطلع نحل العسل الذي يعيش في غابات المنغروف بنشاط مهم للغاية: فعمله يساهم في إصلاح الغابة وإنتاج عسل ذي قيمة عالية.

يجلب عسل المنغروف السياح من كل أنحاء العالم

لا يمثل المحار سوى نوع واحد من الأنواع العديدة التي تزدهر في النظام البيئي لأشجار المنغروف. والنوع الآخر هو نحل العسل.

وفي الواقع، يحظى عسل المنغروف بتقدير كبير لدى السكان المحليين والسياح الذين يأتون من جميع أنحاء العالم. ويصل سعر بيعه في بعض الأحيان إلى 4 000 فرنك أفريقي (7.14 دولار أمريكي) للكيلوغرام الواحد. ولكن على الرغم من الإنتاج القياسي الذي يصل إلى 800 كيلوغرام في السنة، فإن من المستحيل أحيانا تلبية احتياجات السوق لأن الطلب يظل مرتفعا للغاية.

وانطلاقا من إدراك ما يتيحه عسل المنغروف من إمكانيات لتطوير قطاع الزراعة المحلي، قام المشروع بتدريب بعض مجموعات المزارعين المحليين على تربية النحل.

وتقول Bana Diouf، رئيسة مجموعة مبيلا غوروم، وهي إحدى المجموعات النسائية التي يمولها المشروع: "لقد ساعدنا المشروع كثيرا".

فقد زود المشروع أعضاء مجموعة Mbella Goroum، كما فعل مع عدة مجموعات أخرى في المنطقة، بكل ما يحتاجون إليه للشروع في العمل، أي خلايا النحل، ولوازم الحماية، وغيرها من المعدات. وأصبحوا على الفور قادرين على الاستفادة من المعدات، ومنذ جني محصولهم الأول من العسل، مضوا قدما في مشروعهم بلا أي تردد.

وترى Bana أن تربية النحل وسيلة للمساهمة في تزويد الأسرة بالموارد المالية وتمويل تعليم أطفالها.

وتقول: "أحب تربية النحل لأنها مفيدة لي ولأسرتي". "فيمكننا تقاسم ما نكسبه والاحتفاظ بالباقي لأنفسنا. ثم نستخدم بعد ذلك بعضا من مدخراتنا لإعادة تشجير غابات المنغروف وحمايتها، لأننا نعلم أنه يتعين علينا أن نوليها كل الاهتمام والرعاية".

وفي الواقع، تتسم تربية النحل بمزايا متعددة. فلا يؤدي النحل دورا أساسيا في غلات المحاصيل الأخرى فحسب، بل يساعد أيضا في الحفاظ على التنوع البيولوجي وإصلاح ما فسد من الأرض.

تنشيط الاقتصاد المحلي

وفقا لما ذكره Mamadou، تجلب تربية المحار وتربية النحل كلتاهما فوائد هائلة للمجتمعات المحلية ونظام المنغروف البيئي على حد سواء. فالوظائف التي تولدها هذه الصناعات الجديدة تساعد العديد من الشباب على تجنب الاضطرار إلى الهجرة إلى مكان آخر بحثا عن عمل، وتساعد الصناعات نفسها في تعزيز المساواة بين الرجال والنساء.

وتقول Maimouna Camara، وهي تعمل في تربية النحل: "هناك العديد من الفوائد حتى بعد البيع". "فنحن نحقق المزيد من الأرباح، وهذا لا يتيح لي تسجيل أطفالي في المدرسة فحسب، بل يتيح لي أيضا شراء اللوازم وأشياء أخرى."

وتضيف قائلة: "إذا أردتُ الحصول على المحار، فأنا أعرف أين أجده."

تعرف على المزيد حول عمل الصندوق في السنغال.