Tracking investments in Tunisia with remote sensing

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

تتبّع الاستثمارات في تونس عن طريق تكنولوجيات الاستشعار عن بعد

المقدر للقراءة دقيقة 6

يمكن رؤية العديد من العناصر التي تتضمنها المشروعات الممولة من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية من الفضاء – بدءا من الهياكل التي يصنعها الإنسان كالطرق والمباني إلى المعالم الطبيعية مثل المناطق الحرجية. فما دامت الإحداثيات الجغرافية الدقيقة لأحد العناصر معروفة، يمكن استخدام الصور الساتلية لرصد أي تغييرات قد حدثت.

فعلى سبيل المثال، أنشأ مشروع التنمية الزراعية الرعوية وسلاسل القيمة المتصلة بها في ولاية مدنين في تونس ما يزيد على 140 كيلومترا من الطرق. وكان التحقق من طول هذه الطرق شخصيا سيستغرق يومين. لكن التحقق منه باستخدام برنامج Google Earth لم يستغرق سوى ساعات قليلة.

كما يمكن رؤية المواقع الأخرى التي استثمر فيها المشروع، كالسدود والدفيئات الزراعية، بواسطة الأقمار الصناعية. وتتيح الصور العالية الاستبانة تتبع تطور هذه الاستثمارات وغيرها، بما في ذلك مخططات الري وجهود إعادة التحريج.

ويعد استخدام تكنولوجيا رصد الأرض لكشف التغييرات بهذه الطريقة خيارا فعالا من حيث التكلفة وتوفير الوقت لرصد المناطق الكبيرة والمواقع المتعددة. ورغم أنه لا يمكن أن يحل محل الزيارات الميدانية أو الانخراط مع المشاركين في المشروعات، فإنه مفيد خصيصا لتتبع وتقييم آثار أنشطة المشروعات في المناطق النائية أو المناطق التي يتعذر الوصول إليها – مثلا بسبب النزاعات أو في الفترات التي تفرض فيها قيود على السفر.

إلى اليسار: صورة ملتقطة في موقع تواجد دفيئة تم إنشاؤها في إطار مشروع التنمية الزراعية الرعوية وسلاسل القيمة المتصلة بها في بلدية بني خداش (© PRODEFIL). وإلى اليمين: صورة لنفس الهيكل من خلال الأقمار الصناعية (© Maxar Technologies).

أهمية إعداد خرائط مواقع الاستثمارات

يتطلب هذا النوع من الرصد عن بعد أولا جمع بيانات جغرافية ومكانية (تسمى أيضا بيانات نظم المعلومات الجغرافية) من مواقع الاستثمارات. فبدون معرفة الموقع المحدد، لا يستطيع المحللون أن يعرفوا أين يبحثون عن التغييرات أو قد يكشفون تغييرات غير ناتج عن أنشطة المشروع.

وفيما يتعلق بإعداد خرائط لاستثمارات الصندوق، تأتي بيانات نظم المعلومات الجغرافية في ثلاثة أشكال مختلفة: الأضلاع التي تشير إلى المناطق (لأراضي الزراعية، على سبيل المثال)، والأشكال المتعددة الخطوط التي تشير إلى العناصر المقطعية (الطرق، على سبيل المثال)، والنقاط التي تشير إلى مواقع قائمة بذاتها ذات إحداثيات (المخازن، على سبيل المثال). ورغم أن هذه الأنواع من البيانات يمكن الحصول عليها باستخدام هاتف ذكي أو حاسوب لوحي، ينبغي استخدام أجهزة النظام العالمي لتحديد المواقع المتخصصة لأنها أكثر دقة. ولتسهيل إجراء التحليل، ينبغي أيضا تسجيل نوع الاستثمار والمتغيرات الأخرى (مثل التواريخ التي بدأت أو تستكمل فيها الأنشطة المختلفة، وما إذا كان مشروع ما جديدا أو إعادة تأهيل).

ويقوم بالفعل ما يزيد على 60 مشروعا ممولا من الصندوق بجمع بيانات نظم المعلومات الجغرافية عن أنشطتها بدرجات متفاوتة. فمقاولو الأعمال الهندسية، على سبيل المثال، غالبا ما يحددون القياسات باستخدام نظام المعلومات الجغرافية عند تصميم عناصر البنية التحتية. غير أنه ينبغي للصندوق أن يبدأ بجمع هذه البيانات بشكل أكثر منهجية لتسهيل الرصد والتقييم عن بعد.

سد لإعادة تغذية المياه الجوفية تم إنشاؤه في إطار مشروع التنمية الزراعية الرعوية وسلاسل القيمة المتصلة بها في بلدية بني خداش. إلى اليسار الصورة الملتقطة في الموقع (© PRODEFIL)، وإلى اليمين صورة ساتلية (© Maxar Technologies).

تحديد مواقع الاستثمارات على الصور الساتلية

بمجرد قياس الأبعاد المكانية لأحد المواقع، يمكن استخدام إحداثياته لتحديد مكانه على الصور الساتلية. ويمكن إجراء تحليل سريع وبسيط (على غرار ما جرى بالنسبة إلى الطرق التي شيدت في إطار مشروع التنمية الزراعية الرعوية وسلاسل القيمة المتصلة بها) باستخدام أدوات مجانية وسهلة الاستعمال مثل Google Earth أو Global Forest Watch، التي تتيح للمستخدمين الوصول إلى مجموعة صغيرة من الصور العالية الاستبانة.

ويتطلب إجراء تحليل أكثر تطورا الخبرة في مجال نظم المعلومات الجغرافية ورصد الأرض لمعرفة أين يمكن الحصول على صور مناسبة وكيفية معالجتها. ويستخدم المحللون مجموعة متنوعة من البرامج الحاسوبية المتخصصة، بدءا من منصات المعالجة مثل Google Earth Engine إلى برامج إعداد الخرائط مثل QGIS وبرامج الإحصائيات مثل R من أجل تحقيق نتائج مفصلة.

وغالبا ما يكون لدى مقدمي الصور الساتلية بوابة واحدة أو أكثر يمكن فيها تحميل البيانات أو الوصول إليها من خلال السحابة. وتوفر أكبر أرشيفات البيانات المتوسطة والعالية الاستبانة المجانية، مثل MODIS وLandsat وSentinel (وهو جزء من برنامج Copernicus Programme التابع لوكالة الفضاء الأوروبية) صورا متفاوتة الاستنابة. ولدى العديد منها بنوك بيانات تعود إلى سنوات أو عقود مضت (وصولا إلى السبعينات في حالة Landsat).

ولكن إجراء تحليل أكثر تطورا يتطلب توافر صور أكثر استبانة بكثير. ويتيح مقدمو الخدمات مثل AIRBUS وDigital Globe وPlanet صورا ذات استبانة عالية للغاية (تصل إلى 20 سنتيمترا). وتتوقف تكلفة هذه الصور على ما يلزم من حيث المساحة ودرجة الاستبانة والفت. ويتخصص أيضا عدد من مقدمي الخدمات هؤلاء في كشف التغييرات بمرور الوقت.

خزان مياه قيد الإنشاء في بلدية بني خداش، الصورة الملتقطة في الموقع
(إلى اليسار، © PRODEFIL)، صورة ساتلية (إلى اليمين © Maxar Technologies).

وكان تحديد المواقع الدقيقة للاستثمارات على الخرائط أمرا قيما لفريق المشروع حتى يتمكن من تنفيذ أنشطته وحتى يتمكن الصندوق من الإشراف على المشروع. وتقوم حاليا المشروعات الأخرى التي يدعمها الصندوق في تونس بإعداد خرائط لأنشطتها أيضا. ويستخدم الصندوق هذه البيانات ليس فقط لكشف التغييرات، بل أيضا كأحد عناصر تقدير أثر المشروعات للمساعدة في تقييم مدى المشروع.

وتستخدم وكالات الأمم المتحدة الأخرى هذه التكنولوجيات أيضا. فعلى سبيل المثال، تستخدم خدمة نظام رصد أثر الأصول التابعة لبرنامج الأغذية العالمي صور ساتلية وتقنيات رصد المناظر الطبيعية لتقييم بعض أنشطة مشروعاته، بما في ذلك أنشطة تطوير البنية التحتية وترميم المناظر الطبيعية.

 وينطوي رصد الأرض على بعض أوجه القصور. فتغطية بيانات الصور الساتلية فوق المناطق ذات الغطاء السحابي الدائم محدودة. وقد تكون بعض الأنشطة (مثل إعادة تأهيل جسر صغير أو قناة) صغيرة للغاية أو مستترة بحيث يتعذر كشفها والصور العالية الاستبانة يمكن أن تكون مكلفة. غير أن الجمع بين البيانات المتعلقة بمواقع النظام العالمي لتحديد المواقع والصور الساتلية يتيح لمخططي المشروعات ومديريها ومقيّميها أداة قوية بصورة متزايدة لتحسين فعالية الاستثمارات الإنمائية.