In Nicaragua, coffee and cocoa make life sweeter

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

في نيكاراغوا، القهوة والكاكاو يزيدان الحياة حلاوة

المقدر للقراءة دقيقة 10
©IFAD/ Todd M. Henry

يمكن للقهوة والشوكولاتة القيام بما يفوق بكثير مجرد إعطائنا دفعة من الطاقة في الصباح.

على مدى السنوات السبع الماضية، قام مشروع التكيف مع تغيّر المناخ والأسواق، الذي تلقى التمويل من الصندوق واضطلعت بتنفيذه وزارة الأسرة والمجتمع والاقتصاد التعاوني والتشاركي في نيكاراغوا، بتحسين المداخيل ونوعية الحياة لأكثر من 45 000 أسرة في نيكاراغوا من خلال التنمية المستدامة لإنتاج البن والكاكاو.

ويعمل مشروع التكيف مع تغيّر المناخ والأسواق بشكل وثيق مع تعاونيات المنتجين وأعضائها، وكثير منهم من النساء والشباب، بغية مساعدتهم على الوصول إلى الأسواق المربحة للبن والكاكاو وزيادة قدرتهم على الصمود في وجه تغيّر المناخ. ولا تضفي النتائج الحلاوة على حياتهم فحسب، بل تحسّنها أيضا، بكل ما تنطوي عليه الكلمة من معنى.

Meylin  تصل إلى المقهى.

الرفاه للمجتمع – وللأرض

Duskaia هي كلمة في لغة الميسكيتو وتعني "رفاه الأرض". وهي أيضا اسم المقهى الذي تديره مجموعة مؤلفة من 10 رواد أعمال شباب في بلدة سان خوان ديل ريو كوكو، وهي بلدة صغيرة تقع في مقاطعة مادريز في شمال نيكاراغوا. وولد المشروع من فكرة الجمع بين شغفين لديهم: المحادثة والقهوة.

وعادت Meylin Moreno، وهي مهندسة معمارية شابة، من العاصمة ماناغوا إلى مسقط رأسها للانضمام إلى المجموعة وتحقيق حلمها. وتشرح قائلة: "وُلِد معظمنا محاطين بالقهوة". "إن شغف القهوة يقودنا. ونحن لا نريد أن نقدم القهوة فحسب، بل أن نقوم بذلك في أجواء لطيفة".

ويعتبر Duskaia أكثر من مجرد مقهى – فهو مكان يتم فيه تكريم الثقافة والتقاليد كل يوم. ويقدم المقهى أيضا قائمة طعام متكاملة تتضمن الأطباق المحلية النموذجية المصنوعة من المنتجات التي تزرعها التعاونية الزراعية Coagroalianza ، والتي تضم بين أعضائها رواد الأعمال العشرة جميعهم.

وتتلقى المجموعة الآن الدعم من تعاونية Coagroalianza ومشروع التكيف مع تغيّر المناخ والأسواق على حد سواء. وعلى وجه الخصوص، ساعد المشروع شركاء الأعمال العشرة – وهم خمسة رجال وخمس نساء - على تلقي التدريب في كل المجالات بدءا من الممارسات الزراعية الجيدة والاستدامة البيئية إلى المحاسبة، ووصولا إلى التسويق والعلاقات العامة.

وتقول Meylin: "لقد تغيّرنا كثيرا". نحن الآن أكثر حماسا وابتكارا، وأكثر امتنانا وإحساسا بالإنسانية. ونحن نقوم بذلك من أجل أنفسنا، ولكن أيضا من أجل عائلاتنا ومجتمعنا المحلي. ونرغب في أن يعرف آباؤنا أننا مستعدون لتولي المسؤولية".

ويُعد مشروع Duskaia دليلا على أنه عندما يلتقي الابتكار بالتقاليد والحماس بالانضباط، يمكن للشباب أن يصبحوا أبطال التنمية الريفية. ويمكن لعملهم الجاد وتفانيهم أن يحسنا ليس مداخيلهم فحسب، بل أيضا نوعية حياتهم وآفاق مجتمعاتهم المحلية.

أعضاء من المجموعة التضامنية لنساء وشباب الكاريبي يعملون في منشأة صنع الشوكولاتة

فرصة حلوة

خرجت عجينة الشوكولاتة للتو من آلة صنع الشوكولاتة. وتأخذ كل من النساء البالغ عددهن 15 امرأة المجتمعات في الغرفة جزءا من العجينة، ويقمن بوزنها، وتشكيلها بصور مختلفة (أشكال اليوم هي النجوم، والمستطيلات والأجراس). وتقمن بعد ذلك بتعبئة الحلويات وإعدادها للبيع.

ومنذ زمن غير بعيد، لم تكن النساء يستخدمن آلة صنع الشوكولاتة. ولطالما كان الكاكاو محصولا ثانويا في مسقط رأسهن في بلدة إل راما، وهي بلدة صغيرة في منطقة الحكم الذاتي الواقعة على الساحل الجنوبي للبحر الكاريبي في نيكاراغوا. ولكن بعد فترة قصيرة من بدء تعاونية COOPROCAR )التعاونية الزراعية المحلية) بالتعريف به كرادع للآفات والأمراض التي تؤثر على محاصيلهن الأخرى، أدركن ما يتمتع به الكاكاو من إمكانيات واعدة.

وفي البداية، لم تكن فكرة تشكيل مجموعة بديهية بالنسبة إليهن. فلم يكن يعرفن شيئا عن الكاكاو أو صناعة الشوكولاتة، وبالنسبة لمعظمهن، كانت تلك هي المرة الأولى التي يعملن فيها خارج المنزل. وكان العمل في مجال الكاكاو يعني أيضا الانضمام رسميا إلى تعاونية COOPROCAR، وقد واجهن بعض المقاومة في البداية – ولا سيما من قبل الأعضاء الذكور في التعاونية.

وتقول Coralia Cortéz، إحدى عضوات المجموعة: "لكننا حافظنا على تصميمنا واتحادنا حتى أصبحنا جزءا من المنظمة".

ودخلت المجموعة - المعروفة حاليا باسم المجموعة التضامنية لنساء وشباب الكاريبي - في مجال صناعة الشوكولاتة مباشرة، وذلك بمجرد تشكيلها رسميا. وتعلّمت عضواتها، بدعم من مشروع التكيف مع تغيّر المناخ والأسواق، كيفية التعامل مع الكاكاو وتجهيزه، واكتسبن أيضا المهارات التي يحتجن إليها لتنظيم أنفسهن وإدارة أعمالهن.

وعملهن اليوم هو "مشروع حلم"، على حد وصف Leda Guido إحدى العضوات في المجموعة. وهن يأملن في اكتساب سمعة طيبة نظرا إلى جودة منتجاتهن العالية، وترسيخ أنفسهن على المستوى المحلي والوطني - ولما لا؟ - في الأسواق العالمية.

وتقول إحدى العضوات في المجموعة وتدعى Julissa Massiel: "على الرغم من أن إنتاجنا لا يزال منخفضا، إلا أن الطلب على منتجاتنا آخذ في الازدياد". "ونحن نرسل الشوكولاتة والكاكاو ومشروب الكاكاو إلى ماناغوا، ويجري توزيعها في اليوم نفسه."

ويشارك مديرو مشروع التكيف مع تغيّر المناخ والأسواق المجموعة ثقتها أيضا: حيث زادوا استثماراتهم من
 10 000 دولار أمريكي إلى 40 ألف دولار أمريكي.

وتضيف Julissa: "مع هذا التمويل الجديد، نقوم بزيادة فرص الإنتاج والتسويق لدينا".

ومع أن أحلام عضوات المجموعة لا تزال كبيرة، إلا أنهن يجنين الثمار بالفعل – وذلك بطرق مختلفة عديدة.

وتقول إحدى العضوات في المجموعة، Nanci Obregón: "نشعر بالتحرر هنا". و"يمكننا القيام بما هو مفيد بخلاف رعاية كبار السن والأطفال، كما أننا نحصل على تقدير عائلاتنا ومجتمعنا المحلي."

وهي تدرك، مثل أي شخص آخر، أهمية جهد المجموعة لتحقيق تقدمها. وكما تقول: "وحده العمل الجماعي يضعنا على طريق النجاح."

Merling (إلى اليسار) تحمل جذعا من الموز.

القهوة من أجل التغيير

كما هو الحال في بلدة إل راما، تشكّل منطقة لاغونا دي لاس برلاس الأصلية والمنحدرة من أصل أفريقي أيضا جزءا من منطقة الحكم الذاتي الواقعة على الساحل الجنوبي لبحر الكاريبي. وهنا أيضا، لم تكن القهوة تحظى بشعبية كبيرة على الإطلاق - إذ اقتات السكان منذ زمن بعيد على المحاصيل الأخرى والصيد الحرفي.

ومع ذلك، أظهر ممثلو مشروع التكيف مع تغيّر المناخ والأسواق في عام 2015 للمزارعين المحليين كيف يمكن لزراعة حبوب البن أن تضفي التنوع على إنتاجهم وتحسن مداخيلهم. وبعد فترة وجيزة، أطلق المشروع مبادرة تضم 205 أسر من 15 مجتمعا محليا لتعزيز قدراتها على إنتاج بن روبستا.

وترأس Merling Joines إحدى هذه العائلات، وهي امرأة تبلغ من العمر 56 عاما من أصل أفريقي من سكان المجتمع المحلي في مانهاتان. وعندما بدأ المشروع، كانت Merling موظفة في البلدية. ولكن بصفتها أما عازبة لسبعة أطفال، فإنها لطالما وجدت أن راتبها لم يكن كافيا لتغطية نفقاتها، لذلك كانت دائما تزرع حقولها كنشاط جانبي.

وقام مشروع التكيف مع تغيّر المناخ والأسواق بتدريب الأسر المشاركة في كل المجالات بدءا من الزراعة المستدامة للبن إلى مكافحة الأمراض ووصولا إلى تجهيز الأسمدة العضوية. وتضمنت التدريبات ممارسات مراعية للبيئة مصممة لتعزيز قدرة المزارعين الأسريين على الصمود في وجه تغيّر المناخ – وهو عنصر أساسي في مشروع التكيف مع تغيّر المناخ والأسواق. وزوّد المشروع المزارعين أيضا بالأدوات اللازمة للتصدي للمسائل الاجتماعية كعدم المساواة بين الجنسين وانعدام الأمن الغذائي والتغذوي.

وتقول Merling: "أعطت التدريبات نتائج رائعة". وأعربت عن تقديرها بشكل خاص لفرصة التحدث مع التعاونيات المجتمعية في بلدية نويفا غينيا الداخلية التي كانت قد نفذت بالفعل النظام نفسه.

وأنشأ المشروع مناطق لزراعة البن تحت ظل الأشجار الطويلة، وهي ممارسة تسمح للمزارعين بتجنب الاستخدام المكثف للكيماويات الزراعية، كما هو الحال عادة في أجزاء أخرى من البلاد. ووزع المشروع نباتات مثل أشجار الفاكهة والأخشاب التي تحقق غرضا مزدوجا يتمثل في تظليل نباتات البن وتنويع المحاصيل المتوفرة.

واليوم، تعد عائلة Merling إحدى العائلات البالغ عددها 20 عائلة والراغبة في بذل المزيد من الجهود. وتأمل هذه العائلات في تكوين جمعية خاصة بها لزيادة إنتاجها، وإضافة القيمة إلى البن الذي تنتجه، وتسويقه في كل مكان ممكن.

وتتطلع Merling قدما أيضا إلى مواصلة تقدمها. وهي لا تتردد على الإطلاق عند قولها: "في عمري، تعتبر القدرة على تعلم أشياء جديدة تجعل الحياة أسهل فرصة عظيمة".