جني الثمار: البنية التحتية توفر فرصاً لمربي الماشية في الريف الصيني

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

حصاد الجوائز: توفر البنية التحتية فرصًا لمربي الماشية في الريف الصيني

المقدر للقراءة دقيقة 7

تقع قريتا نايهي ودجاوا في منطقة ليوبانشان الجبلية داخل منطقة نينغشيا هوي ذاتية الحكم في الصين، ويحيط بهما المشهد الخلاب الوعر المشهور عالمياً. ومع ذلك، فإنهما تعانيان من الموارد الطبيعية الشحيحة وموقعهما النائي الذي يصعّب على المزارعين إمكانية الوصول إلى الأسواق.

ونتيجة لذلك، عانت العديد من الأسر من الفقر لأجيال وأجيال. ويعيش ما يصل إلى 600 ألف شخص في منطقة ليوبانشان، ومنهم حوالي 40 في المائة من المزارعين، تحت خط الفقر الوطني. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على مجتمع الهوي Hui، وهو أقلية عرقية محلية، يشكل أفرادها 60 في المائة تقريباً من إجمالي سكان المنطقة.

وفي ظل هذه الظروف، أطلق الصندوق ووزارة الزراعة والشؤون الريفية لحكومة الصين البرنامج الابتكاري للحد من الفقر: تنمية الأعمال الزراعية المتخصصة في سيشوان ونينغشيا في عام 2018. ويركز البرنامج في سياق جهوده الرامية إلى مساعدة المشاركين فيه في مقاطعتي نينغشيا وسيشوان على الخروج من الفقر، تركيزاً خاصاً على إنشاء البنية التحتية وصيانتها.

وفي قريتي نايهي ودجاوا، تم ري 160 هكتاراً من الأراضي الزراعية والانتهاء من تسوية الأراضي وتحسين التربة بنجاح على مساحة 80 هكتاراً. ووصف أحد ممثلي المقاطعة هذه التدخلات بأنها "تبث حياة جديدة في هاتين القريتين". وبالإضافة إلى هذه الجهود، يساعد البرنامج الابتكاري للحد من الفقر: تنمية الأعمال الزراعية المتخصصة في سيشوان ونينغشيا فرادى المزارعين في مشروعات البناء الأصغر نطاقاً أيضاً - وقد بدأ المزارعون بالفعل يرون النتائج.

الاستثمار في البنية التحتية الريفية يؤدي إلى زيادة دخل المزارعين

يقوم المزارعون في قرية نايهي بتربية الأغنام والماشية منذ عقود. ومع ذلك، لطالما عانوا من الافتقار إلى المرافق الملائمة للماشية، مما جعل تربية الحيوانات أمراً صعباً وقلل من العدد الذي يمكنهم بيعه - مما جعلهم أمام عدم كفاية الأموال لتحديث المرافق، وأدى إلى محاصرتهم في حلقة مفرغة.

وبفضل البرنامج، أصبحت تربية المواشي أسهل - وأكثر ربحية. فقد أقام البرنامج خزانات جديدة، وأعاد بناء حظائر الماشية وقام بتحديث قاعدة العلف للمزارعين المحليين، مما أدى إلى إيجاد نظام ري أكثر كفاءة. وتضمن هذه المرافق الجديدة أيضاً ملاءمة السكن والأعلاف للحيوانات، مما يزيد من متوسط العمر المتوقع لها ويسهل تكاثرها.

أبقار ترعى بأمان في حظيرة الماشية الجديدة التي تم بناؤها بدعم البرنامج الابتكاري للحد من الفقر: تنمية الأعمال الزراعية المتخصصة في سيشوان ونينغشيا، قرية نايهي.

شاهد Ma Wenyi، وهو مزارع يعيش في قرية نايهي، هذه النتائج بنفسه. فلطالما كان يربي الماشية، ولكن نظراً لأن حظيرة القرية السابقة كانت صغيرة جداً، كان مقيداً من حيث العدد الذي يمكنه تربيته وبيعه كل عام - الأمر الذي كان يحد من الأرباح التي يستطيع أن يحققها.

ولكن بفضل حظيرة الماشية الجديدة، أصبحت المساحة المتاحة له أكبر بكثير. وفي العام الماضي، تمكن من تربية ثماني بقرات وبيع أربعة منها، مما شكل زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة.

ويقول بفخر: "يمكن بيع كل بقرة مقابل 25000  يوان في المتوسط. ولقد ربحت أكثر من 000 100 يوان [أي حوالي 000 500 14 دولار أمريكي] بمجرد تربية الأبقار العام الماضي. هذا أكثر من كافٍ لإعالة عائلتي! والآن بعد أن جهز البرنامج لنا أنابيب الري، لن نحمل همّ العلف العام القادم أيضاً".

Ma Wenyi أثناء عمله في حظيرة الماشية، قرية نايهي.

وفي الوقت نفسه، في قرية دجاوا، يجري بناء الصوامع خلال هذا الصيف. وتشكل زيادة سعة الصوامع عنصراً مهماً آخر لتربية حيوانات بصحة أفضل، لأنها تضمن حصولها على إمدادات كافية من العلف المحمي من العناصر.

ومثل Ma Wenyi، وجد Han Zhiquan المقيم في دجاوا أيضاً أن تجارته في مجال تربية الماشية مقيدة بسبب نقص المساحة. فقد قام بتربية 10 بقرات هذا العام - وكان بإمكانه تربية المزيد، لو كان لديه صومعة كبيرة بما يكفي لتخزين الكمية اللازمة من العلف. وفي الآونة الأخيرة، بفضل دعم البرنامج، بدأ ببناء صومعة أكبر لمزرعة عائلته.

ويقول: "الآن في وجود مثل هذه الصومعة الكبيرة، أصبح بإمكاني تربية أكثر من اثني عشر بقرة العام المقبل". وهو يتطلع إلى الدخل الإضافي الذي ستحققه أيضاً بقراته.

Han Zhiquan وهو يبني صومعته الجديدة، قرية دجاوا.

من سمات العصر: زيادة المبيعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي

بالعودة إلى قرية نايهي، تضع Ma Mei مع عائلتها خططاً للمستقبل بشغف شديد. إنهم يمتلكون 20 رأساً من الأغنام، وهي مصدر دخل رئيسي لها بالفعل. ومع التوسع في حظيرة الماشية، تفكر أيضاً في شراء بعض العجول لتربيتها وبيعها في العام المقبل أيضاً.

وتقوم Ma Mei كذلك بتجربة طريقة جديدة كلياً للبيع: تطبيقات الفيديو على هاتفها. فلقد أصبحت فعاليات البيع عبر الإنترنت، التي يتم بثها مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل TikTok وKuaishou (تطبيق صيني لمشاركة الفيديو)، تشكل توجهاً رائجاً في الصين خلال جائحة فيروس كورونا المستجد. وعلى سبيل المثال، خلال العطلة الوطنية للصين التي استمرت خمسة أيام في وقت سابق من هذا العام، تضاعف عدد حملات المبيعات عبر الإنترنت من خلال البث المباشر، حيث سجلت بعض الفعاليات مبيعات وصلت إلى 140 مليون يوان (19.8 مليون دولار أمريكي).

وقد انضم قطاع الزراعة أيضاً إلى هذا التيار، حيث أصبحت الماشية تباع عبر تلك الحملات على الإنترنت. إن Ma Mei من المعجبين بذلك.

فهي تقول: "كلما تسنى لي الوقت، أشاهد مقاطع الفيديو هذه وأجدها ممتعة للغاية. فأجد مثلاً شخصاً يتحدث معي جدياً عن شراء الأغنام. إنه أمر ممتع."

وبينما تخطط هي وعائلتها للعام المقبل، تأمل Ma Mei أن تبدأ البث المباشر لبعض فعاليات المبيعات الخاصة بها. وهي ترى في ذلك وسيلة جذابة للتفاعل مع العملاء الجدد المحتملين.

Ma Mei، إلى اليمين، تتحدث مع مسؤول من البرنامج الابتكاري للحد من الفقر: تنمية الأعمال الزراعية المتخصصة في سيشوان ونينغشيا في حظيرة الماشية، قرية نايهي.

ويجري حالياً الإعداد للمرحلة القادمة من البرنامج. فبجانب مواصلة مشروعات البنية التحتية، سيركز البرنامج على توفير التدريب على المهارات للمشاركين ودعم إنشاء أعمال تجارية زراعية جديدة في جميع أنحاء منطقة البرنامج. وسوف تسترشد جميع الأنشطة التي يقوم بها باحتياجات المشاركين واهتماماتهم.

ومنذ فترة طويلة، كان مزارعو مقاطعة بينغيانغ يشقّون طريقهم إلى مجتمع xiao kang شياو كانغ وهو مصطلح صيني يشير إلى الحياة المريحة في الريف، حيث يكون الناس لا أغنياء ولا فقراء. ومع استمرار عملهم الجاد وإبداعهم، وبدعم من مشروعات مثل البرنامج الابتكاري للحد من الفقر: تنمية الأعمال الزراعية المتخصصة في سيشوان ونينغشيا، أصبح أسلوب الحياة هذا في متناول أيديهم بلا شك.

 

تعرف على المزيد عن الصندوق والصين.