Effective micro-organisms: The key to healthy soil and healthy diets in rural Lao

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الكائنات الدقيقة الفعالة: المفتاح لتربة سليمة وأنماط غذائية صحية في المناطق الريفية من لاو

المقدر للقراءة دقيقة 7
©IFAD/GMB Akash

كل صباح، تستيقظ السيدة Leng باكرا لإعداد وجبة الفطور لأسرتها المكونة من تسعة أشخاص. وبعد إرسال الأطفال الأربعة الأصغر سنا إلى المدرسة، تبدأ بالعمل في حديقتها المزروعة بالخضروات. وما إن تجمع محصول النهار حتى تذهب إلى السوق لبيعه. وأخيرا تعود في المساء لجمع المزيد من الخضروات لإعداد الوجبة المسائية لأسرتها.

وعلى الرغم من أن السيدة Leng تأتي من أسرة زراعية، فإنها لم تعمل على الدوام في زراعة الخضار. وقد قام أبواها حصرا بزراعة الأرز في المرتفعات، شأنهم في ذلك شأن معظم الأسر الأخرى في قريتها تالونغ لالاو في محافظة سالافانا الجنوبية بلاو. وبعد زواجها، عاشت حياة مشابهة: فكان زوجها يزرع الأرز في المرتفعات أيضا، ويعمل كأجير خارج المواسم. ولكن لأنهم كانوا يعتمدون في معيشتهم على محصول واحد، واجهت أسرتها، كغيرها من الأسر، نقصا في الأغذية لفترات تتراوح ما بين 3-4 أشهر في كل عام.

وفي عام 2010، بدأت السيدة Leng بزراعة حديقة للخضروات مساحتها 60 مترا مربعا وكانت تأمل بأن تتمكن أسرتها من ادخار المال الذي كانت تنفقه على شراء المنتجات الطازجة من السوق، وأن تضمن إتباعها لنمط غذائي متنوع ومغذ.

ولكن لم تزدهر زراعة إلا قلة قليلة من الخضروات في التربة الحمراء الصلبة. وفي محاولتها اليائسة كي لا تخسر المدخلات والجهود التي استثمرتها بالفعل، أنفقت Leng جميع مدخراتها على الأسمدة الكيميائية.

وفي البداية بدا وكأن هذه المواد الكيميائية مفيدة، لأن الخضروات ازدهرت. ولكن لاحظت  Lengتدريجيا أن التربة غدت صلبة أكثر مما كانت عليه، بحيث لم تعد المياه تتسرب منها، وأصبح للخضروات طعم مر غريب.

بعدئذ وفي عام 2015، وصل مشروع برنامج الأمن الغذائي والتغذوي وروابط الأسواق الذي يدعمه الصندوق إلى قرية تالونغ لالاو ومعه نهج فريد من نوعه: الكائنات الدقيقة الفعالة، وهي بكتيريا مزروعة خصيصا يمكنها تكييف التربة وإدارة الآفات.

ويبدأ المزارعون بجمع خليط الكائنات الدقيقة (الذي يوفره المشروع) مع نسب ثابتة من السكر والدبس وفضلات الخضراوات المقطعة. ويوضع هذا الخليط في عبوات مختومة تخزن بحيث يمكن للبكتيريا أن تقوم بعملها وتحول الخليط إلى سماد طبيعي غني أشبه بالحساء. وما إن يغدو هذا الخليط جاهزا حتى يخفف بالماء ويوضع على الخضراوات أو غيرها من المحاصيل. ويؤدي هذا الأمر إلى تفعيل الكائنات الدقيقة الطبيعية في التربة وتكييفها حتى تنمو الكائنات المفيدة الأخرى مثل ديدان الأرض. ويعتبر هذا الأمر أيضا حلا قائما على الطبيعة: أي أنه نهج شامل لتحسين الظروف المحلية يعزز رفاه البشر والبيئة على حد سواء.

ومن خلال الجمع بين التدريبات في مزرعتها، والزيارات لمواقع أخرى، والتواصل مع المزارعين الآخرين، تعلمت السيدة Leng بشغف كيف تنتج هذه الكائنات الدقيقة. وبدعم من المشروع، وسعت حديقتها لتصل مساحتها إلى 400 متر مربع كرست ربعها لإنشاء دفيئة تمكنها من زراعة الخضراوات العضوية على مدار السنة. وأعطاها المشروع أيضا بعض البذور والمعدات لمساعدتها على البدء بالعمل.

ومنذ ذلك الحين، ازدهرت حديقة السيدة Leng.

وتقول السيدة Leng: "غدت جودة التربة أفضل. وهنالك عدد أكبر من ديدان الأرض وعدد أقل من الآفات التي تحملها التربة، وانخفض نمو الأعشاب الضارة، وبدأت خضراواتي بالنمو بصورة أسرع، وأصبحت التربة لدي غنية وداكنة اللون. وبإمكاني الآن أن أرى بعض الخنافس في حديقتي، كما لاحظت أن تصريف المياه أصبح أفضل، والأهم من ذلك كله، يمكنني الآن أن أحتفظ بالمنتوج لمدة أطول".

وغدت السيدة Leng الآن مزارعة قيادية لهذا البرنامج. وبدعم من مكتب الزراعة والغابات في مقاطعتها أصبحت حديقتها الآن موقعا نشطا للتعلم المجتمعي، يأتي إليها المزارعون، حتى من قرى أخرى، لتعلم كيفية تكرار نجاحاتها.

وكما يقول Phetsouphanh Keodouangsy، وهو منسق المشروع في المقاطعة: "بإمكان الكائنات الدقيقة إذا ما استخدمت على نحو فعال أن تكون صديقة للمزارع، لأنها توفر المزيد من المغذيات والغلات. وقد لا يبدو هذا الأمر مفيدا كثيرا للبعض، ولكن دوره حاسم هنا في المناطق الريفية النائية. ويؤدي إلى تحسين التغذية والحصول على دخل أفضل وظروف معيشية مستدامة لصغار المزارعين".

وبالفعل فإن الزراعة هي المصدر الرئيسي للكفاف وسبل العيش لسكان المناطق الريفية من لاو. ولكن هذه الموارد الزراعية تتأثر للغاية بتغير المناخ مما يجعل سكان لاو يتمتعون بقدرة محدودة على التكيف مع تغير المناخ. وبالتالي فإن الحلول مثل الكائنات الدقيقة هي حلول حاسمة لمساعدة صغار المزارعين على بناء قدرتهم على الصمود وتحسين تغذيتهم وسبل عيشهم وصحة التربة في آن معا.

وحتى الآن، استفادت أكثر من 000 14 أسرة معيشية زراعية من المشروع. وبالإضافة إلى الكائنات الدقيقة، قدم المشروع للمزارعين العديد من التكنولوجيات والتقنيات الحديثة لتحسين محاصيلهم الغذائية والنقدية. وبين عامي 2014-2020، فإن العديد من المزارعين في القرى المشاركة في المشروع، وعددها 175، تمكنوا من مضاعفة غلاتهم من الخضراوات بدون اللجوء إلى استخدام الأسمدة الكيميائية. وتضاعف نصيب الفرد من دخل الأسر المعيشية المشاركة أيضا. وارتفع عموما حجم إنتاج 10 محاصيل من أصل 12 محصولا من أكثر المحاصيل شيوعا في المنطقة، في الوقت الذي شهد فيه حجم وغلة نفس المحاصيل في القرى غير المشاركة نموا أبطأ، أو حتى أنه تراجع.

وتعد السيدة Leng بكل فخر قوائم بالمحاصيل التي تنتجها، وهي الكرنب الصيني والخس والكزبرة والكرات والفليفلة الحارة والباذنجان والفاصوليا الطويلة والخيار واللبلاب. وتتناول أسرتها طعاما مغذيا كما أن لديها الكثير من المنتجات التي يمكنها بيعها في أسواق القرية والمقاطعة حيث تتمتع جودة وسلامة خضراواتها العضوية بشهرة كبيرة. وتقوم أيضا بتخليل أو حفظ بعض من فائضها. وغدت الأيام التي كانت فيها أسرتها تقضي جزءا من العام وهي تعاني من نقص في الأغذية مجرد ذكرى بعيدة.

وتضيف قائلة: "يمكننا أن نشم رائحة الخضراوات الطازجة الآن. فعندما كنا نستخدم الأسمدة الكيميائية والمبيدات الكيميائية، لم يكن بإمكاننا أن نشم هذه الرائحة، لا بل على العكس تماما. وبإمكاننا الآن أن نبيع منتوجنا على مدار العام بأسعار جيدة حتى في موسم هطول الأمطار".

تعرف على المزيد عن عمل الصندوق في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية.