IFAD-BRAC collaboration empowers rural people to build their climate resilience

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

يمكِّن التعاون بين الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ولجنة النهوض بالمناطق الريفية في بنغلاديش السكان الريفيين من بناء قدرتهم على الصمود في وجه تغيّر المناخ

المقدر للقراءة دقيقة 8
©IFAD/Susan Beccio

يُعدّ سكان المناطق الريفية، ولا سيما صغار المزارعين، من ضمن أشد فئات السكان تضررا جراء تغيّر المناخ. وقد زاد تغيّر المناخ من صعوبة التنبؤ بأنماط الطقس ومن شدة الأحداث المتعلقة بالطقس. وتُلحق هذه الآثار مجتمعة الضرر بالنظم الإيكولوجية المحلية (ولا سيما موارد المياه)، وتهدد سبل العيش القائمة على الزراعة التي يعتمد عليها مئات الملايين من الأشخاص في السياقات الريفية من أجل بقائهم.

ويتأثر صغار المزارعين الريفيين كذلك بصورة غير متناسبة بالفقر، ولا سيما الفقر المدقع (الذي يُعرّف على أنه العيش على أقل من 1.90 دولار أمريكي في اليوم). وفي جميع أنحاء العالم، يعيش 75 في المائة من السكان الذين يعانون من الفقر المدقع في المناطق الريفية، ويعمل 63 في المائة منهم في الزراعة. وهم لا يعتمدون على الأعمال الزراعية المراعية للمناخ من أجل كسب دخلهم فحسب، بل أيضا لدعم النظم الغذائية التي تلبي احتياجاتهم الأساسية واستدامتها. وتتأثر النساء الريفيات اللواتي يعانين من الفقر المدقع بشكل خاص وحاد من عواقب الصدمات المناخية. وفي كثير من الأحيان، يواجهن بالفعل التمييز في حصولهن على الموارد، والتعليم والوصول إلى الأسواق التي يحتجن إليها من أجل تشغيل سبل العيش الزراعية. ويؤدي استفحال تغيّر المناخ إلى مضاعفة هذه التفاوتات المنهجية، وإلى تفاقم القضايا طويلة الأمد المتعلقة بالفقر، وانعدام الأمن الغذائي والظلم.

نهج مثبت لتمكين الناس الذين يعيشون في فقر مدقع في المناطق الريفية

ونظرا إلى التهديد المتزايد الذي يفرضه تغيّر المناخ على سكان الريف الذين يعيشون في فقر مدقع، ولا سيما النساء، يتعاون الصندوق مع مبادرة التخرج من فئة الفقر المدقع التابعة للجنة النهوض بالمناطق الريفية في بنغلاديش من أجل إعداد برامج قادرة على تمكين النساء الريفيات من بناء سبل عيش قادرة على الصمود في وجه الصدمات المناخية.

ويعتبر نهج التخرج الخاص بلجنة النهوض بالمناطق الريفية في بنغلاديش وسيلة فعالة لتلبية احتياجات الأشخاص الذين تركتهم النظم الحالية يتخلفون عن الركب. ويُعدّ التخرج بمثابة تسلسل زمني محدد من التدخلات يستند إلى معالجة الأسباب المتعددة الأبعاد للفقر المدقع. وبشكل عام، تتضمن هذه التدخلات ربط المشاركين بأنظمة الحماية الاجتماعية؛ وتوفير التدريب والأصول لتوليد الدخل، ومحو الأمية المالية ودعم الادخار؛ وتمكين المشاركين من خلال المشاركة المجتمعية.

وتتسم جميع التدخلات بمرونتها وبتكيفها مع المتطلبات المحلية، ويتم تيسيرها من خلال التدريب الشخصي. وتعمل هذه التدخلات بشكل رئيسي على مستوى الأسرة، وعادة ما يكون المشاركون الرئيسيون من النساء. و"تتخرج" الأسر المشاركة من البرنامج بمجرد بلوغها القيم القياسية للمعايير الرئيسية التي يحددها السياق المحلي.

وأثبت نهج التخرج، منذ تجربته الرائدة في بنغلاديش في عام 2002، فعاليته ليس في تمكين السكان من الإفلات من قبضة الفقر فحسب، بل وأيضا في تحسين نوعية حياتهم بعد انتهاء التدخلات. وأظهرت الأبحاث أن 93 في المائة من الأسر المشاركة لا تزال تحقق مكاسب طويلة الأجل، وذلك بعد مرور أكثر من خمس سنوات على إنجاز برنامج التخرج في بنغلاديش.

تعزيز القدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ في كينيا وتنزانيا

يُحقق التعاون بين الصندوق ولجنة النهوض بالمناطق الريفية في بنغلاديش بالفعل نتائج باهرة.

وفي كينيا، أدى تغيّر المناخ إلى زيادة تواتر موجات جفاف وشدتها في المناطق الشرقية من البلاد، مما يهدد سبل عيش المزارعين المحليين. ولمساعدة أبناء المنطقة من النساء والشباب الريفيين على بناء قدرتهم على الصمود في وجه هذه الصدمات وغيرها، دخل الصندوق ولجنة النهوض بالمناطق الريفية في بنغلاديش في شراكة مع حكومة كينيا ومنظمتين محليتين لتنفيذ برنامج وصول التقنيات والابتكارات المالية إلى المناطق الريفية للتخرج المالي.

ونظّم برنامج وصول التقنيات والابتكارات المالية إلى المناطق الريفية، من بين العديد من أنشطتها، دورات تدريبية لمساعدة المشاركين على تقليل المخاطر التي تتعرض لها سبل عيشهم، بما في ذلك استراتيجيات إدارة الجفاف. ووفّر لهم أيضا طرقا لتنويع دخلهم. وتلقى بعض المشاركين، على سبيل المثال، أصولا وتدريبا إضافيا لتشغيل المتاجر ومشروعات الأعمال الصغيرة بالإضافة إلى تربية الماشية (والتي تُعدّ نشاطا زراعيا شائعا في المنطقة). وتلقى آخرون المساعدة في تركيب نظم الري لأراضيهم الزراعية وتشغيلها. وربط البرنامج أيضا المشاركين بآليات الحماية المحلية القائمة، مثل نظام التحويلات النقدية الطارئة الذي يجري تفعيله أثناء موجات الجفاف.

وبحلول نهاية البرنامج الذي استمر 18 شهرا، زادت أكثر من 80 في المائة من الأسر المشاركة مدخراتها (بوسطي يعادل ​​150 دولارا أمريكيا لكل مشارك)، وتمكّنت من الوصول إلى مصدرين للدخل على الأقل، مما يدل على تحسن قدرتها على الصمود في وجه الصدمات المناخية.

تلقت Loise، إحدى المشاركات في برنامج وصول التقنيات والابتكارات المالية إلى المناطق الريفية للتخرج المالي، من سكان مقاطعة كيتوي في كينيا، تدريبا على استخدام مضخة المياه والري من وزارة الزراعة للتخفيف من آثار تغيّر المناخ على سبل عيشها.

 

ومن خلال شراكة جديدة مع الحكومة التونسية، ستطلق لجنة النهوض بالمناطق الريفية في بنغلاديش مع الصندوق، ابتداءً من عام 2021، برنامجا جديدا للتخرج يغطي القدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ من الألف إلى الياء، ويصل إلى السكان على أساس مستوى الفقر والضعف في وجه تغيّر المناخ على حد سواء. ونتيجة آثار تغيّر المناخ، غالبا ما يواجه سكان تونس الريفيون الذين يعانون من الفقر المدقع عوائق كبيرة في حصولهم على مياه الشرب العذبة والموارد الطبيعية، مما يعرّض مدخراتهم الأسرية، وصحتهم، وأمنهم الغذائي لخطر مستمر. وسيتمثل الهدف العام للبرنامج في مساعدة المشاركين من هذه المجموعات، ولا سيما النساء الريفيات، على تعزيز قدرتهن على الصمود على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وتتزايد الحاجة إلى برامج مماثلة تعالج نقاط تقاطع الفقر المدقع مع سبل العيش الريفية، وانعدام المساواة بين الجنسين، والضعف في وجه تغيّر المناخ، بشكل مأساوي. ولا يزال الصندوق ولجنة النهوض بالمناطق الريفية في بنغلاديش ملتزمين بالنهوض بالسياسات والبرامج التي تعالج الاحتياجات المتعددة الأبعاد للسكان الذين يعيشون في فقر ريفي وتعميم منظور القدرة على الصمود في جميع الأنشطة الإنمائية المستقبلية. ويجب علينا العمل بسرعة لتمكين سكان الريف، ولا سيما النساء اللواتي يعانين من الفقر المدقع، من أجل الاستعداد لتفاقم الصدمات المناخية.

تعرف على المزيد حول عمل الصندوق في كينيا وتنزانيا.

Steven Jonckheere هو كبير الأخصائيين التقنيين في الصندوق بقضايا التمايز بين الجنسين والإدماج الاجتماعي. وNazia Moqueet هي كبيرة المستشارين التقنيين لمبادرة التخرج من فئة الفقر المدقع التابعة للجنة النهوض بالمناطق الريفية في بنغلاديش. وJulie Kedroske هي مستشارة تقنية لمبادرة التخرج من فئة الفقر المدقع التابعة للجنة النهوض بالمناطق الريفية في بنغلاديش.