IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

مولدوفا تعاني بسبب الحرب في أوكرانيا – وأمامنا فرصة للمساعدة

المقدر للقراءة دقيقة 6

منذ بدأت الحرب في أوكرانيا، نزح حوالي نصف مليون شخص عبر الحدود إلى مولدوفا. ويبقى واحد من أصل كل 10 من هؤلاء اللاجئين في النهاية ضمن حدودها. والآن تستضيف مولدوفا، التي يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة فقط، أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين بالنسبة لعدد سكانها في العالم.

وأنا أشهد بشكل يومي الآثار الكبيرة للنزاع على وجوه صغار مزارعي البلد. فمولدوفا، التي تعتبر بين أفقر البلدان في أوروبا قبل الحرب، تعاني الآن من فقدان الواردات والصادرات المحدودة – كل هذا في الوقت الذي تدعم فيه جيرانها المحتاجين.

وفي دوري كمدير قطري للصندوق في مولدوفا، كان لي شرف العمل بصورة وثيقة مع المزارعين والحكومة الوطنية لمساعدة الفقراء الريفيين في البلد على بناء سبل عيش مستدامة. أما اليوم، فنحن نعالج أزمة جديدة قلة منا توقعت حدوثها – أزمة تختبر القدرة على الصمود التي عمل سكان مولدوفا بجد على بنائها.

ودعم الصندوق الآن ضروري أكثر من أي وقت مضى لمساعدة صغار المزارعين في مولدوفا على الاستجابة للأزمة والحفاظ على صمودهم.

فرص المساعدة تفلت من أيدينا

تستورد مولدوفا أكثر من 90 في المائة من بذورها، ووقودها، وأسمدتها من أوكرانيا وروسيا. وقد تركت الحرب 000 33 من المزارعين المولدوفيين صغار ومتوسطي الحجم خاوي الوفاض تقريبا.

ويخبرنا المزارعون بأنهم في حاجة ماسة لأن يزرعوا البذور في مايو/أيار بعد أن هيأت هطولات الأمطار في الفترة الأخيرة الظروف المواتية لزرع الذرة، وعباد الشمس، وفول الصويا.

غير أن الأسمدة اللازمة لزراعة هذه المحاصيل وغيرها مفقودة أيضا. ووفقا للمكتب الوطني للإحصاء، تستورد مولدوفا حوالي 000 300 طن من الأسمدة سنويا، الغالبية العظمى منها من روسيا وبيلاروس. وتقدّر الوزارة الوطنية للزراعة وصناعة الأغذية أنه من غير الأسمدة سينخفض إنتاج الأغذية الأساسية – مثل القمح، والذرة، والشعير – بنسبة 30 في المائة على الأقل خلال هذه السنة وحدها.

وفي هذه الأثناء، يرتفع سعر الحليب. ونظرا إلى أن مولدوفا تستورد كمية كبيرة من حليبها، هناك حاجة، وفرصة، لاستبداله بالحليب المنتج محليا. ولكن لا يمكن تلبية هذه الحاجة من غير العلف الحيواني المستورد الذي يعتمد عليه مزارعو إنتاج الألبان.

كما تتعرض صادرات البلد للضغوط. فعادة ما تصدر مولدوفا أقل بقليل من خمس منتجاتها الغذائية الزراعية إلى روسيا. أما الآن، فيقبع 000 120 طن من التفاح في التخزين البارد – ويجب بيعها خلال الشهرين القادمين، قبل أن يبدأ الموسم المقبل. ومع أن هناك بعض الفرص للتصدير إلى رومانيا، تقدر الوزارة الوطنية للزراعة وصناعة الأغذية حدوث خسائر حادة في قطاع الفاكهة وحده.

يُعدّ Sergei، العامل في منشأة لحفظ الفاكهة في جنوب شرق مولدوفا، التفاح لتصديره إلى روسيا وبيلاروس في هذه الصورة التي أخذت قبل الحرب.©IFAD/Paolo Marchetti

 

الدعم في أوقات أزمة غير مسبوقة

ما تحتاج إليه مولدوفا حقا، حتى أكثر من المدخلات، هو الدعم المالي. فالأصول السائلة ستتيح للمزارعين، والسكان الريفيين، والدولة على السواء أخذ زمام الأمور بأيديهم، وشراء ما يحتاجون إليه في الوقت الذي يحتاجون إليه، شرط معالجة النقص في الأسواق.

ويلعب الصندوق دورا استراتيجيا في تقديم هذا النوع من الدعم. فنحن نعمل بصورة وثيقة مع الوزارة الوطنية للزراعة وصناعة الأغذية، ووكالات الأمم المتحدة لتقييم الوضع وإيجاد حلول خلال هذا الوقت المتسم بالتحديات. ونحن ننظر في كيف يمكن استخدام خبرتنا في بناء القدرة على الصمود الريفي على أفضل وجه، وما هي المبادرات المالية – من قسائم التمويل الخاصة بالبذور المقاومة للجفاف والأسمدة البيولوجية، إلى المنح الخاصة بخزانات المياه السطحية ونظم جمع مياه الأمطار – التي توفر أفضل دعم للمزارعين الريفيين.

وفي نفس الوقت، نضع في اعتبارنا أن آثار الحرب في أوكرانيا ما زالت في بدايتها، وأن صغار المزارعين في مولدوفا والبلدان الأخرى سيحتاجون لطريقة لإدارة هذه الآثار والاستجابة للتحديات التي يواجهونها بالفعل.

ولهذا السبب نقوم نحن في الصندوق بتكثيف جهودنا لزيادة الإنتاج المحلي للأغذية، والحد من فواقد ما بعد الحصاد، وتعزيز الأسواق المحلية والإقليمية في بعض من أكثر البلدان تأثرا التي نعمل فيها.

لقد وجدت مولدوفا نفسها على الخطوط الأمامية لأزمة غير مسبوقة. ومع أن الصندوق أنشئ لدعم التنمية متوسطة وطويلة الأجل، يمكننا أيضا تحويل مواردنا لمعالجة الاحتياجات قصيرة الأجل التي تساعد على بناء القدرة على الصمود طويلة الأجل، بما في ذلك تقديم المدخلات الزراعية والدعم المالي. ومن خلال هذه الجهود، سيتمكن صغار المزارعين في مولدوفا من بناء قدرتهم على الصمود، واجتياز هذه الفترة المضطربة، ومواصلة إطعام السكان.   

سمير البجاوي هو المدير القطري لجمهورية مولدوفا في الصندوق.

طالع المزيد عن المشروعات الحالية التي يدعمها الصندوق في مولدوفا: مشروع الصمود الريفي، ومبادرة الحفاظ على المواهب لأغراض التحول الريفي.