تغير المناخ مسألة تهم الشباب

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

تغير المناخ مسألة تهم الشباب

المقدر للقراءة دقيقة 4
©IFAD/Susan Beccio

©IFAD/Susan Beccio

يحتل تغير المناخ مرتبة بين أهم الديناميات التي تشكل سبل عيش الشباب الآن وفي المستقبل. والحالة كذلك خصوصا في البلدان منخفضة الدخل والنمو السكاني السريع، وبالتالي التركيزات العالية من الشباب.

وينبغي للاستثمارات التي تستهدف شباب الريف أن تتصدى للمناخ لسببين بسيطين هما: أن نجاح واستدامة جهود إيجاد وظائف للشباب يعتمد على مناخ المستقبل (بالإضافة إلى عدد كبير من أوجه عدم اليقين الأخرى في البيئات الاقتصادية والسياساتية)؛ وسوف يتحمل شباب اليوم تكاليف الفشل طوال حياتهم.

تغير المناخ مسألة تهم الشباب لأن معظم البلدان التي يشكل فيها الشباب نسبة كبيرة من إجمالي عدد السكان تعتمد أيضا بشدة على الزراعة  – وهي قطاع معرض بصورة عالية لمخاطر تغير المناخ.

إن الصدمات المناخية الكامنة وراء موجات الجفاف، والفيضانات، والإجهاد الحراري، والحرائق، وارتفاع مستوى مياه البحار، وأضرار العواصف، والآفات، وغير ذلك من الآثار التي يتوقع أن تصبح أكثر تواترا وشدة ما لم يتم دمج التكيف والتخفيف بشكل مجدٍ وسريع في السياسات والاستثمارات الإنمائية. والبلدان التي لديها أعلى نسب من الشباب تعتمد بشدة على الزراعة (انظر الشكل 1).

ويتجلى تغير المناخ بطرق عديدة، ومعظمها ذات أهمية حاسمة للزراعة (المتعلقة بكل من المحاصيل والثروة الحيوانية) والأنشطة الأخرى التي تعتمد على الموارد الطبيعية، مثل الغابات ومصايد الأسماك.

والآثار المتوقعة لتغير المناخ عديدة: انخفاض غلات المحاصيل في العديد من المناطق، وتغيّر القيمة الغذائية للحبوب، والفواكه، والخضروات؛ ومعاناة الثروة الحيوانية من الإجهاد الحراري، والآفات والأمراض الجديدة؛ وتحول جغرافيا مصايد الأسماك مع الآثار الواقعة على المحيطات؛ وتقلص الغطاء الحرجي، مما يساهم في المزيد من تغير المناخ ويهدد سبل عيش المجتمعات التي تعتمد على موارد الغابات.

الشكل 1. الاعتماد على الزراعة والشباب كنسبة مئوية من إجمالي عدد السكان

المصدر: تقرير التنمية الريفية 2019، الفصل السابع

سيحتاج العديد من الشباب في البلدان التي تعتمد على الزراعة إلى بناء سبل عيش تعتمد على الزراعة، إما في المزرعة أو في قطاعات خدمات وتجهيز تتعلق بالزراعة. وعلى الرغم من أن الشباب كانوا تاريخيا يهجرون الزراعة بأعداد كبيرة، فمن غير المرجح أن يكون توفير فرص العمل في التصنيع والخدمات كافيا لاستيعاب ملايين الوافدين الجدد في قوة العمل. وسيبقى العديد من الشباب، ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء، في المزارع أو في المناطق الريفية في العقود القادمة.

يمكن قياس الضعف في مواجهة تغير المناخ من حيث التعرض، والحساسية، والقدرة على التكيف; وفي كل من هذه الأبعاد، يعد شباب الريف في البلدان الفقيرة من المحرومين. والتعرض، والحساسية مستمدان من الاعتماد على الزراعة، وسبل عيش تستند إلى موارد طبيعية أخرى، ونقص المعرفة ورأس المال اللازمين للتكيف. وتُقيَّد القدرة على التكيف بمزيد من الحواجز التي تواجه وصول الشباب إلى الأراضي، والائتمان، والتأمين بشكل متفاوت.

والاستثمارات (في التخفيف والتكيف) والإصلاحات السياساتية للحد من الحواجز أساسية لتجهيز الشباب من أجل سبل عيش ريفية ناجحة. ومن بين أهم المتطلبات:

  • العلوم الزراعية لبناء ذخيرة من التقنيات الحديثة ونُهج الإدارة المناسبة للمناخات المتغيرة
  • الاتصالات لربط شباب الريف بتيارات المعرفة الجديدة، ومع بعضهم
  • الخدمات الصحية والتعليم، بما في ذلك الصحة الإنجابية، لمساعدة الشبان والشابات على بناء رأس المال البشري، وإدارة القرارات التي تغير مجرى الحياة
  • البنية الأساسية، بما في ذلك الطرق، ونظم إدارة المياه، والطاقة الخضراء -  الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.  

ستوفر بعض الاستثمارات عوائد واضحة ومبكرة؛ والبعض الآخر الذي يُحتاج إليه بنفس القدر سيؤتي ثماره على المدى الطويل. والاستثمارات والإصلاحات السياساتية المطلوبة واسعة وتمتد إلى ما هو أبعد من التركيز حتى على الزراعة الذكية مناخيا. وشباب الريف في البلدان الفقيرة والتي تعتمد على الزراعة بحاجة إلى مناطق ريفية ذكية مناخيا، والتي تحتاج بدورها إلى نُهج برامجية. وسوف تشمل النُهج الناجحة مختلف القطاعات وتُشرك ملايين الشباب الحيويين مباشرة في عملية بناء الفرص لمستقبلهم.

انظر الفصل السابع من تقرير التنمية الريفية 2019 – تغير المناخ مسألة تهم الشباب، وورقة المعلومات الأساسية من تأليف Brooks et al 2019 من أجل تفاصيل أوسع عن هذا الموضوع.