Fighting fires with rice paddies in Sierra Leone

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

مكافحة الحرائق بواسطة حقول الأرز في سيراليون

المقدر للقراءة دقيقة 5
© IFAD/Oliver Mundy

ساعد برنامج إضفاء الطابع التجاري على زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة الذي يدعمه الصندوق حوالي 150 مجموعة من المزارعين في جميع أنحاء سيراليون على تحسين ممارساتها في زراعة الأرز في الأراضي الرطبة. واستحدث البرنامج نُظم ري منخفضة التكلفة في المستنقعات الواقعة في الوديان، مما أدى إلى إنشاء قنوات وحواجز تسمح للمزارعين بتوجيه المياه وتحويلها إلى حيث تبرز الحاجة إليها ومنع انجراف شتلات الأرز أثناء الهطولات الغزيرة.

وتسمح هذه الممارسة بزراعة الأرز والمحاصيل الأخرى ثلاث مرات سنويا عوضا عن مرة واحدة فقط – وتحقّق هذه المستويات الأعلى للغلات مكاسب للمزارعين على صعيد الدخل والأمن الغذائي.

وتأتي تنمية زراعة الأرز في الأراضي الرطبة في الوديان بمنفعة إضافية غير متوقعة. فقد أظهرت دراسة جديدة أن تنمية حقول الأرز تقلل من عدد حرائق الغابات في المناطق المحيطة.

ويركّز العديد من المزارعين في البرنامج حاليا بصورة أكبر على زراعة الأرز في الأراضي الرطبة فيما تقل ممارستهم لزراعة القطع والحرق. وتنطوي هذه الطريقة الأخيرة على تنظيف رقعة من الأرض في الغابة، وذلك باستخدام النار عادة، لإفساح المجال لزراعة لأرز والمحاصيل الأخرى. ويقوم المزارعون بزراعة الأرض لعدة سنوات إلى أن تنخفض خصوبة التربة، وينتقلون بعدها إلى منطقة أخرى. ولهذه الممارسة العديد من العيوب: إذ غالبا ما تكون غلات المحاصيل منخفضة فيما تتكبد البيئة المحلية تكاليف باهظة.

صور توضح انخفاض عدد الحرائق السنوية حول المستنقعات التي شملها الاستقصاء بين عامي 2012 (إلى اليسار) و2018 (إلى اليمين).

وسمع موظفو الصندوق من موظفي البرنامج المحليين ومن المزارعين أنفسهم بأن المزارعين المحليين يمارسون زراعة الأراضي الرطبة عوضا عن ممارسات القطع والحرق. وخلال بعثة المشروع الأخيرة في عام 2019، قرروا تحري الأمر بصورة أعمق. وعلى وجه الخصوص، أدرك موظفو الصندوق العاملون في مشروع يهدف إلى إدماج نظام المعلومات الجغرافية في جهود الرصد التي تبذلها الوكالة أن التحولات في ممارسات هؤلاء المزارعين قد تكفي لتوليد نتائج مرئية من الفضاء.

وكانوا على حق في ذلك.

وبفضل رسم خرائط الإحداثيات الشامل الذي قام به موظفو البرنامج، تمكّن فريق الرصد والتقييم الجغرافي في الصندوق من مقارنة المستنقعات التي قام البرنامج بتنميتها مع المستنقعات الأخرى التي لم يقم بتدخلات فيها. وقاموا بمطابقة البيانات مع مجموعة بيانات من نظام معلومات الحرائق لإدارة الموارد الخاص بالإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء.

وكانت نسبة الحرائق في المتوسط أقل بـ 2.8 في المائة خلال عام واحد ضمن 10 كيلومترات من حقول الأرز التي قام البرنامج بتنميتها، وهو ما يعادل انخفاضا يتجاوز نسبة 60 في المائة خلال مدة المشروع.

 تُظهر هذه الصورة مواقع الحرائق (نقاط أرجوانية وزرقاء) مقارنة بمستنقع جرت تنميته بواسطة البرنامج (أبيض). وفي هذه الحالة، كان هناك حريقان ضمن دائرة نصف قطرها 2 كم من هذا المستنقع.

وأظهر نظام المعلومات الجغرافية والتحليل الاقتصاد القياسي وجود 1.0 حريق أقل في المتوسط ضمن دائرة نصف قطرها 5 كيلومترات و0.3 حريق أقل في نطاق كيلومترين. وبقيت القياسات على حالها بعد التحكم بعوامل التشويش المحتملة الأخرى، بما في ذلك هطول الأمطار، ودرجة الحرارة، ودرجة ميل المنحدر، والبنية التحتية للطرق. وعادلت القيمة الاحتمالية لجميع النتائج 0.001، مما يعني أنها كانت ذات دلالة إحصائية (أي أن احتمال حدوثها نتيجة صدفة عشوائية منخفض للغاية).

وأمكن إجراء هذا التحليل فقط لأن فريق العمل المحلي للبرنامج جمع بدقة إحداثيات النظام العالمي لتحديد المواقع في المستنقعات كجزء من جهوده للتخطيط، وتتبع التقدم المحرز، والإبلاغ عن النتائج. وأخيرا، قام الفريق برسم خرائط لأكثر من 3 281 هكتارا من المستنقعات، منها 1 411 هكتارا جرت تنميتها في نهاية المطاف.

 أحد موظفي البرنامج يقوم بجمع إحداثيات النظام العالمي لتحديد المواقع لحقل أرز. © إضفاء الطابع التجاري على زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة

ولم يتوقع البرنامج أن تؤدي تنمية المستنقعات إلى حرائق أقل. وتشير هذه النتائج إلى أن لنوع التنمية الذي نفذه البرنامج في الوادي آثار إيجابية على كل من المزارعين والبيئة. وهي تشير أيضا إلى أن نموذج تنمية الوادي قابل للتكرار في أماكن أخرى من سيراليون. وفي الواقع، هنالك جهود أولية جارية بالفعل بفضل مشروع جديد يدعمه الصندوق في البلاد.

ويُعدّ نجاح هذه الدراسة أيضا بمثابة تأكيد على أن جمع وتتبع إحداثيات النظام العالمي لتحديد المواقع لأنشطة المشروع يعتبر أداة مفيدة للإدارة - وأنه يمكن الحصول على رؤى ثاقبة جديدة من خلال مقارنة مواقع المشروع مع مجموعات البيانات الخارجية.

 

شكر وتقدير

جرى تمويل هذه الدراسة من قبل برنامج التحدي الابتكاري التابع للصندوق. ويودّ المؤلفون أن يشكروا السيد Abu Bakar Sidique Bangura، الموظف المسؤول عن نظام المعلومات الجغرافية، وبقية فريق برنامج إضفاء الطابع التجاري على زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة على مساهمتهم بالمعلومات المعروضة هنا.

 تعرف على المزيد حول عمل الصندوق في سيراليون.