استعادة الطبيعة وسبل العيش: تجارب من زامبيا

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

استعادة الطبيعة وسبل العيش: تجارب من زامبيا

المقدر للقراءة دقيقة 6

© IFAD / Jeremy Hartley

يوم البيئة العالمي يوم مخصص لرفع مستوى الوعي بالقضايا البيئية وتشجيع العمل الوقائي. ويتفق موضوع هذا العام "حان وقت الطبيعة" بصورة خاصة مع عملنا هنا في الصندوق بشأن المسائل المتعلقة بالبيئة وتغير المناخ.

من بين جميع القوى التي تسهم في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، تُعد إزالة الغابات من أهمها. فهي تدمر النظم البيئية والموائل الأساسية للحياة البرية وتؤثر سلباً على سُبل العيش وتقلل من حجز الكربون. كما أنها تحدّ من التدوير الطبيعي للرطوبة من التربة، من خلال الغطاء النباتي إلى الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى انخفاض رطوبة الغلاف الجوي واحتمال التقليل من الهطولات المطرية. ويعمل وجود ما يكفي من الغطاء الحرجي على تقليل انسياب مياه الأمطار العاصفة، ومن شأن الحد من الانسياب التقليل من التعرية وتلوث المجاري المائية وآثار الفيضانات.  

وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على زامبيا، حيث تؤدي إزالة الغابات إلى خسارة ما يتراوح بين 000 250 و300 000 هكتار من الغطاء الحرجي سنوياً. وشهدت محافظتا لوابولا وموشينغا ومحافظات شمال البلاد إزالة الغابات وتدهورها على نطاق واسع على مر السنين، حيث أدى قطع الأخشاب وإنتاج الفحم والتوسع في الزراعة وتنمية البنية الأساسية والحرائق إلى تدميرها إلى حد كبير. وكانت تلك الأنشطة بمثابة استراتيجية بقاء ضرورية للقرويين الفقراء الذين يكافحون لتأمين قوتهم. ومع ذلك يُعد انتاج الفحم أحد الأسباب الرئيسية وراء خسارة مخزون الكربون.  

وفي زامبيا، لا يكفي التركيز على أصحاب الحيازات الكبيرة والصناعة فقط لمكافحة إزالة الغابات، حيث يتحمل المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة في البلاد مسؤولية 60 في المائة من انحسار المساحات الحرجية سنوياً. لذلك، لا بد أن ينخرطوا أيضاً في محاولة التوصل إلى حل.

وسعياً لإشراك المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، أبرمت حكومة جمهورية زامبيا، من خلال وزارة الزراعة وبدعم مشترك من الصندوق، اتفاق شراكة مع الأسواق المجتمعية من أجل الحفظ، ومنظمة العناية الكاملة بالأراضي لتقديم خدمات زراعية واستشارية، بما في ذلك تعزيز سُبل العيش المستدامة، كجزء من تنفيذ برنامج النهوض بإنتاجية أصحاب الحيازات الصغيرة في هذه المحافظات الثلاث. ومن بين التدخلات الأخرى، تم تثقيف المجتمعات المحلية من أصحاب الحيازات الصغيرة بشأن كيفية حماية الغابات والحد من إزالة الغابات مع تحقيق سُبل العيش المستدامة.

ومن خلال مختلف التدخلات، نجح قطاع أصحاب الحيازات الصغيرة في الحد من إزالة الغابات. ومع مراعاة التركيز على النتائج قصيرة الأجل ذات الأثر العالي مثل خفض معدلات استهلاك الأخشاب، وتبني أساليب أقل تدميراً لقطع الأشجار، والترويج للممارسات التي تشجع التجديد الطبيعي، أكّد المشروع على ما يلي:

  • • التنويع المحصولي. أدى توفير الحوافز المالية لزراعة المحاصيل الزراعية المتنوعة إلى تراجع زراعة القطن. وعادة ما يؤدي ذلك إلى خسارة كبيرة في الغطاء الحرجي، حيث يلزم إزالة مساحة أقل من الأراضي للزراعة. وسمحت زيادة التنويع (عن طريق إضافة محاصيل جديدة، مثل البقوليات) وتحسين تعاقب المحاصيل باستعادة خصوبة التربة،  مما أدى أيضاً إلى فترات إراحة أقصر للأراضي الزراعية وزيادة تقليل حاجة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة لقطع الأشجار.
  • E• خلايا نحل صديقة للبيئة. حتى الآن، قام المزارعون الذين يمارسون تربية النحل على نطاق صغير ببناء أكثر من 000 7 خلية نحل و000 12 خلية نحل خشبية. وتقلل هذه الخلايا الحاجة إلى قطع الأشجار للحصول على العسل البري بداخلها كما أنها توفر مصدر دخلٍ بديل لصناعة الفحم.
  • • مواقد الطاقة النظيفة. يستخدم ما مجموعه 723 5 أسرة في المنطقة الآن مواقد الطاقة النظيفة (المواقد الصاروخية). وقد أدى ذلك إلى خفض استهلاك الخشب بمقدار 1.95 طناً سنوياً لكل أسرة، مما أدى إلى تقليص بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى 50 في المائة في كمية الخشب الذي يتم الحصول عليه بصورة غير مستدامة. ويعادل ذلك خفض 3 أطنان من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون لكل أسرة في السنة مقارنة باستخدام الحرق المفتوح.
  • • نُظم الزراعة المستدامة. أدت قوة إدارة الغابات إلى ابتعاد الأُسر عن طريقة الزراعة على بقايا الحيازات المحروقة، واعتماد تقنيات زراعية محسَّنة وتنفيذ ممارسات زراعية تزيد الغلة وتحد من إزالة الغابات.

وأجرى البرنامج أيضاً أنشطة ذات منظور طويل الأجل:

  • • التجديد الطبيعي وإدارة الأراضي المشجّرة. سعياً لمعالجة الحاجة إلى الخشب كمصدر للوقود ومواد البناء معالجة مستدامة، أفضى هذا الجهد إلى زراعة أشجار من أنواع مختلفة على جوانب التلال وضفاف الأنهار وجوانب الطُرُق المتدهورة، وكذلك في بيوت الأسر الفردية.
  • • الزراعة الحرجية. . بموجب هذه التقنية لإدارة الأراضي، يتم زرع الأشجار والشجيرات حول المحاصيل لزيادة التنوع البيولوجي وتقليل التعرية. وقد نجحت تعاونيات المزارعين في مختلف أنحاء المنطقة في توسيع نطاق هذا الجهد، حيث تمت زراعة ما مجموعه 000 076 1 شتلة من أشجار جليريسيديا.

وعلى الرغم من نجاح جهود برنامج النهوض بإنتاجية أصحاب الحيازات الصغيرة إلى حد كبير، تجدر الإشارة إلى أن برامج إعادة التحريج تواجه عموماً مجموعة من التحديات. فهي مكلِفة ومعرضة للجفاف والأمراض والحرائق والضرر الناجم عن النمل الأبيض والحيوانات، فضلاً عن سوء الإدارة في مختلف مراحل الدورة. ولتحقيق أفضل النتائج الممكنة، لا بد من مراعاة الاعتبارات الحيوية مثل اختيار الأنواع بعناية، ورعاية المشاتل، وتوقيت الزراعة وطريقتها. وعلاوة على ذلك، فإن المجتمعات كتلك الموجودة في شمال زامبيا، والتي عادة ما تعيش على مستوى الكفاف أو شبه الكفاف وتفتقر إلى الموارد المادية اللازمة لإعادة بناء الغابة التي اختفت بمرور الوقت، تتطلب دعماً مخصوصاً.

ولكن من شأن بناء القدرات على هذا النحو أن يُمكن هذه المجتمعات المحلية من المشاركة بنشاط في نجاح المشروع، بدءاً من اختيار الأشجار المناسبة لمنطقتها الإيكولوجية إلى تحديد الأنشطة البديلة التي تصلح أن تكون مصدراً مدراً للدخل. وتصب هذه الجهود الشاملة لاستعادة النظام الإيكولوجي في مصلحة المجتمع المحلي – وتؤكد النتائج المتحققة حتى الآن أن للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة دور هام في الحد من إزالة الغابات.

وعلى كل حال، وعلى حد تعبير وانغاري ماثاي الحائزة على جائزة غولدمان البيئية: "فإن مستقبل الكوكب يهمنا جميعاً، وعلينا جميعاً أن نبذل قصارى جهدنا لحمايته. وكما قلت لمزارعي الغابات والنساء، لا تحتاجون إلى شهادة دبلوم لزراعة الأشجار."

تعلم المزيد حول عمل الصندوق في زامبيا.