أرضها، حقوقها: كيف يمكن لملكية الأراضي أن تحول حياة المرأة – وتوقف زحف التصحر – في النيجر

 

حوالي نصف القوة العاملة الزراعية في العالم تعتمد على النساء – ومع ذلك تشكل النساء أقل من واحد من كل خمسة من مالكي الأراضي في العالم. لماذا؟ جزئيا لأنه في أكثر من 100 بلد تُحرم النساء من حق وراثة ممتلكات أزواجهن بسبب الممارسات الدينية أو التقليدية. 

وفي النيجر، أدركت Indo التي تبلغ الحادية والخمسين من العمر هذه الحقيقة بالطريقة الصعبة. فعندما توفي زوجها، منعتها الممارسات التقليدية من وراثة أراضيه، على الرغم من أنها قامت بزراعتها لسنوات. ومن يوم إلى آخر، وجدت Indo أنها لم تخسر زوجها وحسب، بل والمصدر الرئيسي لسبل عيش وغذاء أسرتها. وكلما طال إهمال الأراضي، كلما تضررت من تأثيرات الجفاف والتصحر. 

وأثارت Indo قضيتها في نادي ديميترا – وهو ناد للاستماع لقضايا المجتمع المحلي بادر به البرنامج المشترك للتعجيل بالتقدم نحو التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية. 

وهناك، يسعى الأعضاء لإيجاد حلول لمشاكلهم اليومية، والعمل معا لتحقيق التغيير المجتمعي. وفي نادي ديميترا، اطلعت Indo على سياسة الحكومة بشأن الأراضي والتي تمنح النساء حق وراثة وامتلاك الأراضي. 

وشجعتها المجموعة على رفع قضيتها إلى لجنة الأراضي المحلية حيث نجحت في الحصول على سند ملكية باسمها وحقوق الملكية الكاملة في الأراضي التي عملت فيها لسنوات طويلة. 

كي لا تتخلف أي امرأة عن الركب  

النساء عامل رئيسي لصحة الأراضي، ولكنهن غالبا ما يواجهن عراقيل في الحصول على حقوقهن في الأراضي، مما يحد من قدرتهن على الازدهار وحماية الأراضي. 

ومع تفاقم أحوال الطقس المتطرفة، وازدياد عدد ومدة موجات الجفاف، فإن إعطاء النساء حقوقهن في الأراضي يسمح لهن بحماية أراضيهن بشكل أفضل من التصحر. 

ويساعد البرنامج المشترك للتعجيل بالتقدم نحو التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية النساء، مثل Indo، على عمل ذلك من خلال تدريبهن على أساليب الزراعة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، بما في ذلك استصلاح التربة، ومبيدات الآفات البيولوجية، والإعداد المستدام للحقول. 

كما تلقت Indo مجموعة أدوات رعوية من البرنامج، بما في ذلك رأسي ماعز. ومن روث الماعز، أثرت تربتها وزادت حجم الغلة بأكثر من الضعف. وهي تزرع الآن ما يكفي من الدخن، والفول السوداني، واللوبياء، والسمسم بحيث تستطيع إطعام نفسها وأسرتها، وبيع جزء من المحصول لدفع أقساط مدارس أطفالها، والتبرع بجزء آخر للمجتمع المحلي. 

الاستثمار في القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ 

يُعتبر ثلثا مساحة النيجر من الأراضي الصحراوية – التي ما زالت تتسع. وتقترح التقديرات بأنه بحلول عام 2050، ستبتلع رمال الصحراء ما يقرب من ---- هكتار. وفي عام 2021، صنفت النيجر كرابع أكثر البلدان تعرضا لمخاطر المناخ في العالم. وقد أدى اتساع التصحر على مدى السنوات الـ30 الماضية إلى انعدام الأمن الغذائي المزمن وتفاقم الفقر. 

وتلعب النساء دورا رئيسيا في معالجة هذا. ولهذا السبب، يساعد البرنامج المشترك للتعجيل بالتقدم نحو التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية النساء الريفيات على تأمين سبل عيشهن، وحقوقهن، وقدرتهن على الصمود. 

وقد حان الوقت للنساء من أمثال Indo أن يقفن على الخطوط الأمامية في الجهود العالمية لاستعادة الأراضي والصمود في وجه الجفاف والتصحر. وكي يتحقق هذا، يجب على العالم مواصلة الاستثمار في تحقيق المساواة للنساء في الوصول إلى الأراضي – والاستثمار المباشر في مستقبلهن هو استثمار مباشر في مستقبل البشرية. 

البرنامج المشترك للتعجيل بالتقدم نحو التمكين الاقتصادي للمرأة الريفية هو مبادرة شراكة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبرنامج الأغذية العالمي، ويجري تنفيذه في نيبال، والنيجر، وجزر المحيط الهادي، ورواندا، وتنزانيا، وتونس. 

 

تاريخ النشر: 16 يونيو 2023