الشباب الريفي يبث حياة جديدة في سري لانكا

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الشباب الريفي يبث حياة جديدة في سري لانكا

المقدر للقراءة دقيقة 4
©IFAD/Ruvin de Silva

في جميع أنحاء العالم، يجلب الشباب طموحهم بتحقيق النجاح إلى المجتمعات المحلية الريفية. نعرّفكم إلى رائدَي أعمال ريفيَّين شابَّين في سري لانكا يُحدثان فرقا. 

فطر سحري 

تسلمت Nadeeshani الأعمال التجارية لعائلتها وقامت بتوسيعها. © IFAD/Ruvin de Silva  

عندما كانت Nadeeshani طفلة صغيرة، كانت مفتونة بمزرعة الفطر لتي يمتلكها والدَيها، والكائنة في كوخ صغير من الطين. وكانت تحلم بتسلّم مقاليد المزرعة منهما، وقد حققت ذلك بعدما أكملت تعليمها في المدرسة. 

وتقول Nadeeshani: "أصبحت رائدة أعمال لأنني لم أرد العمل لحساب أي شخص آخر". وبفضل الدعم من مشروع إحياء إنتاج الشاي والمطاط في الحيازات الصغيرة الممول من الصندوق، حافظت على الاستقلال الذي تثمّنه بشدّة. 

ويربط مشروع إحياء إنتاج الشاي والمطاط في الحيازات الصغيرة رواد الأعمال الريفيين بالتدريب والتمويل. وعلى سبيل المثال، حصلت Nadeeshani على قروض من مصرف التنمية الإقليمي المملوك من الدولة، مما مكّنها من زيادة إنتاجها ضعفَين، أو حتى ثلاثة أضعاف في بعض الأحيان. وقد استفادت من سلاسل التوزيع ووسّعت مبيعاتها من المتاجر الصغيرة للبيع بالتجزئة إلى محلات السوبر ماركت الوطنية. 

وطوّرت أيضا مجموعتها من المنتجات. ففي السابق، كانت تبيع أربعة أنواع من الفطر، ولكنها تحضّر الآن مخللات الفطر ورقائق الفطر، والـ"كوكي" (koki)، وهو بسكويت بنكهة الفطر. ومن خلال القيمة المضافة، تحقق عوائد أعلى وتأمل بشراء معدات لإنتاج الـ"كوكي" بكميات أكبر. 

وقد أدى هطول أمطار أشد غزارة بسبب تغير المناخ إلى زيادة إنتاج الفطر، ففاقت الكميات التي تنتجها Nadeeshani قدرتها على البيع في بعض الأحيان. وتجنبا للهدر، استثمرت في مجفف للحفاظ على الفطر. 

والدرس واضح بالنسبة إلى Nadeeshani. فهي تقول: "ينبغي أن تشارك الشابات على نحو أكبر في الأعمال التجارية الزراعية. هناك دائما أشخاص مثلي جاهزون لمساعدتهن على تحقيق النجاح". 

ويساعدها والداها وشقيقاتها في إدارة أعمالها التجارية المتنامية، وعلى الرغم من أن حياتهم تتمحور حول الفطر، فهم لا يزالون يتطلعون إلى طبق من الفطريات اللذيذة تُحضَّر كل واحدة منها بطريقة مختلفة. 

الاندفاع نحو النجاح 

يكسب Supun، بفضل قرض، ثلاثة أضعاف المبلغ الذي كان يجنيه في السابق. © IFAD/Ruvin de Silva  

يعيش Gamlath Supun البالغ من العمر خمسة وعشرين عاما مع والدَيه وشقيقاته وجدته في مزرعتهم العائلية الصغيرة في جنوب سري لانكا. وتعمل أسرته منذ فترة طويلة في الزراعة، ولكن الخريج الجامعي الشاب أراد سلوك اتجاه مختلف في حياته المهنية، من دون أن يُضطر إلى مغادرة مسقط رأسه الريفي. 

وقد وجد Supun عملا في دهن السيارات، ولكن بعد تقدمه بطلب للحصول على قرض من مشروع إحياء إنتاج الشاي والمطاط في الحيازات الصغيرة، أصبح المالك الفخور لمرآبه الخاص، حيث يدهن السيارات والدراجات النارية فيجعلها تبدو كأنها جديدة. 

وبفضل القرض، استثمر في المعدات، مثل ضاغط وآلة صقل، مما يساعده على توفير خدمات عالية الجودة لعملائه وتحقيق النمو في أعماله التجارية. 

ولكن الأشياء البسيطة هي التي مكّنت أعمال Supun التجارية من الازدهار. فهو يقول: "لا يحب أحد أن تتبلل مركبته تحت المطر. والآن بعدما أصبح لدي سقف أكبر، لم يعد هذا يحدث! أحصل على مزيد من العمل وبالتالي أكسب مزيدا من الدخل". 

وفي هذه الأيام، يكسب Supun ما يصل إلى ثلاثة أضعاف المبلغ الذي كان يجنيه قبل انضمامه إلى مشروع إحياء إنتاج الشاي والمطاط في الحيازات الصغيرة – ولديه خطط لتحقيق المزيد. فبدلا من الاستعانة بمصادر خارجية لتصليح المركبات الصغيرة، يريد أن يستثمر في معدات للقيام بهذه التصليحات بنفسه. 

وينشغل أيضا بتدريب شباب آخرين في مرآبه، وإدارة ملامح أعماله التجارية على موقع فيسبوك، وتمضية وقت فراغه في السباحة قبالة شواطئ سري لانكا الشهيرة. وحينما تكون هناك حاجة إليه، فهو جاهز دائما لتقديم المساعدة في مزرعة والدَيه. 

والشباب الديناميكيون، مثل Nadeeshani وSupun، هم مساهمون بالغو الأهمية في مجتمعات محلية ريفية مزدهرة يمكنها أن توفر الغذاء للعالم على نحو مستدام وأن تحافظ على قدرة أسرها على الصمود في وجه الصدمات.