الصوبات الزراعية تبعث الحياة من جديد في الصحراء في المناطق الريفية من الصين

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الصوبات الزراعية تبعث الحياة من جديد في الصحراء في المناطق الريفية من الصين

المقدر للقراءة دقيقة 4
© Qi Guochang

تمثل زراعة الأغذية تحديا في المشهد الصحراوي القاسي في شمال غربي الصين. ولكن هناك قرية واحدة تقع على طول سواحل بحيرة يوييا تمتلئ بالفواكه والخضروات والفطر. 

فهنا في قرية بحيرة يوييا تعمل تعاونية جديدة على تغيير حياة الناس من خلال بناء الصوبات الزراعية، لتمكين السكان المحليين من زراعة المنتجات الطازجة وبيعها على مدار العام.  

وأدى التحول في سبل المعيشة إلى تحقيق الرخاء في هذه المنطقة الريفية النائية – ومع ازدياد ازدهارها، بدأت تشهد عودة القرويين الذين هاجروا في وقت من الأوقات إلى البلدات القريبة. 

منظمات المزارعين تعزز الازدهار 

حتى وقت قريب، كان الفقر حول بحيرة يوييا منتشرا على نطاق واسع، حيث شعر معظم الشباب بأن لا خيار لديهم سوى الرحيل بحثا عن حياة أفضل. 

ولكن في عام 2020, أنشأت تعاونية يوييا الزراعية بدعم من البرنامج الابتكاري للحد من الفقر، بتمويل مشترك من الصندوق والحكومة الإقليمية. 

ومنذ ذلك الحين، شهدت القرية تشييد ما يقرب من 24 صوبة زراعية، مما أدى إلى تحقيق زيادة كبيرة في الإنتاج الزراعي وتوفير فرص العمل للسكان المحليين. وعلاوة على ذلك، تولد التعاونية دخلا إضافيا للسكان وتزيد من تحفيز الاقتصاد المحلي عبر استئجار أراضي القرية التي شيدت عليها الصوبات الزراعية. 

كما تعمل التعاونية على تمكين أعضائها الذين يزيد عددهم عن 70 عضوا من مشاركة خبراتهم، وتبادل معارفهم، والمشاركة في دورات تدريبية منتظمة، بما في ذلك حول كيفية بناء الصوبات الزراعية وكيفية استخدام الأساليب الزراعية الجديدة مثل الزراعة المائية

زيادة الفرص المتاحة للمرأة الريفية 

وبينما يتركز عمل رجال القرية بشكل أساسي في المناطق الحضرية المجاورة، تهيمن النساء على القوة العاملة في الصوبات الزراعية. وتعد هذه الوظيفة أول وظيفة مدفوعة الأجر بالنسبة لمعظم هؤلاء النساء – وبما أنها على أرضهن، فهن يستطعن أيضا إدارة مسؤولياتهن في المنزل. 

وتقول Yan Yingfang التي تبلغ 60 عاما "أستطيع أن أعمل على أرضي بينما أحصل على الإيجار بالإضافة إلى أجري – ما لا يقل عن 120 يوان [حوالي 17 دولار أمريكي] في اليوم". 

وأضافت "أستطيع أن أمشي إلى المنزل في غضون بضعة دقائق فقط، وبالتالي، فبإمكاني أن أحقق التوازن بين الوقت الذي أقضيه في القيام بالأعمال الزراعية والوقت الذي أقضيه في رعاية أحفادي". 

تعمل Yan Yingfang كعاملة متعاقدة في إحدى الصوبات الزراعية الممولة من الصندوق في قرية بحيرة يوييا. © Qi Guochang 

 

مجتمع محلي يشهد تحولا 

تعمل تعاونية يوييا الزراعية بقيادة Su Zhiyu ، وهو مزارع يبلغ من العمر 58 عاما عاش وعمل في القرية طوال عقود من الزمن – وشاهد بلدته وهي تتحول تحولا جذريا. 

حيث يستذكر قائلا "كان يوجد هنا صحراء كبيرة". وأضاف "كانت الظروف سيئة للغاية، لدرجة أننا كنا بالكاد نمتلك أدوات المطبخ الأساسية". 

ومنذ أن بدأ المشروع، ارتفع الدخل السنوي للفرد بنسبة تصل إلى 7 في المائة، مما جعله أعلى من المتوسط الريفي الإقليمي. 

وفي الواقع، تجد قرية بحيرة يوييا نفسها اليوم في قلب التنشيط الريفي لإقليم نينغشيا، حيث تجتذب المهاجرين من جميع أنحاء الصين وتعمل كمركز رئيسي للزراعة والتخفيف من حدة الفقر. 

مدير تعاونية يوييا الزراعية Su Zhiyu عاش وعمل في قرية بحيرة يوييا طوال أكثر من 30 عاما. © Qi Guochang 

 

بناء مستقبل الريف 

بالنسبة لرجال قرية بحيرة يوييا ونسائها، لا تعتبر الصوبات الزراعية مجرد قاعدة إنتاجية فحسب، بل هي استثمار في المستقبل. فهم يأملون في اجتذاب المزيد من الشباب للعودة إلى جذورهم الريفية، وذلك من خلال توفير التدريب للمزارعين الجدد هنا. 

ويقول Zhiyu: "آمل بأن أتمكن من توظيف ابني في القرية مرة أخرى ليحل مكاني" وأضاف، "وبفضل الأشخاص المخلصين، سنتمكن من كسب الثروة على هذه الأرض التي كانت ستصبح قاحلة لولا ذلك".