القضاء التام على الجوع: هل نحن على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف بحلول عام 2030؟

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

القضاء التام على الجوع: هل نحن على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف بحلول عام 2030؟

 تقرير للأمم المتحدة يظهر أن العالم لا يزال في أزمة

المقدر للقراءة دقيقة 4
©IFAD/Roger Anis

عانى شخص من كل تسعة أشخاص (أو ما يصل إلى 783 مليون شخص) من الجوع على مستوى العالم في عام 2022.

وعلاوة على ذلك، يفتقر شخص من كل ثلاثة أشخاص تقريبا (أو 2.4 مليار شخص) في العالم إلى إمكانية الحصول على الغذاء بشكل مستمر.

وتكشف البيانات والإحصاءات الواردة في تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2023 الصادر مؤخرا عن عالم لا يزال يعاني من أزمة.

وبينما ظل الجوع دون تغيير في العام الماضي، لا يزال عدد الجياع أعلى بكثير مما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19، وتتركز الزيادة في أكثر المناطق ضعفا، حيث يعاني واحد من كل خمسة أفارقة من الجوع.

وتؤكد البيانات الخاصة بالصندوق نفسه هذه الحقائق: إذ يعاني السكان الريفيون والفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء، من انعدام الأمن الغذائي بشكل أكبر - وحتى أولئك القادرون على الحصول على الغذاء قد لا يتمكنون من الحصول على الغذاء المغذي.

ما هي أسباب الجوع اليوم؟

في ظل التقدم الكبير الذي أُحرز بالفعل في مجال التكنولوجيا الزراعية والتواصل، ما الذي يديم الجوع؟ يُعزى الجوع إلى حد كبير إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، والنزاعات، والظواهر المتعلقة بالطقس، وأوجه انعدام المساواة الكامنة.

وبحلول عام 2050، سيعيش سبعة من كل عشرة أشخاص في المدن. وزيادة التوسع الحضري تعني أن الحصول على الغذاء الصحي أصبح تحديا لكل من سكان المدن والريف على السواء. ومع ذلك، لا يزال عدد الجياع في المناطق الريفية أكبر مما هو عليه في المدن والبلدات.

ويشتري السكان الريفيون حصة كبيرة من الغذاء الذي يستهلكونه، بدلا من لاعتماد على إنتاجهم فقط. ويخلق ذلك تحديات، إذ تستهلك الأسر الريفية والحضرية على حد سواء أغذية مجهزة وغير صحية.

كيف يمكننا إحداث تغيير حقيقي؟

لتحقيق الغايات العالمية الرامية إلى القضاء على الجوع، يجب معالجة الأمن الغذائي بدءا من المناطق الريفية النائية وصولا إلى مراكز المدن.

ومن طرق القيام بذلك إنشاء روابط بين صغار المنتجين والأسواق حتى يتسنى لمزيد من الأشخاص الوصول إلى أنماط غذائية صحية. ففي الفلبين مثلا، عمل مشروع يدعمه الصندوق على ربط المجتمعات الأصلية الريفية بالأسواق من خلال تطوير بنية تحتية ريفية، بما في ذلك الطرق.

ويدعم الصندوق صغار المنتجين لتزويدهم بالمهارات والمعدات اللازمة لتجهيز وحفظ الأغذية حتى تحتفظ بجودتها طوال الطريق وصولا إلى السوق. ونعمل مع منتِجات من البرازيل إلى السنغال لتمكينهن من تقديم أفضل المنتجات المحلية للعالم. وندخل في شراكات مع منظمات المزارعين لتعزيز العمل الجماعي وتحقيق وفورات الحجم.

وتعد البنية التحتية القادرة على الصمود في وجه المناخ وزيادة التواصل عاملين حاسمين في وصول سكان المناطق الريفية والمناطق المحيطة بالمدن والمناطق الحضرية إلى الأسواق الإقليمية والوطنية والدولية. ففي بنغلاديش، تُبنى الطرق والأسواق على أرض مرتفعة للتخفيف من مخاطر الفيضانات وضمان وصول المزارعين والمتسوقين إلى السوق لغرض البيع والشراء.

الدعم التكافلي

يؤكد تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم لعام 2023 ما نعرفه بالفعل: صغار المنتجين هم العامل الرئيسي لمعالجة الجوع العالمي.

وفي ظل بقاء أقل من سبع سنوات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وبالنظر إلى أن أنماط الطقس المتطرفة تهدد بشكل متزايد النظم الغذائية، يجب علينا تعزيز القدرة على الصمود في وجه المناخ عبر النظم الغذائية والاستثمار في صغار المزارعين حتى يتمكنوا من الاستمرار في إطعام أنفسهم، والمراكز الحضرية القريبة وخارجها.