المزارعون في موزامبيق يرتقون إلى مستوى التحدي

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

المزارعون في موزامبيق يرتقون إلى مستوى التحدي

الوزيرة النرويجية للتنمية الدولية، Anne Beathe Tvinnereim، تتحدث عن انطباعاتها حول الزيارة التي قامت بها إلى موزامبيق مؤخرا.

المقدر للقراءة دقيقة 5

كيف ندعم، كمجتمع عالمي، صغار المزارعين يمكن أن يكون مسألة حياة أو موت. وإذا ما جرى هذا بشكل جيد، يمكن أن يملك المزارعون وسلسلة القيمة الزراعية قوة هائلة مفضية إلى التحول. 

ويواجه المزارعون في أي مكان من العالم اليوم تحديات. فهم لا يحتاجون لإنقاذ محاصيلهم وثروتهم الحيوانية من درجات الحرارة الشديدة وهطولات الأمطار التي لا يمكن التنبؤ بها وحسب، بل عليهم أن يتعاملوا مع الأسعار المتقلبة للمدخلات، مثل الأسمدة والوقود، أيضا. 

ولكن قد يبدو واقع صغار المزارعين في أشد بلدان العالم فقرا أشبه بتحد لا يمكن التغلب عليه. فتأثيرات تغير المناخ هنا أشد شدة، نظرا إلى أن الوصول إلى الخدمات، والطرق، والأسواق – وهي الأشياء التي يحتاجون إليها كي يتمكنوا من الإنتاج والبيع بشكل فعال، ضعيف أو يكاد أن يكون منعدما. 

وخلال زيارتي الأخيرة لموزامبيق، تحدثت إلى Aida Simbine، وهي مزارعة يدعمها الصندوق في قرية موامبا في جنوب موزامبيق. وروت لي قصة صمودها ومثابرتها. وعلى الرغم من مواجهتها لموجات الجفاف التي أعقبها هطول أمطار غزيرة جراء إعصار فريدي، ما زالت تزرع جميع أنواع المنتجات في مزرعتها الصغيرة، من الفول والبطاطس إلى الفلفل الحار والبصل.    

وتستخدم منتجات مزرعتها في أعمال التموين العائدة لها وتبيع الفائض في الأسواق المحلية. وهي تنتقل من قوة إلى قوة وتعيد استثمار الأموال التي تجنيها في توسيع مزرعتها وأعمالها. 

الوزيرة Anne Beathe Tvinnereim تتحدث إلى Aida Simbine. © IFAD/Linda Odhiambo   

ويمكن لـ Aida أن تقوم بكل هذا بفضل برنامج تنمية سلاسل القيمة الزراعية الغذائية الشمولية الذي يدعمه الصندوق. ويقوم المشروع بضخ المياه من نهر إنكوماتي القريب ليستخدمه المزارعون أمثال Aida في ري أراضيهم. ويدار المشروع من قبل رابطة محلية مؤلفة من 125 من صغار المزارعين، معظمهم من النساء.  

وتدير هذه الرابطة أيضا اثنين من البيوت المظللة، الشبيهة بالدفيئات، أنشأهما مشروع مدعوم من الصندوق. وبتدوير المواسم بين مزارعين مختلفين في المجتمع المحلي، يمكن زراعة الخضروات في هذه البيوت المظللة على مدار السنة. كما حمت هذه البيوت المحاصيل خلال الإعصار، موفرة للمزارعين مصدرا للغذاء والدخل كانوا في أشد الحاجة إليه في أوقات حرجة.    

يجب أن يكون لمبادرات التنمية دائما جذور متينة في المجتمع المحلي إذا كان لها أن تعطي نتائج طويلة الأمد. وقد سرني أن أرى أن المجتمع المحلي هو الذي يوجه هذه المشروعات المدعومة من الصندوق. وهذا يعني أن السكان المحليين لهم كلمتهم فيما ينبغي للمشروع أن يقوم به، وعليهم، من الأهمية بمكان، أن يتولوا الملكية الكاملة للمبادرة متى انتهى المشروع. 

أعلم أن الفكرة – مسألة إشراك ومساهمة من يدعمهم المشروع فيه – قد تبدو واضحة، ولكني ما زلت أجد أن علينا، كمجتمع إنمائي، أن نقطع طريقا طويلا. 

وليست المشروعات أكثر نجاحا عندما تقوم على مشاركة المجتمع المحلي وحسب، ولكن لها تأثيرات أطول أمدا بعد انتهاء المشروع. وهذا النوع من التنمية التمكينية والمستدامة التي تتمحور حول البشر هو ما تسعى النرويج إلى دعمه. 

ولكن الصندوق لا يقتصر على تزويد المزارعين بالأدوات، والبنية التحتية التي يحتاجون إليها. بل يزودهم أيضا بالمهارات الضرورية للاستفادة من هذه الحلول والاستعداد لمستقبل يتغير فيه المناخ. 

وقد شهدت هذا بنفسي عندما التقيت بالمشاركين في مشروع تمويل المشروعات الريفية الذي يدعمه الصندوق في محافظة تيتيه. وهنا، تقوم وكالتان من وكالات الأمم المتحدة التي تتخذ من روما مقرا لها – الصندوق وبرنامج الأغذية العالمي – بالعمل معا من أجل أثر مشترك أكبر. 

Carlos Escova، مع منتج تجارته السمكية التي أنشأها بمساعدة من الصندوق. © IFAD/Linda Odhiambo 

أخبرني Carlos Escova، الأعمى جزئيا، كيف يدخر بعض دخله لدعم أطفاله الخمسة بفضل التدريب على الإدارة المالية الذي تلقاه من خلال المشروع. والآن أصبح يعرف كيف يستخدم المحفظة الإلكترونية كي يتتبع إنفاقه ويدير أمواله بشكل أفضل. كما أن هذه الدراية تعني أن بإمكانه الحصول على قرض لإنشاء عمل تجاري لبيع الأسماك – وهذا شيء لم يفكر أبدا أن بمقدوره عمله. 

إني ممتنة لشراكة النرويج مع الصندوق وفرصة الالتقاء بالمزارعين الذين ينجزون ما يبدو مستحيلا: إطعام مجتمعاتهم المحلية على الرغم من مناخنا المتغير. 

 وبدعمنا لصغار المزارعين والاستثمار في سلاسل القيمة، يمكننا زيادة الأمن الغذائي في البلدان الأفريقية وتوفير مداخيل أفضل للأسر. وهذا يتماشى مع التعقيبات التي أسمعها من القادة الأفريقيين في العديد من أحاديثي معهم. وهم يخبروني أيضا عن عملهم لتعزيز الاكتفاء الذاتي والحد من الاعتماد على الأغذية المستورد الغالية الثمن. ومن خلال هذا العمل، يمكننا مكافحة الجوع، وتحسين ظروف النساء، وخلق فرص عمل في المناطق الريفية والحضرية على السواء. 

 

اكتشف المزيد حول الفارق الذي تحدثه الاستثمارات في الصندوق