علينا العمل أكثر للحدّ من السمنة وزيادة الوزن في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

علينا العمل أكثر للحدّ من السمنة وزيادة الوزن في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل

المقدر للقراءة دقيقة 4
© FAO/Nozim Kalandarov

الأنماط الغذائيّة الصحيّة هي بمثابة حجر الزاوية بالنسبة للصحّة الجيّدة. ولكن في عالم يواجه نظما غذائية محطمة وأنماطًا غذائيّة فقيرة، تواجه المجتمعات المحليّة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تهديدًا صحيًّا متناميًّا: زيادة الوزن والسمنة.

حوالي 70 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة اللتين كانتا تعتبران في يوم من الأيام مشكلة خاصة بالبلدان المرتفعة الدخل، يعيشون اليوم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وكنتيجة لذلك، فإنّ هؤلاء السكّان في خطر أكبر من الأمراض غير المعدية، مثل السكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وأمراض القلب والأوعية الدمويّة. وتقع نسبة 80 في المائة تقريبا من جميع الوفيات الناتجة عن الأمراض غير المعديّة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

ولهذا السبب تُصمم مشروعاتنا من خلال عدسة مراعية للتغذية – لضمان أنّ السكّان الريفيين يمكنهم زراعة واستهلاك أغذية مغذية، ومتنوّعة، وآمنة، وتكاليف مقبولة، وكبح ارتفاع السمنة وزيادة الوزن. 

ولكن علينا عمل المزيد. وإليكم أربع طرق تمكّن الصندوق من مواصلة مكافحة ارتفاع السمنة وزيادة الوزن حول العالم، وخصوصًا بين المجتمعات الريفيّة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

  1. الاستثمار ومشاركة القطاع الخاص

تركز استراتيجية الصندوق بشأن التغذيّة على كل من نقص التغذيّة والإفراط في التغذيّة، غير أن استثماراتنا تميل إلى التركيز أكثر على المسألة الأخيرة.

ومن الهام إيلاء اهتمام متساو لكلّ منهما، ودمج السمنة وزيادة الوزن بشكل أكثر منهجيّة في تصميم استثمارات الصندوق، ولا سيما في البلدان التي تشهد ارتفاعًا سريعًا في عدد الأشخاص المتأثرين.

ويجب علينا توجيه التمويل الخاصّ بتحويل النظم الغذائيّة نحو تشجيع إنتاج واستهلاك الأغذيّة الصحيّة – ولا سيما التي ينتجها صغار المزارعين، أشدّ الناس احتياجا لدعمنا. وإحدى الطرق التي يمكننا من خلالها عمل ذلك هي إنشاء شراكات أقوى مع القطاع الخاص الذي يعدّ عمله بشأن النظم الغذائية كبيرًا.

  1. التنويع أمر مهم 

إنّ استهلاك الأطعمة السريعة، والعالية المعالجة، والمجهّزة مسبقًا في ازدياد وتساهم في الحالات الصحيّة المرتبطة بالنمط الغذائي. وعلينا مواصلة تشجيع تنويع إنتاج الأغذيّة في البرامج المدعومة من الصندوق.

المنتجات النشويّة – مثل القمح، والأرز، والكسافا – غالبا ما تكون أرخص وبالتالي مطلوبة أكثر، ولكن التنويع أمر أساسيّ ومن المهم دعم السياسات التي تدعم إنتاج الفاكهة والخضروات.

  1. أهميّة البيانات

ولتصدي بنجاح للسمنة وزيادة الوزن، نحتاج لبيانات وفيرة وحديثة. وبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نقيّم بشكل صحيح فعاليّة التدخلات للحدّ من زيادة الوزن والسمنة. فالبيانات تزودنا بصورة واضحة عن نجاحاتنا وكذلك عن المجالات التي يمكننا تحسينها وتقديم الأدلّة بشأنها لصانعي السياسات.

  1. الحكومات والمجتمع المدني والشراكات

ومن المتوقّع أن تصل التكلفة السنويّة الإجماليّة لزيادة الوزن والسمنة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل خلال الخمس عشرة سنة القادمة إلى 7 تريليون دولار أمريكي، ومع ذلك تواصل معظم الحكومات إيلاء الأولويّة لسوء التغذية.

ومن المهم أن تعمل الحكومات وأصحاب المصلحة معًا لثني وعكس ارتفاع زيادة الوزن والسمنة من خلال إتاحة مساحة أكبر في السوق للأغذيّة الصحيّة.

وترتبط السمنة وزيادة الوزن بعدد وفيات أكبر على صعيد العالم من نقص الوزن، على الرغم من أنّه يمكن تجنب كلا الحالتين إلى حدّ كبير. ويجب علينا التحرك الآن والعمل معا لتكييف استراتيجياتنا وجهودنا مع هذا الواقع الجديد ودعم المجتمعات المحليّة الريفيّة وذلك بجعل اختيار الأغذيّة الصحيّة والأنشطة البدنيّة الاختيار الأسهل.