هذه هي صورة التنمية المستدامة: هكذا تجني مشروعات الصندوق الثمار بعد وقت طويل من انتهائها

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

هذه هي صورة التنمية المستدامة: هكذا تجني مشروعات الصندوق الثمار بعد وقت طويل من انتهائها

المقدر للقراءة دقيقة 5
© IFAD/Edward Echwalu 

منذ إنشائه في العام 1977، كانت مهمة الصندوق تتمثل في مساعدة أشد السكان الريفيين فقرا ليس على البقاء وحسب، بل وعلى الازدهار أيضا. 

واليوم، يواصل الصندوق وشركاؤه العمل من أجل القضاء على انعدام الأمن الغذائي والفقر الريفي، والدهور البيئي. والهدف؟ بناء القدرة على الصمود طويلة الأجل التي يمكن توارثها من جيل إلى آخر. 

ويكمن الاختبار الحقيقي لهذه القدرة على الصمود في استمرار عطاء المشروعات حتى بعد انتهائها بوقت طويل.   

مزارع الأسماك المزدهرة 

في عام 1981، أصبح الصندوق أول مؤسسة تمويل دولية تُقرض الصين. واليوم، ما زالت المجتمعات المحلية الريفية في ذلك البلد تجني فوائد ذلك الاستثمار. 

وقد عادت هذه الشراكة التي استمرت على مدى 40 سنة بالفائدة على أكثر من 20 مليونا من الأشخاص الضعفاء وساهمت في الهبوط الحاد للفقر المدقع في الصين. 

في محافظة هونان، درب برنامج الحد من الفقر في منطقة دابيشان أكثر من 600 مزارع على تربية الأسماك. وقد حققوا في ذلك الوقت زيادة إنتاجهم من الأسماك بثلاثة أضعاف. واليوم، وبعد ثماني سنوات من إغلاق المشروع، ما زالت مزارع الأسماك مزدهرة. وعندما زار رئيس الصندوق، ألفرو لاريو، الصين في صيف عام 2023، شرح له المزارعون كيف يستخدمون المنصات الرقمية مثل TikTok والمخازن الإلكترونية لتسويق منتجاتهم وتنويع دخلهم من خلال السياحة الاقتصادية. 

وبفضل هذه الشراكة الطويلة والمثمرة، يتقاسم الصندوق والصين ما تعلماه مع البلدان الأخرى من خلال التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي. 

المراعي الشعبية  

زيادة الإنتاجية الحيوانية في طاجيكستان مهدت الطريق لمداخيل أفضل. © IFAD/Didor Sadulloev

 

على مدى عقود من العمل، رأينا الأراضي تتحول من سهول متدهورة إلى حقول خصبة بفضل نظم إيكولوجية متقنة تدعم سبل العيش المحلية.  

في قيرغيزستان، ساعد برنامج تنمية الثروة الحيوانية والأسواق على تحويل نهج إدارة المراعي المجزأ والمتجه من القمة إلى الأسفل إلى نموذج لامركزي يقوده المجتمع المحلي. وبعد أربع سنوات على إغلاق المشروع في عام 2019، ما زالت المجتمعات المحلية تستخدم تكنولوجيات جديدة مثل التتبع بواسطة النظام العالمي لتحديد المواقع، ولوحات الأحوال الجوية لإدارة قطعانها ومراعيها بشكل فعال والاستعداد للأحوال الجوية المتطرفة. 

وفي طاجيكستان، نُفذت مبادرة مشروع تنمية الثروة الحيوانية والمراعي الممول من الصندوق في أشد الأقاليم فقرا في البلد، خاتلون، من عام 2011 إلى عام 2018. وخلال تلك السنوات السبع، أنشئ أكثر من 200 اتحاد لمستخدمي المراعي، أدارت من خلالها القرى مراعيها، وتقاسمت الموارد بشكل منصف، واستعادت الأراضي المتدهورة باستخدام تدابير مثل الرعي بالتناوب.  

وبالمجمل، حسّن المشروع 000 130 هكتار من المراعي الجماعية – أي أكثر من مساحة 000 180 ملعب كرة قدم – ممهدا الطريق لزيادة الإنتاجية الحيوانية التي تحققت اليوم، بالإضافة إلى تحسين التغذية ومداخيل الأسر المعيشية. 

مؤسسات من أجل التنمية الريفية 

من خلال إنشاء المؤسسات ووضع السياسات، يضمن الصندوق استمرار التنمية الريفية لبلد ما حتى بعد انتهاء حضوره فيها. 

وعلى سبيل المثال، من خلال الموائد المستديرة للتنمية الريفية في أوروغواي، شارك المجتمع المدني الريفي مع الجهات الفاعلة العامة والخاصة في تحديد أولويات واستثمارات التنمية المحلية. وقد أضفي الطابع المؤسسي على هذه في عام 2008 من قبل وزارة الثروة الحيوانية، والزراعة، ومصايد الأسماك، بحيث تواصل المؤسسات التي أُنشئت من خلال مناصرتها ودعمها تقديم الفوائد للسكان الريفيين، على الرغم من أن المشروع انتهى في عام 2011. 

الآثار طويلة الأمد 

الاستثمار في المجتمعات المحلية الريفية حل طويل الأمد للعديد من المشاكل التي يواجهها العالم. فالجوع، والفقر، وبطالة الشباب، والهجرة القسرية لها جميعا جذور عميقة في المناطق الريفية – ويمكن تحسينها جميعا بشكل كبير من خلال المشروعات التي ستُجنى ثمارها بعد وقت طويل من انتهائها. 

والآثار طويلة الأمد هي السبب الذي يجعلنا نناشد البلدان دعم التجديد الثالث عشر لموارد الصندوق. وبعملنا هذا يمكننا تمهيد الطريق من أجل مستقبل أكثر استدامة وازدهارا لأشد سكان العالم فقرا.