شمال أفريقيا تكافح من أجل التأقلم. وستصبح الظواهر الرهيبة التي حدثت هذا الأسبوع مألوفة للغاية ما لم نستثمر في القدرة على الصمود

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

شمال أفريقيا تكافح من أجل التأقلم. وستصبح الظواهر الرهيبة التي حدثت هذا الأسبوع مألوفة للغاية ما لم نستثمر في القدرة على الصمود

المقدر للقراءة دقيقة 3
© WHO

لقد عملت في مجال التنمية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى لأكثر من 25 عاما. وشهدت صراعات، وعشت كوارث، ورأيت أنظمة تنهار - ومع ذلك أجد صعوبة في التفكير في وقت أكثر كارثية لشمال أفريقيا من هذا الأسبوع.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، كنت على اتصال مع زملائي في الميدان في المغرب لفهم ما إذا كانوا آمنين في أعقاب زلزال مدمر دمر مجتمعات محلية ريفية بأكملها.

ولم يتحدد بعد الأثر الحقيقي للزلزال مع فتح الطرق وتدفق المساعدات ببطء. والآمال في العثور على ناجين ضئيلة، في حين أن أولئك الذين نجحوا في اجتياز الكارثة الأولية يواجهون الآن مجموعة من التحديات الجديدة - بدءا من العثور على مكان آمن للنوم، وصولا إلى إعادة بناء سبل عيشهم بمجرد إزالة الأنقاض.

وقد تأثرت مشروعات الصندوق، بما في ذلك مشروع التنمية الريفية لجبال الأطلس، ونحن على استعداد لدعم السكان الريفيين في المغرب في تعافيهم وإعادة بناء حياتهم.

وقد كان الزلزال بمثابة تذكير بمدى هشاشة التقدم. وبعد أيام فقط، تلقينا تذكيرا مميتا آخر بهذه الحقيقة غير المريحة عندما ضرب طوفان ذو أبعاد ملحمية شرق ليبيا، مخلفا آلاف القتلى وآلاف المفقودين.

.

المصادر: برنامج Maxar للبيانات المفتوحة؛ بيانات خريطة ساتلية 2015  Google©

وشاهد العالم الوضع المروع يتكشف بينما كشفت المعلومات ببطء عن الحجم الهائل للكارثة. وغمرت العاصفة دانيال ليبيا، وهي بلد عادة ما يعاني من الجفاف، وهو ما أدى إلى فيضانات هائلة ناتجة عن انفجار سدين.

والمساعدات الإنسانية في طريقها، ولكن مرة أخرى يجري تذكيرنا كيف أن الأشخاص الضعفاء بالفعل هم الأكثر تضررا من أزمة المناخ. وعلى غرار الناجين في المغرب، يجب على الليبيين العاديين الآن تجاوز المهمة شبه المستحيلة المتمثلة في إعادة بناء حياتهم.

والعالم يحشد المساعدات، ولكن لا يسعني إلا أن أشعر أن هذا قليل جدا بعد فوات الأوان - وأننا نخاطر برؤية نفس المشاهد المدمرة تحدث مرارا وتكرارا.

نعم، يحتاج الأشخاص الضعفاء إلى المساعدة الإنسانية عند حدوث الكوارث، ولكن ما يريدونه حقا هو القدرة على تحمل هذه الكوارث، دون الحاجة إلى مساعدات خارجية.

وقد حان الوقت لأن يستثمر العالم في القدرة على الصمود المستدام على المدى الطويل بقيادة الأشخاص الأكثر تضررا من التحديات التي لا تعد ولا تحصى في العالم. وبديل القيام بذلك مرعب حقا - كما تظهر الصور القادمة من المغرب وليبيا هذا الأسبوع.