كيف يواجه شباب السكان الأصليين تغير المناخ

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

كيف يواجه شباب السكان الأصليين تغير المناخ

المقدر للقراءة دقيقة 6
© IFAD/Francesco Cabras

يتحدث شباب السكان الأصليين من ثلاث قارات عن تأثير تغير المناخ على مجتمعاتهم المحلية – وكيف يستعين السكان الأصليون بالتقاليد والتكنولوجيا من أجل التعامل مع أنماط الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها على نحو متزايد. 

Brijlal Chaudhari: السكان الأصليون يمكنهم قراءة المناخ وتغيراته 

Brijlal مع خالته ووالدته. وكلتا المرأتين من المحافظين على معرفة وتقاليد شعب ثارو. الصورة من تقديم: Brijlal Chaudhari 

Brijlal هو أحد أفراد مجتمع ثارو الذي يعيش في سفوح جبال الهملايا. وهو مؤسس "الموطن العالمي للسكان الأصليين"، وهي منظمة تدافع عن حقوق وأسلوب حياة المجتمعات الأصلية. 

الأمطار الموسمية هي نعمة لأنها النتاج المشترك لعمل المحيط، والجبال، والرياح، والغابات الذي يجلب الأمطار. 

وبداية الأمطار هي إشارة إلى أن موعد زراعة الأرز قد حان. عندها يبدأ الجميع بالعمل معا، يساعدون بعضهم البعض على الزراعة – نحن نعمل بالتناغم مع الطقس، ومع الفصول، والمناخ. 

ولكن مع مرور الوقت، تغيرت الأمور. 

كان جدي يقرأ الغيوم، كان يرى متى ستأتي الأمطار الموسمية، ولكن الآن أصبح من الصعب قراءتها. فالغيوم لم تعد تكلمنا. 

والغابة التي كنا نعيش بالقرب منها أصبحت بعيدة عنا، لأن الكثير من الأشجار قُطعت من أجل الزراعة. وعندما تهطل الأمطار تحتفظ الغابة بالمياه في جوفها ثم تعيدها لنا على مدار السنة. ولكن مع تقلص الغابة، تضمحل كمية المياه في جوف الأرض. وهذه السنة لم يجد الناس ما يشربونه من المياه لأن السماء لم تمطر. 

نحاول استعادة الغابة من خلال غرس الأشجار. وآمل أن نتمكن من العودة إلى طرقنا القديمة في الزراعة: باستخدام كمية أقل من الأسمدة الكيماوية، وادخار البذور. ولا بد من نقل هذه المعرفة التقليدية من جيل إلى جيل. ما تعلمته من والدتي يجب أن أعلمه لأولادي. 

Margaret Tunda Lepore: يجب حماية هويات السكان الأصليين  

تعمل Tunda على حفظ هويات السكان الأصليين. الصورة من تقديم: Margaret Tunda Lepore 

تنتمي Tunda إلى مجتمع الماساي الأصلي في كينيا. وهي تدعو إلى حفظ الممارسات الثقافية التقليدية، والحقوق في الأراضي، وتمكين المجتمع المحلي. 

أنا أنحدر من مرتفعات الماساي التي كانت شديدة الخضرة. ولكن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت أسوأ موجة جفاف. ولأول مرة، اختفت الأعشاب. 

وخسر الكثير من الناس حيواناتهم. وعندما تكون من الرعاة، عليك أن تملك قطيعا من الماشية.  

وعلى الرغم من هذه التحديات، أثبتت مجتمعات الرعي قدرتها على الصمود. وقد أعدنا تنظيم حقول الرعي للسماح بانتقال قطعان الماشية، الأمر الذي يسمح بدوره للأعشاب بأن تنمو من جديد قبل أن نكرر عملية التدوير. 

خلال فترة نموي، كانت جميع وجباتي تحتوي على اللحم. أما الآن، فقد أصبحت قطعاننا أصغر حجما، لذلك أخذنا ننوّع نظامنا الغذائي ونأكل المزيد من الخضروات. 

أنا أنتمي لمجموعة تدعى "نساء كوبيتو" ونحن نقوم بإنشاء حدائق متعددة الأدوار. لا نستطيع زراعة أرض واسعة لأنه من الصعب ريها خلال موسم الجفاف. ولكن في حالة الحدائق متعددة الأدوار، يمكننا إعادة تدوير مياهنا. نقوم بتصفية المياه التي نستخدمها في المطبخ أو البيت باستخدام الرماد خلال الليل، وفي الصباح يمكننا استخدامها لسقي نباتاتنا.   

وينبغي للعالم أن يدعم جهودنا في حفظ البذور والسلالات الأصلية المتكيفة مع أقاليمنا. وبإمكانه مساعدتنا على التأثير على سياسات حكومتنا ودعم حقوق السكان الأصليين والنظم الغذائية. وكل عمل يقوم به السكان الأصليون للبقاء على قيد الحياة وعدم فقدان هويتهم ينبغي أن يدعم. 

Tania Eulalia Martínez Cruz: الجمع بين أفضل ما في كلا العالمين من أجل التكيف مع كوكب متغير 

المجتمعات المحلية في إقليم Tania تستخدم الزراعة البينية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي. © Conrado Perez    

Tania من أواكساكا في المكسيك. وهي باحثة مشاركة في جامعة بروكسل الحرة حيث تعمل على نظم مياه وأغذية ومعرفة السكان الأصليين. وهي تستخدم أبحاثها للدعوة لنظم معرفة السكان الأصليين ودورهم في سياسة الأغذية والمياه. 

كما ينبغي للتغيير التكنولوجي أن يضم معرفة ونظم السكان الأصليين. ففي جبال موطني في إقليم أواكساكا، في جنوب المكسيك، يستخدم المزارعون نظام "ميلبا"، وهو نوع من الزراعة البينية يجمع بين "الأخوات الثلاث": الذرة، والفاصولياء، والقرع.  الذرة هي غذاء أساسي، والفاصولياء تثبّت النتروجين في التربة، والقرع يحد من تآكل التربة والمياه. وهذا يمثل تكافل معرفة السكان الأصليين. 

وعلى الرغم من كونهم من بين أكثر المجتمعات المحلية قدرة على الصمود في العالم، يواجه السكان الأصليون صعوبة في التكيف مع الأحوال الجوية المتطرفة.   

في الماضي، كانوا قادرين على الصمود في وجه الحالات العرضية للأحوال الجوية المتطرفة لأن العادة كانت أن يزرعوا في قطع أرض مختلفة. فإذا كنت أزرع بقرب النهر وجرفت الأمطار الغزيرة محاصيلي، أتحول إلى حقل في أعلى الجبل. وإذا عصفت الرياح بمحاصيلي هناك، فقد يكون لدي حقل آخر في جزء آخر من البلدة. وهذه هي القدرة على الصمود. 

ولكن مع مرور الوقت، وهجرة السكان بحثا عن العمل، لم يبق إلا قلة ممن يزرعون الأراضي، وهكذا فقدوا اكتفاءهم الذاتي. 

ومع ازدياد الهجرة، قلّ عدد الحقول المزروعة. وعندما أدت العاصفة المدارية "ماثيو" إلى إغلاق الطرق في عام 2010، عانت المجتمعات الريفية للسكان الأصليين من أجل الحصول على مصدر غذائها. وبدأ الناس يفكرون: إذا لم نعد مكتفين ذاتيا، فلا يمكننا أن نكون قادرين على الصمود. عندها قرروا الدفع من أجل التغيير التكنولوجي في الحقول، مع الاحتفاظ بما هو أساسي: الذرة، والبذور المحلية، والزراعة البينية. 

والآن ينظمون مسابقات لمعرفة أكثر الأشخاص إنتاجا. وقد أصبحوا مكتفين ذاتيا مرة أخرى.