ينبغي للسكان الذين يطعمون العالم الحصول على ما يستحقونه

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

ينبغي للسكان الذين يطعمون العالم الحصول على ما يستحقونه

المقدر للقراءة دقيقة 6
© IFAD/Giancarlo Shibayama/Factstory

حقيقة غير مريحة: صغار المزارعين الريفيين الذين ينتجون معظم الأغذية التي نأكلها هم الأكثر احتمالا لأن يعانوا من الجوع والفقر. والواقع أن ثلثي جوعى العالم وأربعة من أصل كل خمسة أشخاص دون خط الفقر يعيشون في المناطق الريفية

وعلى الرغم من عملهم الشاق، لا يحصل السكان الريفيون حول العالم على عائد منصف. فهم يقومون بأعمال تتطلب جهدا بدنيا لساعات طويلة في ظروف صعبة مع وصول محدود إلى الحماية الاجتماعية أو العمالية، مثل فوائد التأمين ضد البطالة، والتدريب، والأجور العادلة، أو ممارسات التوظيف المنصفة. وهم غالبا أشد الفقراء فقرا، ويكافحون من أجل الحصول على لقمة العيش في سياق متعدد الأزمات

والصندوق يمكّن صغار المزارعين، وصيادي الأسماك، ورعاة الماشية، ويساعدهم على كسب وإنتاج المزيد، وتحسين ظروف عملهم في نفس الوقت. 

أكبر من مجرد مجموع الأعضاء   

غالبا ما يفتقر صغار المزارعين، كأفراد، إلى النفوذ السياسي والاقتصادي. ولكن عندما يجتمعون كأعضاء في منظمات المزارعين، يمكنهم العمل مع مشترين كبار لتأمين طلبات أكثر موثوقية والحصول على أسعار أفضل لمنتجهم.  

وفي البوسنة والهرسك، قام صغار المزارعين بتجميع مواردهم وراء حملة ترويجية وضعت التوت الأزرق المحلي على خارطة الأطعمة. 

وفي تركيا، يشكل مزارعو الفراولة الشباب تعاونيات لتسويق الفراولة من مقاطعة ساريفيلايلار وبيعها في البلدات القريبة. بينما في جنوب غواتيمالا، تشارك 60 مدرسة في برنامج يشجع المدارس على شراء الأغذية التي تقدمها لطلابها مباشرة من 300 مزارع محلي، الأمر الذي يدعم بدوره المنتجين. 

امتلاك الأدوات المناسبة أمر هام 

يمكن للمزارعين الحد من عبء عملهم اليومي بمجرد تغيير ممارساتهم أو إدخال آلات أساسية. ولا يوفر هذا الوقت والطاقة وحسب للتركيز على أشياء أخرى هامة – مثل العناية بأنفسهم وأسرهم – بل ويجعل من الممكن تحقيق المزيد من الكسب وإنتاج الأغذية والقيام بذلك بوتيرة أسرع. 

لقد كانت نساء بريجو دويس إيرماوس في منطقة الأمازون البرازيلية يمضين في يوم من الأيام ساعات من العمل الشاق لتجهيز البوريتي، وهي فاكهة مغذية لها إمكانات تسويق كبيرة، ولكنها تحتاج لعمالة مكثفة لإعدادها للبيع. وبفضل آلات تجهيز بسيطة قدمت من خلال تمويل الصندوق، أصبح ما كان يأخذ أياما في الماضي يمكن القيام به في ساعات. وتقوم الآلات بتقشير الفاكهة، وعصرها، وتحويل لبها إلى عجينة كثيفة تباع للاستخدام في المربيات والحلويات. 

والآن، أصبح لدى نساء بريجو الوقت للقيام بمهام أخرى، مثل إدارة رابطة للمنتجات وتسويق منتجاتهن. وفي حين أصبحت أيامهن أقل انشغالا، فإن دخولهن ارتفعت بما يصل إلى 40 في المائة. 

المنتجات عالية القيمة تحصّل مردودا أكبر مقابل مدخلاتها 

أحيانا، تغيير صغير يمكن أن يحدث فارقا كبيرا. بأخذ المنتجات الرئيسية وتجهيزها – مثل أخذ المانجو الطازجة وتجفيفها بحيث تبقى لفترة أطول – يمكن لصغار المنتجين الارتقاء في سلسلة القيمة والحصول على سعر أفضل لمنتجاتهم. 

وعندما حصل صيادو الأسماك في إندونيسيا على التبريد، استطاعوا الحد من الهدر والاحتفاظ بمزيد من الأسماك لأنفسهم، مما ساعد على خفض سوء التغذية بين الأطفال بنسبة 40 في المائة. وعندما بدأت النساء تجهيز الأسماك وتحويلها إلى وجبة خفيفة عالية القيمة، مثل بسكويت السمك، أضفن 5 مليون روبية (340 دولارا أمريكيا) إلى دخل المجموعة الشهري – مما أحدث فارقا كبيرا بالنسبة لهن ولأسرهن. 

وساعد تحسين التغليف على تحويل المحار المجفف إلى منتج فاخر في السنغال. وتقول Marianne Ngong، وهي مزارعة محار: "عبوة من المحار المجفف لا تعود عليك بربح كبير، والآن نرى أن وضع المحار في وعاء زجاجي يحقق ربحا أكبر بكثير." 

فرص جديدة للشباب 

أمام التحديات الاقتصادية في المناطق الريفية، لا يجد العديد من الشباب خيارا سوى الانتقال إلى المدن الأخرى أو حتى إلى بلدان أخرى. 

ولكن مع المهارات، والاستثمارات، والفرص المناسبة، يمكن للشباب إيجاد عمل على طول سلسلة القيمة ضمن بلداتهم وكسر هذه الدائرة المفرغة. 

وفي بنغلاديش، ينتقل السكان من دكا إلى بحيرة موهامايا الجميلة والهادئة، حيث أنشأ الشباب أعمال سياحة إيكولوجية مزدهرة تعتمد على تأجير قوارب الكاياك وتنظيم رحلات للمشي. 

حان الوقت للتضامن 

السكان الذين يطعمون العالم يحتاجون لمساعدتنا وتضامننا. ولا يمكننا الحصول على نظم غذائية مستدامة دون التمسك بحقوق العمال. 

ولذلك يقوم تحالف العمل اللائق من أجل نظم غذائية عادلة - الذي يقوده الصندوق، ومنظمة كير، ومنظمة العمل الدولية – بجمع الحكومات، وأصحاب العمل، والعمال، وقطاع الأعمال، والمجتمع المدني، والمنظمات الدولية لضمان العدالة الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الحق في غذاء مغذ وكاف لجميع عمال النظم الغذائية.    

لقد حان الوقت لكي نقف مع العمال الريفيين في نظمنا الغذائية والمطالبة بحماية عملهم وحقوقهم الإنسانية، ووظائفهم اللائقة، وسبل عيشهم المناسبة. 

تعرف على المزيد عن تحالف العمل اللائق من أجل نظم غذائية عادلة.