يوم جديد: أسئلة وأجوبة مع الأشخاص الذين يدعمهم الصندوق

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

يوم جديد: أسئلة وأجوبة مع الأشخاص الذين يدعمهم الصندوق

المقدر للقراءة دقيقة 7

الصيف في تونس مرهق. ويواجه هذا البلد الشمال أفريقي، مثله مثل الكثير من بلدان المنطقة، ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وانخفاض هطول الأمطار وارتفاع مستوى سطح البحر. وهو مزيج سيء من ظروف الطقس المتطرفة.

وليس هناك مكان تتجلى فيه آثار تغير المناخ أكثر من المناطق الريفية الممتدة في البلد. فمن ولاية مدنين الجنوبية إلى سليانة في الشمال، يقول السكان إنهم لا يرون المطر سوى مرة واحدة في السنة. وهذه الأمطار لا تكاد تكفي لزراعة المحاصيل أو ليغطي صغار المزارعين نفقاتهم.

ويروي فيلم الصندوق الجديد "يوم جديد" قصة السكان الريفيين في تونس وهو دليل على قدرتهم على الصمود إذ أنهم يكافحون للتكيف مع طقسنا المتغير. والموسيقى التصويرية للفيلم – أغنية Nina Simone المسماة "Feeling Good" – هي تذكير بأن العالم يجب أن يقاوم في مواجهة الشدائد.

ومن بني خديشة، وهي بلدة في جنوب شرق تونس، تحدثنا مع اثنين من المشاركين في مشروع التنمية الزراعية الرعوية وسلاسل القيمة المتصلة بها في ولاية مدنين، وهما Sassia Kharchoufi وYoussef Selmi، عن كفاحهما اليومي وكذلك عن آمالهما وأحلامهما في المستقبل.

 

سؤال: كيف تبدو حياتك اليومية؟

Sassia Kharchoufi: لقد تغيرت حياتي اليومية قليلا منذ بضع سنوات. واعتدت أن أكسب 310 دنانير (100 دولار أمريكي) شهريا من خلال بيع النعاج. وفي هذه الأيام، أنا مشغولة جدا بإدارة أعمال النسيج الخاصة بي. وأشرف على الأنوال الأربعة وماكينة الخياطة التي حصلت عليها بفضل مشروع التنمية الزراعية الرعوية وسلاسل القيمة المتصلة بها في ولاية مدنين، وأمضي وقتا طويلا في تدريب أربع شابات على نسج السجاد والأوشحة وأشياء أخرى. وآمل أن يتمكنّ يوما ما من أن يصبحن مستقلات ماليا مثلي. وما زلت أسافر إلى المعارض لعرض منتجاتي، فهذا يجلب لي الكثير من البهجة، لكن الأهم من ذلك كله أنني أشعر بالسعادة من قضاء الوقت مع زوجي وأطفالي الأربعة.

Youssef Selmi: يبدأ يومي مبكرا جدا في الساعة 5 صباحا. ومع مرور الوقت، قد يكون الأمر صعبا، لكنني أقوم بذلك بدافع إعالة زوجتي وأطفالي الخمسة حتى يتمكنوا من عيش حياة سعيدة والحصول على ما يحتاجونه. أولا، أطعم الخراف والماعز، ثم أخرج بحثا عن عمل يومي يكمل الدخل. وهذا يعني عادة العمل في مزارع أكبر والقيام بمهام يدوية، مثل سحب التبن وأعمال البناء. وعندما أعود من العمل، أعود لرعاية الماشية. ولا ينتهي يومي عادة قبل الخامسة مساء. وفي هذا التوقيت، يسعدني كثيرا قضاء الوقت مع أسرتي.

Youssef Selmi في تونس، أحد المشاركين في مشروع التنمية الزراعية الرعوية وسلاسل القيمة المتصلة بها في ولاية مدنين

 

سؤال: ما هي التحديات الأكبر التي تواجهها في كسب لقمة العيش؟

Sassia Kharchoufi: بالرغم من نجاحاتي، ما زلت أواجه العديد من التحديات. فالمشاركة في المعارض أمر مهم لتنمية عملي، إلا أن هذا ليس بالأمر السهل دائما لأن وسائل النقل ليست متاحة بسهولة في منطقتي.

وبالإضافة إلى ذلك، غالبا ما أشعر بضغط المسؤولية الأسرية. فليس من السهل على المرأة أن توازن بين العمل والأسرة.

ولكن التحدي الأكبر للجميع يتمثل في عقلية مجتمعنا. فلم يكن من السهل جعل الناس يقبلون حق المرأة الريفية في العمل، لكنني لن أستسلم. فتصميمي، إلى جانب الدعم المالي الذي تلقيته، يساعدانني في طريق النجاح.

Sassia Kharchoufi في تونس، إحدى المشاركات في مشروع التنمية الزراعية الرعوية وسلاسل القيمة المتصلة بها في ولاية مدنين

.

Youssef Selmi: أشعر بقلق متزايد بشأن توافر وأسعار العلف للماشية. وأنا أعتمد عليه أكثر فأكثر هذه الأيام، لأنه مع ازدياد حرارة مناخنا وجفافه بسبب تغير المناخ، تقضي ماشيتي وقتا أطول في الحظائر بدلا من الرعي. وهذا لا يعني أنني يجب أن أحصل على العلف فحسب، بل يعني أيضا أن تكاليف تربية الماشية آخذة في الارتفاع.

وقد بدأت بالفعل أشعر بالتداعيات المالية لأزمة المناخ، ولا يمكنني تحمل هذه التكاليف بمفردي. وأشعر بالقلق من أنني لن أتمكن قريبا من امتلاك ماشية خاصة بي، وهو ما يعني أن أسرتي ستفقد أحد مصادر الدخل، بل وستفقد أيضا أحد مصادر الغذاء المهمة. وأفعل ما بوسعي لتجنب هذا الموقف، لكنني أحتاج إلى الدعم. فصغار المزارعين في الخطوط الأمامية لتغير المناخ يحتاجون إلى المساعدة من العالم.

سؤال: ما هي آمالك في المستقبل؟

Sassia Kharchoufi: أنا فخورة بأن أقول إنني ولّدت وظائف لـ 33 امرأة شابة. وسأكون سعيدة جدا إذا تمكنت من مساعدة المزيد من الفتيات على تعلم أشياء جديدة وتعليمهن الاعتماد على أنفسهن. وللمضي قدما، آمل أن أبدأ في تصدير منتجاتي خارج تونس وأن أبني عملا مزدهرا أستطيع أن أتركه لابنتي.

Youssef Selmi: الأوقات عصيبة جدا في الوقت الحالي، غير أني ما زلت أتمنى مستقبلا أفضل. وفي يوم من الأيام، أود أن أبدأ مشروعا لتسمين الماشية حتى أتمكن من كسب المزيد من المال ومنح أسرتي حياة أفضل.

وعلى غرار Sassia وYoussef، يواجه السكان الريفيون في جميع أنحاء العالم العديد من التحديات. ويدرك الصندوق أن لكل مزارع صغير دورا مهما في كفاحنا الجماعي من أجل كوكب أكثر صحة – وهذا هو السبب في أننا نواصل الاستثمار فيهم، والسبب في أنه ينبغي لبقية العالم أيضا القيام بذلك.